أثناء انعقاد مجلس الحكم ومناقشة دور الأمم المتحدة بالمرحلة الانتقالية
الباجه جي والجعفري:
خلافات وصراخ لم يوقفه غير اتهام بـ «إنعدام التحضّر»!
بغداد-محمد عبد الجبار:
نشبت خلافات بين اعضاء مجلس الحكم العراقي المؤقت بسبب الدور المناط للامم المتحدة في المرحلة المقبلة سواء على صعيد تشكيل الحكومة المؤقتة وصعيد اجراء الانتخابات العامة قبل نهاية هذه السنة.وادى الخلاف الى مشادة حادة بين عضوين في هيئة رئاسة المجلس انفضت الجلسة على اثرها.
قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية الذي اقر مؤخرا ينص على انه «يمكن التشاور مع الامم المتحدة» في عملية تشكيل الحكومة المؤقتة التي تسبقها عملية تداول واسعة النطاق يقوم بها مجلس الحكم وسلطة التحالف المؤقتة. لكن القانون لا يشير الى دور الامم المتحدة في عملية اجراء الانتخابات التي تتم بعد ذلك لتشكيل الجمعية الوطنية التي تقوم بدورها بتشكيل الحكومة الانتقالية الى المرحلة الثانية من المرحلة الانتقالية.
وفي نقاشه لهذه المسألة، برز تياران داخل المجلس، الاول تزعمه الدكتور عدنان الباجة جي عضو هيئة الرئاسة، ويدعو الى اعطاء دور كامل للامم المتحدة في العمليتين معا، فيما تزعم العضو الآخر في هيئة الرئاسة، الدكتور ابراهيم الجعفري، الرأى الآخر، الذي يميل الى استبعاد الامم المتحدة من العملية.
وقد احتد النقاش بين الرجلين، الى درجة الصراخ، ولم يتوقف الا بعد ان اتهم احدهما الآخر بعدم «التحضر».
وتؤيد الادارة الامريكية منح الامم المتحدة دورا كبيرا في العراق في الفترة القادمة. ويعزى هذا الى رغبة الولايات المتحدة في ان تتحمل الامم المتحدة نفقات الانتخابات التي يقال انها تكلف 100 مليون دولار. فضلا عن ان وجود الامم المتحدة في العملية سوف يضفي الشرعية اللازمة على الحكومة المؤقتة وبالتالي يسهل تسويقها في الاوساط العالمية. اضافة الى هذا فان وجود الامم المتحدة من شأنه ان يضفي على وجود القوات الامريكية في العراق بعد مرحلة 30 يونيو شرعية دولية في اطار «القوة المتعددة الجنسيات» وهو العنوان الذي ستحمله قوات الاحتلال العاملة في العراق.
وينص قانون الدولة على تشكيل هذه القوات وفقا لشروط قرار مجلس الأمن رقم 1511، كما ينص على مشاركة القوات العراقية بصورة رئيسية في القوة كتعبير عن رغبتها في حفظ السلام والسلم ومكافحة الارهاب، ويعطي للحكومة العراقية القادمة صلاحية عقد الاتفاقيات الدولية الملزمة بخصوص نشاطات هذه القوات.
مصادر سياسية عراقية خارج مجلس الحكم قالت لـ «الوطن» انها تفضل ان تميز في أدوار الأمم المتحدة وفقا للمهام المختلفة. فهي تفضل دورا استشاريا للمنظمة الدولية في تشكيل الحكومة المؤقتة فيما ترغب في دور رئيسي لها في اجراء الانتخابات وذلك للاستفادة من الخبرة الهائلة التي تملكها في هذا المجال.
وعلى أية حال لم يبدأ المجلس حتى اللحظة في إنجاز الملاحق المتعلقة بتشكيل الحكومة المؤقتة، ويتوقع أن يباشر النقاشات في هذا المجال الاسبوع القادم.