ايها العرب نحن من يقرر
لست سعيدا بكتابة هذه السطور ولكنني أجد نفسي مضطرا لتذكير المؤسسات الرسمية العربية بسلوكها العدواني تجاه الشعب العراقي منذ وقوفها ضد تجربة الزعيم عبدالكريم قاسم ومحاصرته عربيا لأسباب بعضها شخصية وبعضها ستراتيجية وأهمها الخوف من الدور القيادي للعراق.
ومع كل هذا لاأريد أن أنعزل عن هذا الواقع فلا يمكن لنا تغيير الجغرافية وقدرنا أن نعيش في هذا المحيط ولكن عراق 2010 ليس هو عراق 1920 ولا 1958 فهناك إرادة عراقية جديدة لاتريد للماضي أن يتكرر ولكنها لاتملك سلوكا عدوانيا تجاه الاخرين.
على العرب أن يفهموا الدرس جيدا هذه المرة وان أي محاولة لفرض الوصايا او التقرير نيابة عنه مرفوض فكيف بالتآمر عليه والغالبية العظمى من العراقيين تتحسس من التدخل في شؤونها وترفض أن تملى عليها سياسات وارادات وربما تسكت الجماهير لفترة ولكنها تعاقب بشدة.
وان هذه الافعال العدوانية الاستفزازية ستنعكس سلبا ربما يضطر العرب الى الشرب من نفس الكأس الذي نشرب منه هذه الايام.
وعلى المؤسسات العربية الحاكمة أن لاتغتر بوفود بعض العراقيين الى عواصمها السياسية لاستجداء حفنة من الدولارات للعب دور في العراق الجديد.
وأن لايغتر العرب كثيرا بسبب الضعف الذي تسببت به سياسة البعث ودخول القوات الامريكية وتسببها في كل هذه الماسي والويلات لان التاريخ وحركته اثبت ان العراق مر في تاريخه بظروف متشابهة وعاد اقوى من المرحلة السابقة .
وعلى العرب أن يفهموا ان العراقيين لم يعبأو برجالات أمريكا الذين حاولت فرضهم كزعامات سياسية التي انتفخت كفقاعات الصابون ولكنها تلاشت بمرور الايام .
وعلى العرب أن يعرفوا أن العراقيين لديهم حساسية مفرطة من هؤلاء الذين يسوقون انفسهم من الخارج دون العودة اليهم.
وعلى العرب أن يفهموا أن العراقيين قادرين على اتخاذ قرارهم بأنفسهم وهم من يمتلكون زمام المبادرة ولهم القول الفصل في مصيرهم ولن تنفع معهم لاالدولارات ولا الريالات و لاالجنيهات وانما ينفع معهم الفعل والقول.
وانها الفرصة الاخيرة للعرب لمراجعة الامور بواقعية وعليهم سحب أموالهم وصرفها في مجالات اجتماعية في داخل بلدانهم بدلا من تضيعها وخسارة أضعافها بعد ذلك .
في المقال القادم
على الايرانيين ان يعرفوا اننا من يقرر .
عبدالامير علي الهماشي