مركز الأبحاث العقائدية
aqaed@lma250.siteprotect.com

بسم الله الرحمن الرحيم
في عصرنا الحاضر كثيراً ما تراود اسماعنا كلمة ( الارهاب ) الذي يجهل معناه الكثير منا ولايعرف له تعريفاً واضحاً .
وفي عصرنا الحاضر كثيراً ما نسمع بمصطلح ( محاربة الارهاب ) من دون ان نعرف معنى واضحاً للإرهاب كي نعرف مواجهته والوقوف امامه .
ولانريد ان نؤيد في مقالنا هذا دعوة اولئك الذين نصبوا أنفسهم المقياس لمعرفة الارهاب : بأن يكون من خالفهم الرأي هو الارهابي , ومن وافقهم هو الذي يقف أمام الارهاب .
فان هؤلاء لايقبل دعواهم الا من اغلق الأبواب على نفسه لا يريد ان يرى النور .
ولكن الذي نقصده من مقالنا هذا طرح موضوع الارهاب على طاولة البحث العلمي والنقد الموضوعي , ومن ثم ننتظر منكم ان تشاركونا في الرأي لتطوير البحث .
وقبل تعريف مصطلح ( الارهاب ) لابد من معرفة ان بني آدم اختفلوا فيما بينهم في كثير من القضايا , وهذه الاختلافات تتراوح نسبتها في الشدّة , فبعضها بسيطة جداً يمكن غض الطرف عنها , وبعضها تبلغ من الشدة ما توجب المشاجرة والتنافر بين المختلفين .
ومن هنا يمكن تعريف مصطلح ( الارهاب ) بانه استعمال للعنف والقمع والشدّة ـ بمختلف انواعها التي اشدها القتل ـ في مقابل من يخالف الرأي .
ولايخفى عليكم ان كل فرد له الحق الكامل في الاحتفاظ برأيه والدفاع عنه بالدليل والمنطق , وحتى مناقشة من يخالفه الرأي ورده .
ولكن من دون استعمال العنف والقمع.
هذا ما يمكن ذكره في تعريف مصطلح ( الارهاب ) , والذي من خلاله يمكن معرفة من ينطبق عليه هذا الاصطلاح من غيره , ومن تكون دعوته صادقة للوقوف امام الارهاب والارهابيين من غيرهم .
وبعد هذا كله , لايمكن مواجهة (الارهاب ) ومكافحته بنفس اساليب الارهاب , كما نشاهده من ادعاءات المدعين في عصرنا الحاضر .
ومما يمكن عده من مصاديق ( الارهاب ) عبر القرون :
(1) محاولة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وذلك يوم العقبة .
(2) منع كتابة الوصية لرسول الله ورميه بقولهم : ( ان الرجل ليهجر ) .
(3) اجبار المسلمين على البيعة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , بما في ذلك امير المؤمنين عليه السلام وبني هاشم وكبار الصحابة ,وذلك بالتهديد بالقتل لكل من لم يبايع , واشهار السيوف , واستعمال انواع القمع والعنف , حتى ان سعداً لما خالف رموه بسهم فقتلوه وقالوا ان الجن رمته بالسهم وسموه قتيل الجن .
(4) الهجوم على بيت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام واحراق بيتها وضربها واسقاط جنينها واجبار من في بيتها على الخروج للبيعة , حتى انه لما امر باحراق بيتها قيل له : ان في البيت فاطمة , قال : وان !
وان الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام بمختلف ما رواه العلماء من ابرز مصاديق ( الارهاب ).
(5) وتتسلسل الاحداث الى ان تصل الى واقعة الطف , هذه الواقعة التي ما كاد يجهلها احد من المسلمين , بل وغير المسلمين , وهي من ابشع مصاديق الارهاب التي وقعت عبر التاريخ , مما جعل الشيعة يحيون هذه الذكرى على مر العصور , ليعبروا بذلك عن انكارهم للارهاب بمختلف الوانه , ويجسدوا بذلك للبشرية التضحيات التي قدمها آل الرسول لاجل الوقوف امام الارهاب والظلم .
(6) واستمر الارهاب على مر العصور ينصب على اهل بيت النبوة وشيعتهم , وذلك بمختلف انواعه , بحيث لو اردنا استقصائه لخرج في موسوعة كبيرة .
واخيرا , فان شيعة اهل البيت ـ وعلى مر العصور ـ كانوا يحيون ذكرى مظلومية ائمتهم وقادتهم بذكر ما جرى عليهم من ابرز مصاديق الارهاب , فكان الارهاب ينصب عليهم بمختلف الوانه من قبل الظالمين :
فكانت الشيعة تزور مراقد ائمتها , لتبرز بذلك مظلوميتهم , وتبين ما وقع عليهم من مصاديق الارهاب , فكان ان منعوا من الزيارة وهدمت مراقد ائمتهم , فواجه الشيعة لاجل هذه الزيارة انواع الارهاب من قتل وظلم وقطع للايدي والارجل و... .
وكانت الشيعة تحيي ذكرى ائمتهم بمراسم العزاء , لتبين للعالم مظلوميتهم , فكانت المواجهة بمنعهم من احياء هذه المناسبات , بشتى انواع المنع , والذي يعد كل واحد منها مصداق بارز للارهاب .
وما وقع اليوم في كربلاء والكاظمية وبغداد والباكستان , ليس هو بالشيء الجديد , وانما سبقته احداث دامية عبر القرون , كانت تحدث في العاشر من المحرم في مختلف انحاء العالم , واستمرت هذه الاعمال الاجرامية القمعية في كل سنة , ولم تتوقف في سنة ما , ولكنها كانت تختلف من ناحية الشدة .
واذا ما اردنا ان نبحث عن الاسباب الرئيسية , بالاخص ما يحدث في عصرنا الحاضر , ومن دون لف او دوران , فان فتاوى التكفير تقف وراء كل مايحدث , لانها هي المحركة لأولئك الجهلة المغفلين الذين يروحون ضحية هذا التطرف وهذه الفتاوى .
فما زالت فتاوى التكفير موجودة , فلا نتوقع الا امثال هذه العمليات الاجرامية ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام .
واذا اردنا ان نقف امام هذا الارهاب , فما علينا الا الوقوف امام المرتزقة الذين يصدرون فتاوى التكفير بحق شيعة اهل البيت واكثر فرق المسلمين .
وانما قلنا اكثر فرق المسلمين , لان اكثر المسلمين يعتقدون بجواز شد الرحال الى الزيارة والتوسل والتبرك , وهؤلاء الذين افتوا بكفر الشيعة , يفتون بكفر وشرك من يعتقد بالتبرك والزيارة والتوسل .
وبعد كل هذا , افلا يحق لنا ان نعتبر الذين يفتون بالتكفير من الارهابيين , بل من قادة الارهابيين , لانه عندنا منفذ للقتل وآمر به , والفقهاء الذين يكفرون شيعة اهل البيت واكثر فرق المسلمين , هم من الذين امروا بالقتل , وحكمهم حكم الآمر بالقتل , ويحق لجميع المسلمين ان يرفعوا ضدهم احكاما جنائية , لكي يسحبونهم الى المحاكم لمحاكمتهم محاكمة الآمر بالقتل .
فكل من يفتي بتكفير الشيعة ـ وحتى الذين يقولون نحن لا نكفر الشيعة ولانخطئ من يكفرهم ـ فهم ايديهم ملطخة بدماء الابرياء من الشيعة , ويحق لكل انسان ان يقدمهم الى المحاكم العادلة , لمحاكمتهم محاكمة الآمر بالقتل والشريك فيه.
فسلام الله وملائكته وانبيائه الصالحين والائمة الهداة المعصومين على تلك الارواح الطاهرة التي سقطت اليوم في كربلاء والكاظمين وبغداد والباكستان , وهي تحيي ذكرى مجزرة عاشوراء , لتبين للعالم ان الارهاب اكثر ما وقع على الشيعة وائمتهم عليهم السلام .
ولعنة الله وملائكته وانبيائه الصالحين والائمة الهداة المعصومين على اولئك الذين نفذوا هذه العمليات والذين امروهم بها , وعلى المرتزقة الذين اصدروا فتاواهم بالتكفير فكانوا السبب وراء كل ذلك .
والى الله المشتكى
مركز الأبحاث العقائدية
ايران قم المقدسة ـ العراق النجف الاشرف
www.aqaed.com

http://www.nahrain.com/d/news/04/03/04/nhr0304q.html