بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجعية الدينية في النجف توصد أبوابها أمام المرشحين
مصادر نجفية: (براني السيد) مُحّرم على السياسيين حتى اشعار آخر
النجف/ اور نيوز
اغلقت المرجعية الدينية في النجف ابوابها امام مرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة، لقطع الطريق امام سعي المرشحين نحو كسب الاصوات من خلال التقرب الى المرجعية التي اعلنت عن اتخاذها موقف الحياد تجاه جميع القوائم الانتخابية.
وقالت مصادر نجفية مقربة من المرجعية، بان "المرجعية الدينية في مدينة النجف، وتحديدا المراجع الاربعة الكبار، قررت عدم استقبال الشخصيات السياسية في فترة الحملات الانتخابية، وذلك تأكيدا على موقفها الذي تبنته، والقاضي بالحياد وعدم دعم قائمة انتخابية على حساب اخرى".
وبحسب مصادر نجفية تابعت زيارة السيد المالكي الى النجف السبت، فان رئيس الوزراء حاول زيارة المرجع الاعلى، الا انه جوبه بـ (الاعتذار) عن استقباله، حتى في (براني السيد) حيث يتواجد نجل المرجع الاعلى السيد محمد رضا.
وتلعب المرجعية الدينية دورا مهماً في توجيه الناخبين نحو اختيار القوائم او الشخصيات المتقدمة نحو الحصول على المقاعد في مجلس النواب خلال الانتخابات التي ستقام الاسبوع المقبل، وقد ادركت الاطراف السياسية اهمية دور استغلال اسم المرجعية الدينية في كسب ود الناخبين، اذ تم منع ترويج المرشحين لانفسهم عبر وضع صور المرجعيات الدينية في دعاياتهم الترويجية، كما حدث في انتخابات عام 2005 .
واكدت المصادر ان الموقف جاء بعد ان تقدم عدد من الشخصيات السياسية للقاء المرجع السيستاني خلال الايام القليلة الماضية بالتزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية، مشيرة الى ان المرجعية ومنذ التحضير لانتخابات مجالس المحافظات مطلع العام الماضي، قالت كلمتها الفصل بانها تشمل الجميع برعايتها الابوية، وتقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية.
وكان مكتب السيد السيستاني قد بعث السبت برسالة الى معتمديه في عموم محافظات البلاد، يجدد فيها تأكيده على عدم دعمه لاي جهة سياسية. وجاء في الرسالة "نسمع احيانا ان بعض الاساتذة والطلبة ينسبون الى بيت سماحة السيد (علي السيستاني) الميل الى بعض الكيانات المشاركة في الانتخابات، وننفي هذا الامر مرة اخرى، ونؤكد ضرورة ان يتصرف الحوزويون ولاسيما المرتبطون بالمرجعية بنحو لا يحسب على اية جهة سياسية".
وتأتي هذه التصريحات بعد اتهام المرجع الديني اية الله بشير النجفي يوم الخميس، وزراء مقربين من رئيس الحكومة نوري المالكي بالفساد قبل ايام من انطلاق الانتخابات.
ولقي قرار السيستاني عدم استقبال وفود المرشحين والمسؤولين في هذا الوقت صدى وقبولاً من قبل مختلف الاحزاب والمرشحين، الذين رأوا ان هذا القرار وان جاء متأخراً فهو يصب في خدمة جميع الاحزاب السياسية والمرشحين، وهو خطوة رائدة تستحق الشكر والتقدير.
وقالوا انه على الرغم من تأكيد المرجعية انها على مسافة واحدة من جميع القوائم لكن الكثير من السياسيين يحاولون استثمار اسم المرجعية بأية طريقة ومن فان قرار المرجعية اغلاق ابوابها بوجه السيساسين في هذا الوقت، انما يقطع الطريق على من يحاول ايهام الناخبين.
ويرى مراقبون في خطوة المرجعية الشيعية، مؤشراً مهماً، يتناغم مع سيل الانتقادات التي وجهها ممثلو المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني للاداء الحكومي على مدى السنوات الماضية، وما رافقه من فساد اداري ومالي عصف بجسد الدولة العراقية.