بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾
صدق الله العلي العظيم

لقد أمتدت يد قتلة الأنبياء لتنال من المجاهد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الفلسطينية، وليس مستغرباً ان تحصل هذه الفاجعة بعدما سالت دماء الفلسطينين انهاراً في وسط صمت عالمي مشوه، وبعدما شعرت اسرائيل برجمان كفتها حينما اصبحت فوق القانون الدولي والاعراف والقيم الانسانية، وحينما آمنت العقاب وتجاوزت في الجريمة، وحينما بلغ الوضع العربي امضى درجات الضعف والتفكك.
ان الشهيد السعيد رغم صلابة عوده وقوة وميدانية موقفه الا انه كان يمثل صمام آمان للمسيرة الفلسطينية كما يشكل حلقة وصل محترمة بين مختلف الفصائل المقاومة، ورغم ذلك لم يطق الكيان الصهيوني وجوده، ولن يطيق وجود تلامذته واخوانه من القيادات الفلسطينية ماداموا يرفضون المخططات الصهيونية.
ان دم الشهيد الشيخ احمد ياسين لن يضعف حماس او مقاومة الشعب الفلسطيني بقدر ما ضخ في شريان المقاومة الإسلامية المزيد من الإرادة والتصميم، وواهم من يتصور ان مقتل الرجال الكبار يهزم إرادة مدرستهم ومؤيديهم ورفاق جهادهم، كما انه طبيعي ان ينال هذا الرجل بعد عمر من الجهاد والصبر والعطاء والتأسيس شرف الشهادة لينام سعيداً مطمئناً تاركاً قتلته في القلق والخوف من المصير الذي سيضعه لهم دم أحمد ياسين والشهداء معه، وان الدماء الطاهرة دعوة لتعبأة طاقات الامة وإرادتها ووحدتها لاستعادة الارض والحقوق الفلسطينية المغتصبة.
تغمد الله الشهيد وصحبه بواسع الرحمة والرضوان واسكنهم فسيح الجنان والهم اهلهم وذويهم الصبر الجميل والاجر الجزيل واخلف على المقاومين الفلسطينين بالثبات والنصر انشاء الله.


المكتب السياسي
لحزب الدعوة الإسلامية
22/3/2004