عمان تؤكد أن لادوافع سياسية

هل نفذَت مخابرات صدام تصفية "التجار العراقيين" في الأردن
السبت 27 مارس 2004 23:49
عامر الحنتولي من عمان: نفى مدير شرطة العاصمة الأردنية العميد بشير المجالي وجود أي دوافع سياسية دفعت مجهولين الى قتل ثلاثة تجار عراقيين في مكتب شركتهم في العاصمة الأردنية عمان، وقال العميد المجالي في تصريحات صحفية، أنه يحتمل أن يكون الجناة (المجهولين) قد أقدموا على اطلاق النار على التجار العراقيين، بعد نشوء خلافات مالية بينهم اذ يعمل العراقيين الثلاثة القتلى في مجال الاستيراد والتصدير، وقد عثر على جثثهم مساء الخميس الماضي في المكتب المتواجد في منطقة وسط البلد، وهي منطقة تعج بالمارة وحركة السيارات على مدار اليوم.

وقد علمت "ايلاف" من مصادر أمنية أن جهاز الكومبيوتر الموجود في المكتب والذي أرسلته الشرطة بعد معاينة موقع الجريمة، قد كشف للمحققين حقائق هامة جدا قد تقود الى الفاعلين ،اذا ماكانوا يعيشون في الأردن.

وراجت تكهنات قوية في عمان، أن يكون السبب سياسيا استنادا الى طريقة الجناة في تنفيذ الجريمة التي كشفت عن حرفية عالية, تشابه الى حد كبير أعمال القتل والاغتيال التي نفذتها فرق سرية للمخابرات العراقية في ظل حكم نظام الطاغية المخلوع صدام حسين، حيث قامت تلك الفرق بتصفية علماء ومنشقين ورجال أعمال عراقيين على الساحة الأردنية، قبل أن تفضي التحقيقات الأردنية في تلك الجرائم الى تقييد الفاعل ضد مجهول، بسبب سرعة تنفيذ مخابرات صدام لذلك النوع من الجرائم، والمغادرة الى بغداد على الفور، حيث عثر على التجار العراقيين قتلى بطلقات نارية أصابت منطقة الرأس بشكل دقيق، ورجحت التكهنات لجوء المجرمين الى تنفيذ الجريمة بمسدسات كاتم للصوت ،اذ أكد المحيطين بالمكتب عدم سماعهم أية عيارات نارية.

وطبقا للترجيحات فأنه يحتمل أن هؤلاء التجار اللذين يعملون في الأردن تحت مظلة شركة استيراد وتصدير قانونية، قد عملوا في الباطن لمصلحة النظام السابق، ثم مالبثوا أن انقلبوا عليه بعد سقوطه حيث قام بعض عناصر المخابرات اللذين يعيشون بشكل مستتر في الأردن الى تصفية هؤلاء التجار، بعد خلافات بينهم على اقتسام عوائد الأرباح الناشئة عن العمل التجاري.