[align=center]أفواهنا.. عقولنا ونفوسنا[/align]
[align=justify]حسن محمد الأنصاري
الكل يتغنى بالوحدة الوطنية والكل يحب هذه الأرض ويموت فيها ومستعد أن يضحي بماله وولده وروحه رخيصة بالدفاع عنها ولا أحد يقبل أي مساس بها من الداخل أو من الخارج والجميع يعشق قوانين الدولة ويطبقها حرفيا ولا أحد منا ينحرف من مسطرة القانون قيد ملليمتر فالاستقامة طبعنا والكل يحارب الطائفية والقبلية والطبقية ولا أحد ينادي بالتفرقة وشق وحدة الصف وأن لا فرق بين كويتي وآخر لأن الجميع سواسية. شيء محير! إن كان الجميع يتفق اتفاقا مطلقا مع هذه الدعوات النبيلة السامية التي تعزز دعائم هذا المجتمع الصغير البسيط المتآلف فلماذا نرى على أرض الواقع ما يقلقنا ويبعد الراحة والاطمئنان من منامنا؟! جملة من الأسئلة أتركها لكم لأنها فعلا بحاجة للإجابة الموضوعية.
هل أفواهنا أكبر من رؤوسنا ونحب «الهذرة» بينما قلوبنا رحيمة عطوفة فنتبع القول السيئ لندخل الظن السيئ في القلوب النظيفة لنخلق العداوة فيما بيننا؟!
هل عقولنا صغيرة ولا تستوعب الأمثلة الايجابية الهادفة ونحب «النجرة» في أي شيء وإن كان بسيطا لا يستحق النقاش والجدل حتى نثبت أن قوتنا في أفواهنا؟!
هل قلوبنا أصبحت عليلة من شدة صخب أفواهنا وصغر عقولنا ولا يحتمل الحب الأبدي الخالص فتنقلب بين الحين والآخر ما بين الحب والكره لأن أفواهنا تريد الغلبة دوما وعقولنا الصغيرة لا تستطيع التحكم الفعلي على قلوبنا النظيفة؟!.
هل نفوسنا أصبحت ضيقة من علة القلب فصارت عقولنا طائشة وأفواهنا فلتانة فخرجت منظومة العقل والكلام الحسن من رقابة النفس الذاتية فانقلبت النفوس لتأمر بالسوء بينما قلوبنا النظيفة لا قدرة لها بالتصدي للظنون فصارت النوايا تتأرجح ما بين الخير والشر ففقدنا المخارج الحكيمة الآمنة ؟! شخصيا أعتقد أن قلوبنا خارج المعادلة لأنها نظيفة طاهرة تعشق الحياة وتحب الخير وتنبض بالولاء الخالص لأرض الكويت ولكن العيب يكمن في أفواهنا الكبيرة وعقولنا الصغيرة ونفوسنا العليلة ولو «سكرنا حلوجنا» قليلا حتى تكبر عقولنا وخصوصا في الصباح الباكر حين نشرب القهوة ولكل منا مذاقه الخاص وهكذا نحن لكل منا تفكيره الخاص هذه القهوة التي تجمعنا على شربها وإن كنا متفرقين ومختلفين في أذواقنا وعلينا أن نستمتع باحتسائها حتى تهدأ نفوسنا!
لو أن الفروقات الطبقية ذابت والنزعات الطائفية اضمحلت واختفت ونبقى مختلفين لا فسوق ولا جدل يعني أننا قريبون مجتمعون متآلفون وكلما خرست الأفواه رجحت العقول وطابت الأنفس حينها نستمتع بروح الحب والتآلف فيما بيننا ليطيب مذاق القهوة في الصباح والمساء وحين السمر.[/align]