السيد محمد الصدر.. الإسلام المحمدي الاصيل/ أبو علي ألنجفي
![]()
![]()
![]()
(المشرف العام) - (2010-05-24م)
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها أرسل الرسل يتلو بعضها البعض فكان كل رسول يرسل يعمل ما بوسعه من اجل هداية أمته فيتبعه من تتحرر من قيود الشيطان ويهلك من هلك من رضي بقيادة الشيطان له وبعد رحيل الرسول أو النبي ينشط الشيطان من جديد فيحرف الكثير عن عقيدتهم وينقلبوا على إعقابهم إلى أن يبعث الله رسولا اخر يجدد ما انتهى إليه الذي سبقه إلى أن انتهت الرسائل السماوية والنبوءات بالرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ليكون الخاتم لرسل السماء وأما من يقيم اعوجاج الحق وانحراف الناس عن جادة الصواب فكانوا الأئمة من بعده وهم الذرية الطاهرة من آل البيت(عليهم السلام) ومثلما كان يحدث مع الأنبياء والرسل من تكالب الناس عليهم حدث مع الأئمة عليهم السلام مما أدى إلى تغييب الحجة على الخلائق وهو خاتم الأوصياء الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف لذلك كانت هناك الحاجة إلى المجدد أو المذكر بتعاليم الدين أولا وبوصايا الحجة الغائب ثانيا فكان في كل جيل يظهر من يأخذ بزمام الأمر ويعيد الحق إلى نصابه وهو الشخص الذي نسميه المرجع أو المجتهد وكان في زماننا السيد الشهيد الصدر (قدس سره الشريف) حيث كان الحجة على الناس وكان ما يميز طلعته البهية أمور عدة منها :
1. إن المجتمع كان يعيش في مرحلة يمكن أن نسميها بالإسلام المقنع فلا تجد رجل الدين يأمر بمعروف أو ينه عن منكر أو قل انه يؤدي الأمانة التي ألقيت على كاهله مادام انه اختار أن يكون رجل دين .
2. إن الشيطان قد احكم قبضته على الناس من خلال شياطين الإنس بحيث أصبح من الصعوبة التفكير مجرد التفكير بالانتصار للإسلام .
3. ابتعاد الناس عن الدين والمغريات التي كانت تتجاذبهم كلها أمور أدت إلى فقدان الثقة بان يخرج من ينتصر للإسلام ويعيده إلى طريقه الصحيح .
4. سيطرة الفكرة القائلة بان رجل الدين أو المعمم لا يخطئ وانه معصوم وكل عمله صحيح ولا ينبغي التفكير بان ما فعله غير صحيح بل الأكثر من ذلك كان الناس يحاولون بشتى السبل تأويل أو تفسير أو إيجاد مخرج يثبتون به صحة ما يقوم به المعمم او رجل الدين .
5. الذنوب والنفس الأمارة بالسوء واقتراف الموبقات كان الحاجز او الحاجب للناس في التفكير بمجيء المنقذ الذي يعيد الحق الى نصابه .
6. ما قام به السيد من أمور كانت في وقتها غريبة جدا على الناس لأنهم كانوا يتصورون أن المجتهد او المرجع (لو كان هناك من يحمل هذين العنوانين) إنما سيقوم بالتغيير وهو جالس في البراني ولكن أن يقوم المرجع بارتداء كفنه وتقلد سيفه ويعتلى منبر الكوفة صادحا بأعلى صوته كلا كلا يا شيطان فهذا ما لم يكن في الحسبان .
7. طول الفترة التي عاشها الناس في ابتعادهم عن الدين أدت إلى القسوة وعدم تقبل الرشد والنصيحة من احد .
8. وجود التيارات المنحرفة التي كانت تدعو الناس إلى الابتعاد والتشكيك بتعاليم الإسلام والدعوات إلى الحرية المزعومة والغزو الثقافي الغربي المنحرف كلها أمور أدت إلى انحراف الكثير من أبناء المجتمع المسلم .
9. لم يقم السيد بأمر الناس بالصلاة والصوم والحج وهي الأمور المتعارف عليها عند ظهور مرشد معين بل تعداها إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي عن الزنا وشرب الخمر وعدم إطلاق العنان للنفس الأمارة بالسوء...... .
10. حرص السيد على إعادة الوجه الناصع للإسلام أمام الأديان الأخرى وانه دين المحبة والتسامح وانه الدين الحق المنتظر منه أن يرث الأرض ومن عليها .
كل هذه الأمور وغيرها الكثير ومع كونها من الصعوبة بمكان إلا أنها لم تثني السيد عن واجبه في إعادة الحق إلى نصابه وفي إعادة المجتمع العراقي إلى مكانه الصحيح في قيادة الأمة والتمهيد لظهور منقذها الأكبر وإعادة الصورة الحسنة للإسلام المحمدي الأصيل .
أبو علي ألنجفي