يا ساسة العراق: ألا تهز ضمائركم دماء المواطنين؟؟!!
عزيز الحاج
عدد مرات المشاهدة :24 - 10/ 5/ 2010
![]()
هجمة إرهابية دموية منظمة جديدة اجتاحت أرجاء العراق أمس - الاثنين.
أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى في مدن ذات أكثرية مذهبية مختلفة، فيما قادة القوائم الانتخابية الفائزة لا يزالون يتناطحون حول من يشكل الحكومة. فراغ سياسي، وفراغ برلماني، وتداع أمني يفند كل ما تبجحت به حكومة المالكي عن إلحاق الهزائم الساحقة بالقاعدة.
السيد المالكي لا يزال يتشبث بالمنصب وكأنه خلق له مدى الحياة، والمداولات والاجتماعات والأخبار والإشاعات والتصريحات والبيانات تتالى بينما أعداء شعبنا المجرمون الأوغاد لا يرتاحون لحظة، ولا ينامون. "الكبار" منهمكون في المنطقة الخضراء في كيفية اقتسام المناصب الكبيرة، وأما "الصغار" - أبناء الشعب- فهم الذين يدفعون الحساب- دما ودموعا وفقرا.
قال لي صديق ألا ليت نفسَا واحدا لا غير من أنفاس أجواء الانتخابات البريطانية تهب علينا. ولكن هيهات. ها هو براون يعلن عزمه على الاستقالة من زعامة حزبه كتضحية منه من أجل إنجاح قيام حكومة جديدة بأسرع وقت. نحن لا نريد من المالكي ولا من غيره أن يكونوا بمستوى براون في التمسك باللعبة الديمقراطية والتضحية من أجل البلاد. كل ما نطلبه منهم الحد الأدنى من روح المسئولية تجاه الشعب والبلد، ولكن، لا! لقد أجروا الانتخابات وكأنها كانت صراعا على الكراسي لا من أجل خدمة الشعب. وكل يتصور نفسه منقذ الشعب والمنجي من الضلال. وكل قائمة وكل حزب، من كبار الفائزين، لا يفكر بغير مصلحته، وجميعهم يتصرفون وكأن الانتخابات تعني أن الجميع فائزون فلا خاسر، والكل حكام فلا معارضة.
جرائم أمس تدين الطبقة الحاكمة العراقية بكل فروعها وأطرافها، فهي قد برهنت على تخلفها التام وانطلاقها من الحسابات الخاصة وليس من الصالح العام. إنها لا تنطلق من مبدأ المواطنة، وكل يتصرف وكأنه يريد دق عنق الآخر- الخصم أو المنافس. أما أن تنهمر الدماء الزكية؛ أما أن تتعطل الخدمات؛ أما أن تتوسع البطالة؛ أما أن يعطش وادي الرافدين وتجف أنهارنا؛ وأما أن يواصل الغول الإيراني والمخالب الإقليمية الأخرى استهتارها بالسيادة العراقية - أما هذا كله، فيبدو أنه بالنسبة لهؤلاء الكبار أمور ثانوية.
أزمة تشكيل الحكومة مستمرة فيما الأخطار كبرى، والمسئولية الأولى- وكما كتبت سابقا - تقع على رئيس الوزراء المنتهية ولايته ولكنه يتشبث بها.
الجامعة العربية ليست حلالة المشاكل. ولكن الإدارة الأميركية مدعوة، بحكم دورها في العراق والاتفاقية الأمنية، إلى أن تضغط على الأطراف السياسية المتصارعة في العراق من أجل الحل المخرج - الذي نتمنى لو وجد!
إن الوقت يقترب من موعد مغادرة القوات الضاربة الأميركية، ولو استمرت الأوضاع كما هي، ولو تمسك الجانب الأميركي بموعد الانسحاب، فإن قادمات الأيام ستكون محملة بمخاطر كوارث كبرى. فمن لشعب العراق؟؟؟!