 |
-
دعابل علاوي
دعابل علاوي
مهند الزيرجاوي
zerjawy@yahoo.com
في الايام الاخيرة شدتني تصريحات بعض السياسين العراقيين الى ايام الصبا عندما حذر البعض منهم من تزوير الانتخابات النيابية قبل يوم الاقتراع وراح نفر اخر يهرج في فضائيات الاقزام واللحم الابيض ان الانتخابات قد زورت فعلا بعد وصول انباء تشير الى اخفاق قائمة اولائك في الحصول على نسبٍ تصويت تؤهلهم للامساك بزمام الامور في البرلمان القادم من خلال تقارير مراقبي كياناتهم السياسية
رجعت بالذاكرة الى مرحلة (الزعطوطية) من العمر واستذكرت شخصيات ذلك الزمان عندما كنا مولعين في لعب (الدعبل) في الازقة خلال العطلة الصيفية ، لقد كان هناك (لواعيب) مَهرٌ لا يمكن مجاراتهم كما ان هناك (لواعيب) فاشلين جدا هوايتهم افراغ ما في جيوبهم من دعابل يوميا
علاوي ابن ام علاوي كان من الفاشلين في لعب (الدعبل) والذين كان يخسر كل يوم ولا يكف عن اللعب لا لشيء سوا ان والده عمو (عبدالله !!!) يدفع له بسخاء ليشتري (دعابل) كل يوم وهو يواسيه (ان لا تيئس يا بني فسوف تعوض ما فاتك يوما ما) فيأتي علاوي كل يوم ومعه ثلة من الزعاطيط المتملقين والذين اتخموا من اكل لفات (العنبه) على حساب علاوي او لنقل من جيب عمو عبد الله
تبدء اللعبة كل يوم عصراً حيث كان الصباح مخصصا للعبة (الصور) او (التصاوير) كما يسمونها احياناً ، يُقبل علاوي (المدبدب) مرتديا (بجامه بازه) مخططه تحوي جيبا داخليا لخزن الدعابل وكله امل بالفوز ليجد امامهه فحول الدعابل ذوي الانامل السحرية التي لا تخطيء واذكر منهم نوري وابراهيم و احمد و ... الخ ، يبدء اللعب وعلاوي كله امل بالفوز والاخرون يرمقونه بنظرات الاستهزاء وكالعادة ينفذ ما بجيب علاوي بمرور الوقت والاطفال المتفرجون ينبزونه بكلمات الملاطفة (ها خويه اتجحوست) غير ان علاوي عنيد لا ييأس بعد نفاذ دعابله فيجلس مراقبا ويبدء باستخدام الخطة البديلة لاسترجاع ما خسر فينادي بعلو صوته ( الي بالشور بالزار الاول ... الي بالشور بالضارب الثاني) ليراهن على نجاحات الاخرين عسى ان يرد شيءً من ماء وجهه الذي اريق على (نكرة الدعابل)
ولكن لا فائدة من ذلك لغبائه المفرط في الرهان على اصدقاء له لا يقلون فشلا عنه واذكر منهم من لا زالت العنبه متجمدة على اطراف فمه الذي لا يكف عن التهكم ولعن الحظ السيء
بعد ان يستنفذ علاوي جميع خياراته السلمية والمشوبة بالخبث واثارة المشاكل بين الاعبين يلجؤ لهوايته الاخيرة والتي تنفس عن كربته ما ليس بقليل ... يثور ويرتعد ويصيح (جيبو دعابلي .. جيبو دعابلي) والاخرون بدهشة من امره
يلومه الاطفال في المحلة (ليش تلعب وياهم يا علاوي مو انته مو كدهم)
علاوي ( لا لا همه ايزغلطون)
الاطفال ( لا علاوي احنه جنه واكفين وشفنه اللعب جان كولش نضيف ووفق المعايير الدولية)
علاوي ( لا مو همه ايظربون نكر) وهو يكفكف دموعه
الاطفال (لا عمي يا نكر كول لعبهم زحج)
علاوي (اي مو اني اصغر منهم ليش ايلعبون وياي قوي يغير عله كيفهم وياي)
ولا تنتهي الاعذار والاعتراضات التي تنهال على الفائزين بصوت عالِ وكلامٍ غير مترابط ولا منطقي
في اخر الامر لا يجد علاوي حلاً لمشكلته فيلجؤ الى الخيار الاخير وهو الهروب من الساحة ورمي الحجارة على الجميع مصحوبة بوابل من الشتائم والسباب والجميع يضحك من زعطوطيته المفرطة لينتهي به الحال في اليوم التالي ان يجيء مطئطيء الرأس يطلب اللعب والجميع يحذره
(علاوي مو من تخسر اتسويلنه نفس الجنجلوتية تره ملينه منها)
قصة علاوي مع الاخرين لا تختلف كثيراً عن زعاطيط السياسة العراقية الذين خسرو دعابلهم في (داس) 7/3/2010 والذين اخذوا يهرجون على كل شيء حتى على انفسهم ليبعدوا الانظار عن فشلهم الذريع ولكي لا يضطر (عمو عبد الله) من منع الامدادات الدعبلية عن جيوبهم الداخلية
واخيرا اود ان اوجه نصائح لصديق الصبا علاوي عسى ان يتعظ
علاوي لا تلعب مع الاقوياء لان ايجحوسوك
علاوي لا تعتمد على فلوس بابا عبد الله تره بعدين من اتلح وياه راح ايبسطك
علاوي صير عاقل ولا تشامر حجار تره صرت ابعين المحله مو زعطوط ... صرت طوط
علاوي ............. خل ............. ايولن
ملاحظة : القصة واقعية ولكن الاسماء مستعارة حتى لا يزعل علاوي فيما لو وقعت المقالة في يده
-
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة كربلائي في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-09-2007, 15:21
-
بواسطة babil في المنتدى واحة الصور
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-02-2007, 15:14
-
بواسطة الكاظمي في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-04-2006, 00:33
-
بواسطة بيان في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 46
آخر مشاركة: 14-02-2006, 21:40
-
بواسطة salam في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 08-08-2004, 13:13
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |