إندعينا على الثور ماتت الهايشه . بقلم: مصطفى الكاظمي
بواسطة:mustafa
بتاريخ : الخميس 01-04-2010 11:19 مساء
(( وينه الحاربك وينه ))!؟
" لو كان اصبعي بعثيا لقطعته "
من اجتثاث البعث الى (هلهوله للبعث)
استعاضة الاحذية التي قصفت رأس اياد علاوي في النجف بباقات زهور ومديح
امتداح علاوي يعني الاستهتار بدماء شهداء العراق!
الشراكة ومد اليد للبعثيين تعني التخلي عن المبادئ التي ضحى من اجلها عظماء العراق كمحمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الحكيم وعبد العزيز البدري وناظم العاص ومام ريشه وابو زهراء البشيري وشهداء قبضة الهدى وانتفاضة خان النص وثورة الخالص وملحمة الدجيل والانتفاضة الشعبانية ومجازر حلبجة والانفال ومذابح الاهوار وخنق البصرة ومأساة التسعين والبشير.. ثم لا ننسى مجازر البعث ضد اسر السادة الحيدري والمبرقع وشبر والصدر وبحر العلوم والضوالم والسادة السعبري والقبانجي الى مئات الاسر والعشائر الكريمة التي قدمت ابناءها في مواجهة البعث الكافر.! ثم كيف ننسى مأساة جزر رؤوس السادة من آل الحكيم عام 1982-1984 التي اودت بحياة 36 بريئا بين عالم ومفكر واكاديمي من اسرة المرجع الكبير محسن الحكيم.
لو عاد هؤلاء العظماء الا يبصقون بوجه علاوي؟
الاف الضحايا والابرياء في المقابر الجماعية ما زال البحث عن بقاياهم ساريا!!
حينما هتف قائد المسيرة الكفاحية ضد البعث السيد محمد باقر الحكيم بعد عودته للنجف الاشرف عام 2003" بنعم نعم للمرجعية.. نعم نعم للشهداء (استشهدوا في مواجهاتهم مع البعث).. نعم نعم للمجاهدين (جاهدوا ضد البعث).. نعم نعم لكم ايها الاحبة (السائرون في طريق مكافحة آخر بعثي في العراق).. نعم نعم للعراق (عراق لا وجود للبعث فيه)..
لهذا فجروه وتناثر بدنه الشريف اربا في فناء صحن جده الامام علي عليه السلام.
كنا نحلم بأفول حزب البعث في العراق لنرتاح من شروره وما جناه من خطايا وظلم في العراق من شماله الى اقصى نقطة في جنوبه المحروم. ذات يوم جلسنا في بيت نتجاذب اطراف حديث استقالة الرئيس. كان ذلك في ظهيرة من ايام 1979 حينما اقصي فيه احمد حسن البكر من رئاسة الجمهورية بحجة مرضه ليهلك بعد سطو حارسه ونائبه فيما بعد صدام حصين ويتوج رئيسا جديدا. كنا ثلاثة في غرفة، احدنا شاب بعثي او (إبعيثي) بتعبير الشارع العراقي يومئذِ، اي انتظم حديثا للحزب. فدخل علينا صديق رابع فتح باب الغرفة وهتف بنا متجهما: اندعينا على الثور ماتت الهايشه.!
فصاح به المتبعث الجديد: ماذا تقصد؟ فاجابه مذعورا: لا.. لا شيء مجرد انه يوجد في حارتنا (الغدير) ثور يرعبنا منظره ونفر منه خائفين.. فدعونا الله ان يهدي له من يذبحه ويريحنا منه، ولما اصبحنا علمنا بموت الهايشه بجانبه.!
ضحكنا جميعا وقلنا له: ها سيد (...) ليش وين أكو هايشه وثور في حي الغدير؟
ها هي حكاية الثور والهايشه قد عادت للعراق من جديد بعد ثلاثين عاما مرت عليها لتكون صدقا وحقا، فمتى نتخلص من ثيران البعث؟ ومن ذا الذي سيريحنا من ثورهم الجديد؟ ربما ستكون هناك بقرات كثار وربما وجدت ثيران بعددها لكنما المهم ان لا تكون لثور منها قرون تنطح او تجرح. فما عاد الجسد العراقي يتحمل وخزة ابرة لان جراحاته كثيرة ولما لم تندمل بعد.!
العراق ما بعد صدام المعدوم كان يتأمل من يداويه ويضع البلسم على جروحه ليوقف نزيفها. وكم كنا مغفلين حين حمدنا الله على الديمقراطية الهزيلة التي انجبت لنا مجددا ثيرانا.!
ان امتداح شخصية بعثية كشخصية اياد علاوي تعني الانتحار السياسي. وتعني اعلان الافلاس. وتعني بواطن اغشت العين عن رؤية الحق.. وتعني دوافع لا يجهلها الواعون من ابناء العراق.. وتعني ان هذا الثور الجديد سيأخذ دور صدام في مواجهة من قال: "كلا للبعث ونعم للمرجعية ونعم للمجاهدين". وسينبش قبور من واجه البعث وقارعه ولو بعد اربع سنوات من رئاسة علاوي حيث سيدغدغ شعور العراقيين بأنفتاح ورياشة مؤقتة مع ثريد ووعود كما فعل ساداته وعفلقهم من ذي قبل حين نزو على حرمة العراق.
خريف ملبورن- 2010مرات القراءة: 77 - التعليقات: 1