لاشك أن ايران كغيرها من الدول المجاورة للعراق سعت وتسعى الى تثبيت مصالحها الستراتيجية وإبقاء العراق مركزا اوليا وحائط صد أولي للدفاع عنها،وتبقي العراق ساحة للمناورة تارة
وساحة للحرب تارة اخرى.
وتتخذ في هذا المجال عدة أدوار ومنها دور الناصح والمقرر للشعب العراقي فللسياسة وجهان وجه قبيح وخفي وآخر جميل وجذاب وبالطبع فإن الوجه الجميل هو ما اُريد الحديث عنه.
ومشكلة إيران أنها لاتريد ان تخسر الجولة الثانية في العراق بعد أن خسرتها في لبنان في الانتخابات التي جرت في ذلك البلد
،ومشكلة السعودية أنها تسعى لتكرار التجربة وان كلفها ذلك المليارات من خزينتها التي تشكو من عجز في السنوات الماضية.
وان صحت الارقام التي تحدثت عن 25 مليار دولار أمريكي رصدتها المملكة للتأثير على الانتخابات بحسب مصادرسعودية معارضة
فإن إيران سترصد أكثر من هذا ،مع حرمان شعبي البلدين من هذه الاموال التي ستذهب هباءا منثورا.
ونرى في تلهف السياسين باللجوء الى هذه الدولة وتلك من أجل عرض خدماتهم في سوق النخاسة السياسي هو لإجهاض المشروع
الوطني العراقي الوليد .
و يختلف السيناريو الايراني عن السعودي بان إيران تحاول أن تفتح الحوار مع كل الجهات السياسية دون استثناء بخلاف المملكة ة .
السعودية .
وتخطئ ايران حينما تقرر عن الشعب العراقي او تفكر نيابة عن العراق والخطأ الاكبر انها تصرح على لسان مسؤوليها في هذا
المجال .وتجعل نفسها بديلة عن الولايات المتحدة الامريكية في العراق ،
ونحن نعرف كيف نتعامل مع اعدائنا من البعثيين ولسنا بحاجة الى تصريح وتذكير وهو شان عراقي نستطيع حله ونحن أولى به
من غيرنا فصاحب الشيء أولى بحمله .
ويُخطي السياسيون الذين يعتمدون على إيران في حل مشاكلهم ،كما يُخطئ الاخرون عندما يعتمدون على المملكة السعودية وغيرها
في حل مشاكلهم أو طلب المساعدة لتأهيلهم سياسيا.
وكل من يلجأ الى هذا البلد أو ذاك مفلس سياسيا ولايقدور دور الجماهير في الحل حيث أثبت العراقيون حساسيتهم من تدخل الاخرين
في شؤونهم واتخاذ القرار بدلا عنهم وفي هذه الانتخابات سنقول للايرانيين أننا سنقرر وحدنا دون الرجوع لكم ولغيركم
وفي المقال القادم نقول للولايات المتحدة نحن من يتخذ القرار .