نقلا عن صحيفة العالم ـ بغداد
سأل دبلوماسي خليجي رفيع المستوى مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية عن اسباب «الجمود الاميركي» تجاه د. اياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق، وغياب دعم جهوده لتشكيل حكومة عراقية رغم فوز القائمة العراقية التي يرأسها في الانتخابات. وقال الدبلوماسي الخليجي لـ» العالم» انه فوجىء برد المسؤول الاميركي، اذ « بدا حديثه باردا لا ينطوي على تعاطف مع علاوي ولا على تحامل».
وحسب المصدر الخليجي قال المسؤول الاميركي ان «علاوي شخصية غير مستقرة، وليس لديه استعداد نفسي للاقامة الطويلة في العراق». واضاف ان «علاوي يفضل بقاءه خارج العرق لأي سبب كان، ولا تثنيه عن ذلك ضرورة قصوى تستدعي وجوده في بلاده».
وينسب الدبلوماسي الخليجي الى المسؤول الاميركي قوله فيما «يشبه السخرية المرة» ان «الموقع المناسب للسيد علاوي هو رئيس الخطوط الجوية العراقية». وزاد قائلا وكأنه يحدث نفسه»لا اعرف ما اذا كان بامكان شخصية كهذه ان تقود بلدا مضطربا الى بر الامان». ثم التفت الى محدثه الخليجي وقال له ان «علاوي فوق ذلك رجل كسول».
ورد عليه محدثه متسائلا عما اذا كان يقصد بان منصب رئاسة الحكومة وحده يستطيع ابقاءه في العراق، فقال المسؤول الاميركي: ولا ذلك فقد سافر خلال ولايته القصيرة 10 مرات!
وكان علاوي ترأس اول حكومة عراقية مؤقتة بعد الغزو الاميركي في 28 حزيران ( يونيو) 2004 .
وقال مراقبون ان الانطباع نفسه عن رئيس الوزراء الاسبق يسود العراقيين، واوساط قائمته نفسها، وبينما أظهرت وسائل اعلام محلية انتقادات لظاهرة « السياسي المترحل»، فلم يظهر مثل هذه الانتقادات من اوساط قائمته، ولا استطاع احد من شركائه مواجهته بها، رغم انه « ظهر واضحا تململ بين اعضاء رئيسيين في كتلته لأنهم لم يسمعوا من رئيس كتلتهم تفسيرا مقبولا لعدم قدرته على البقاء في البلد اكثر من اسبوع» على حد تعبير مصدر مطلع.
وكان د. اياد علاوي اعتذر بارتباطات في الخارج عن عدم استطاعته حضور مأدبة غداء اقامها الرئيس جلال طالباني مؤخرا لقادة الكتل السياسية في مقر سكنه بقصر السلام في بغداد. كما انفرد بين قادة الصف الاول من الساسة العراقيين بالغياب عن افتتاح المؤتمر الثالث لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في السليمانية الثلاثاء الماضي. وسبق المناسبتين حديث كثير عن « لقاء موعود» طال انتظاره بينه وبين نوري المالكي زعيم قائمة دولة القانون، ثم ذهبت التوقعات ادراج الرياح. ويأخذ رفاق وشركاء لعلاوي سواء في التنظيم الذي يقوده «حركة الوفاق الوطني» او في القائمة العراقية التي ترأسها لدورتين انتخابيتين «فرديته وعدم تشاوره» مع القيادات واكتفائه باستشارة « أتباع» يرافقونه في بعض جولاته.
ويقول الدبلوماسي الخليجي ان حديثه مع المسؤول الاميركي توقف ايضا عند د. احمد الجلبي زعيم تنظيم المؤتمر الوطني العراقي، بوصفه احد الشخصيات التي كانت يوما مقربة الى واشنطن، فقال الموظف الكبير في وزارة الخارجية الاميركية ان «دبلوماسيين اميركيين كثيرين يتمنون لو كان السيد احمد الجلبي اكثر جدية واكثر اعتدادا بنفسه ولا يتنقل هنا وهناك» في اشارة الى صلاته القوية بطهران بعد ان ساءت علاقته بالادارة الاميركية في السنوات الاخيرة من ولاية جورج دبليو بوش.
وذكر الدبلوماسي الاميركي ان» الجلبي يتمتع بشخصية حيوية ولكن تحولاته التي تشبه المغامرات لا تجعل الرهان عليه مقبولا».
يذكر ان اخر مسؤول اميركي زار بغداد والتقى قيادات الكتل الفائزة في الانتخابات هو جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وقد اعرب عن تمنيه «أن يشاطر القادة العراقيون مواطنيهم الإحساس بضرورة الإسراع في عملية تشكيل الحكومة».