السيستاني !.. الضمير الوطني الزاخر!!!
كتابات - مهدي قاسم
لعل السيد السيستاني ، أكثر الرموزالوطنية ، و الدينية العراقية ، تعرضا لحملات الحقد ، و الكراهية ، و الإساءة ، و التشهيرالظالم! . فالحاقدون عليه ، لم يتركوا تهمة ، و إلا الصقوها به : ففي البداية ، ( إكتشفوا ) إيرانيته ، و إعتبروه ( أجنبيا ؟؟) وهو الذي عاش ، و يعيش في العراق ، منذ أزمنة سحيقة كان من شأنها أن يحصل على الجنسية العراقية ، عدة مرات ، مثلما حصل ، و يحصل أي عراقي آخر عاش في أوروبا أكثر من خمس سنوات !!!.

و عندما ملَ هؤلاء ، من كثرة تريد( ترنيمة ) , أجنبية السيستاني ، أخذوا يبحثون في مخيلتهم المريضة عن ُتهم جديدة ، ليلصقونها به : فإعتبروه خاضعا للإيرانيين تارة ، و للأمريكيين تارة آخرى ، و عندما إكتشفوا إستقلالية قراره ، أخذوا عليه ( خطيئة و إثم ؟؟) تدخله في أمور ، و شؤون السياسة ، و كأن الرجل لا يعيش في بلد يمر في أعقد ، و أصعب ، و أخطر مراحله التاريخية الحديثة ، و لا سيما ، إن الساحة العراقية ، قد باتت خاوية من ( الجماهير الغفيرة ) للأحزاب و المنظمات السياسية لكونها قد إضطرت إلى أن تعيش في الخارج هربا من أساليب ، و أعمال القمع ، و التنكيل ، و الأرهاب الصدامية . و لهذا فقد فعل حسنا ، السيد السيستاني ، بأن ( تدخل ) ، في السياسة مستخدما نفوذه ، لسد هذا الفراغ السياسي الخطير ، و قطع الطريق ، عن( زعماء )معتوهين ، و سذج ، و مغامرين خطرين قد يسطيرون على ملايين من الناس و يقودنها نحو كوارث الفوضى ، و الشغب ، و الحروب الأهلية ، و إلى خراب العراق المطلق !!!.

و يجب أن نشكر الرب على كون السيد السيستاني ، مرجعا دينيا ، متنورا ، و عارفا بتطورات العصر و متطلباتها السياسية و الإجتماعية* ، و يتمتع بمرونة ، و رحابة ، و رجاحة عقل ، و عمق تفكيرناضج ، و توسع أفق الحوارعنده ، ناهيك عن المحاججة ، و الإقناع ، و الإقتناع ، و هذه ، صفات ، و مزايا ، نادرة ، لا تتوفر عند أغلبية العراقيين المحترفين للسياسة !

و لكن ماذا لو كان السيد السيستاني ، فعلا ( فارسيا عنصريا حاقدا؟؟ ) يريد ( الشر؟؟) للعراق و للعراقيين ، مثلما يدعي بعض من هؤلاء الحاقدين، و أنصاف الجهلة ، و المرتزقة الصداميين ؟؟؟! . ألم يكن بإمكانه ، و بنداء واحد ، أن يحرك عشرات الملايين، و يحرضهم - لا سامح الله - على إرتكاب أعمال الفوضى ، و الشغب، و الحرب الطائفية ، و القومية ؟؟؟! . من كان بإستطاعته أن يوقف ذلك ؟؟؟! . زعماء صغار، و بلهاء ، و مغامرون ؟؟؟! .. كويتبييون ، من كتًاب تقريرمخابراتيين سابقين ؟؟؟! .. من ؟؟؟! .. أعضاء مجلس الحكم ، العاجزين حتى عن حل رجل دجاجة واحدة ؟؟؟! .. أم أصحاب الدكاكين الحزبية البائسة ؟؟؟! .. أم قوات التحالف المحتلة ، الحائرة ، كمن تجد نفسها في ورطة كبيرة ؟؟؟! .

قد يجوز نحن الآن ، لا نستطيع تقييم حجم ، و أهمية الدور ، الذي قام به ، حتى الآن ، السيد السيستاني ، من أجل الشعب العراقي ، في هذه المرحلة التاريخية الحرجة ، و لكن سيأتي يوم ، عندما يعم الهدؤ ، و الإستقرار ، و أزمنة الإزدهار ، فأنذاك ، سيكتب مؤرخ منصف ما يلي : لقد لعب المرجع الديني السيد السيستاني دوره المهم في الحفاظ على وحدة العراق و سلامة كامل ترابه المقدس *!!! .. و من هنا يتضح بإن السيد السيستاني أكثر عراقيا من كثير من العراقيين الذين يتصرفون ، كما لو كانوا ينحدرون من سلالة كالكامش ؟؟؟! ، وهم عاجزون عن إثبات عراقية جدهم الخامس ؟؟؟! ، و دون أن يقدموا ، أي شيء يذكر من أجل العراق ، و الذين يتفرجون ، إنتظارا : قسم منهم ، بحدوث ( معجزة إنقاذ ) للعراق ، و قسم آخر بتسارع خرابه الكامل !!!.

* لقد توصل السيد السيستاني ، بتفكيره العصري المرن ، إلى إن نموذج النظام الإسلامي في إيران ، لا يمكن تطبيقه على الشعب العراقي ، بحكم تنوع ، و تعدد أطيافه الكثيرة !.. حيث كان بإمكانه الإصرار على إعتبار الإسلام المصدر الوحيد للدستور المؤقت، إذن، فهو، ك( إيراني ؟؟ ) أفضل بكثير من بعض ( عراقيينا ) المعممين الذين يريدون تطبيق نموذج النظام الإسلامي الإيراني على المجتمع العراقي ، بقوة السياط ، و السيف ، و .. و الرصاص .. و جرائم قتل أخواننا المسيحيين العراقيين لهي أكبر دليل على هذا السعي المحموم !!!.

* هذا الرأي لا ينسحب على مواقف السيد السيستاني السياسية ، المستقبلية ، لإننا لا نعرف كيف ستكون ، و أي طابعا ستتخذ !!!.

qasim3@gawab.com
=)