سواء صح هذا الخبر ام لا فاني اتوقع المزيد من هذه الاخبار والاعمال من بريمر وقوات التحالف بعدما اصبحنا على هذا المستوى من الرخص وسنصبح كما قيل
أكلت يوم اكل الثور الابيض
بيان - مكتب السيد الشهيد الصدر - قدس- حول اغلاق جريدة المكتب
قامت قوات الاحتلال اليوم الاحد 6 صفر 1425 باقتحام مقر المركز الإعلامي لمكتب الشهيد الصدر (جريدة الحوزة الناطقة)، بشكل سافر وهمجي، وبعد عملية تفتيش دقيقة استخدمت فيها حتى الكلاب البوليسية، سلمت قوات الاحتلال إدارة المركز مذكرة صادرة عن مكتب بريمر وتحمل توقيعه الشخصي تأمر بإغلاق المركز الإعلامي لمدة ستين يوماً وتمنعه ـ بموجب الأمر الإداري (14) الصادر عن قوات الاحتلال ـ عن ممارسة أي نشاط إعلامي، بحجة قيام مركزنا ومن خلال جريدة الحوزة الناطقة بالحتريض على العنف ضد قوات الاحتلال. إننا إذ نستنكر هذا العمل الذي يفتح علينا وعلى جميع مؤسسات شعبنا الإعلامية والرقابية باب القمع والاضطهاد، نريد أن نبين لجميع من تهمهم الحرية الإعلامية في بلد يقدم على تجربة ديمقراطية تعددية حرة، أن الاتهامات التي جاءت في مذكرة (المستر بريمر) هي في الحقيقة عمليات تهويل وتظليل لسنا بحاجة لكشف النوايا التي تكمن وراءها، غير أننا نؤكد على أن جريدتنا (جريدة الحوزة الناطقة) لم تمارس أي عمل يقع أو يصب في غير محاولة كشف الحقائق وجعل شعبنا في العراق على علم بما يدور من وراء ظهره، وتزويده بكل ما يلزمه من وعي وتثقيف يحصنه من أي ممارسات يراد من وراءها جره لأي مسلسل تدميري من تلك المسلسلات التي عودتنا عليها قوى البغي والظلال ابتداء من وعد بلفور السابق وانتهاءا بوعد بلفور اللاحق (الدستور المؤقت). وإذا كانت قوات الاحتلال ممثلة بـ(المستر بريمر) تحلم بأنها وبمجرد ممارسة بعض الأعمال الإرهابية الموجهة للإعلام والإعلاميين العراقيين الأحرار، سوف تستطيع أن تسكت الأصوات الشريفة في العراق فإننا نؤكد لها بأن حلمها ذاك بعيد المنال، وعليها قبل أن تأخذها أمانيها للأحلام البعيدة أن تعي بأننا شعب لم تنجح بردعه عن المطالبة بحقه لا الأجهزة القمعية ولا حتى أسلحة الإبادة الشاملة. وعلى هذا الأساس فإننا كصحفيين وكتاب ومثقفين وأكاديميين نطالب قوات الاحتلال أن تعيد النظر بهذه المذكرة النكراء التي تكشف عن مدى الزيف الذي تعدنا به أمريكا وهي تلوح بعصى القمع لأي صوت يمكن له أن يكشف عريها أو حتى ينوه لمدى الخراب الذي جاءت من أجل تكريسه، ويكفينا أن نورد فقرة واحدة من فقرات هذه المذكرة المشؤومة لنعلن من خلالها مدى الرعب الذي تريد هذه القوى أن تبثه في الشارع العراقي الحر، فها هو المستر بريمر يقول: »إن أي انتهاكات أخرى للأمر الإداري رقم 14 الصادر عن قوات الائتلاف المؤقتة كما ورد في هذه الرسالة يعرض في الجناة من موضفي جريدة الحوزة إلى الحبس، الاعتقال، المقاضات وعقوبة محتملة تصل إلى الحبس لمدة قد تصل إلى سنة واحدة وغرامة مالية قد تصل إلى 1000.00 دولار أمريكي«، ولنا أن نسأل عن معنى الخطاب التحريضي، الذي يمكن أن يجر على الإعلامي كل هذه العقوبات، وإذا كنا وبمجرد أن نشرنا خبراً تناقلته جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة نتعرض ـ ودوناً عن الجميع ـ لقمع هذا الأمر فما هي الحدود المسموح بها من حرية الصحافة يا دعات الحرية؟
هذه هي الديمقراطية التي جاءت من أجلها ملائكة أمريكا، هذه هي حرية الصحافة التي حملتها إلينا الدول المتحضرة التي تتهمنا بالإرهاب والتخلف والقمع ومصادرة الآراء الأخرى. وهذه هي الوعود التي ما تزال قوى البغي تغدقها علينا جيلاً بعد جيل.
إننا أيضاً نطالب قوات التحالف بأن تقوم وبشكل رسمي بسحب الأمر القمعي التعسفي ذي الرقم (14) والذي هو في الحقيقة ذريعة مشؤومة تريد أمريكا من خلالها جر أحرار العراق إلى خيارين لا ثالث لهما، فإما السلة أو الذلة، أما السكوت على ظلم الظالمين واضطهاد المضطهدين، أو القمع والإرهاب وكم الأفواه وقطع الألسن.
وفي نهاية الأمر لا يفوتنا أن ننوه إلى الخطاب التعريضي البغيض الذي جاء في منتصف المذكرة والذي يقول ما نصه: »بحيث تقوم سلطة الائتلاف بمجهودات لا نظير لها لتوفير الغذاء والعناية لشعب العراق ولإعادة تاهيل وتحسين البنية التحتية للبلاد ولوضع أسس للحريات السياسية والاقتصادية والفردية كانت لا ترد إلا في أحلام العراقيين«.
إننا ونحن نرد على بريمر ما يمن به علينا نريد أن نقول له نعم إن مثل هذا الذي يحصل في العراق لم يرد إلا في أحلامنا، فلم نكن نتوقع أن يأتي علينا يوم تمتلء فيه أرض العراق بأعمال العنف والسلب والنهب والخراب والدمار، ولم نكن حتى نتوقع أن يمر على العراقيين يوم يخافون فيه الاحزمة الناسفة التي تمنعهم حتى من مجرد ممارسة شعائرهم الدينية، وأخيراً إن العراقيين لم يتوقعوا ولا حتى بأحلامهم مثل هذه الحريات الفردية والسياسية الأمريكية التي لا تعني ولا تساوي أكثر من كم الأفواه واغلاق الصحف ومصادرة الرأي الآخر.
مكتب الشهيد الصدر
العدد/
التاريخ 6 صفر 1425
مكتب الشهيد الصدر
بغداد 6 صفر 1425