النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي أشعرتني باليُتم مرة اُخرى

    أشعرتني باليُتم مرة اُخرى
    كنت الأب الكبير وهكذا جعلتني أُخاطبك منذ أن كتبت لك قبل عشرات السنين وسأظل اُخاطبك ما حييت
    كنت ملاذا وحصنا وستظل لأنك لم تمت وستبقى فكرا ونورا تهدي به المتطلعين للسير في درب الحركة والجهاد .
    فقد أقلقت كل المتخلفين والمتحجرين وستظل مصدر قلق لهم .
    وكما قضضت مضاجع المعتاشين وكنت أسدا صهورا يفترس الخرافة وروحها التي عشعشت فيمن أراد لعقله أن يتعطل فستبقى كذلك مادام هناك صراع بين الخرافة والحقيقة .
    علمتني كيف اُحب الاخر برغم اختلافي معه وأن أتحاور معه مهما كانت نقاط الخلاف ومتسامحا وكأن الغل نُزع من صدري ومع كل هذا الحب والتسامح علمتني أن أكون قويا اُدافع عن عقيدتي

    أبتاه لا اُريد أن أنعاك فتلك مفردة لاتليق بك ولكني أنعى أُمة فقدتك ...أُمة ستعرف قدرك بعد حين ..

    حقا لقد أشعرتني اليتم وأنا في منتصف الأربعين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    في خط البطل وبطل الخط
    لاهمية الموضوع في هذا الظرف انقله هنا
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
    و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .


    " خط البطل و بطل الخط " فصل من كتاب " الحركة الإسلامية هموم و قضايا " للسيد محمد حسين فضل الله – و لعمر الله لقد أجاد سماحة السيد في هذا الفصل .. فهو يحكي ما يحدث في كل الخطوط الفكرية بلا استثناء .. لن أطيل عليكم .. بل نبتدأ قراءة " خط البطل و بطل الخط "


    ظاهرة القيادات و التحرك الفعّال
    ربما كان من الظواهر التي تطبع المرحلة الحاضرة التي يمر بها المسلمون بروز ظاهرة القيادات الروحية أو السياسية التي تتقدم حركة الأمة في جهادها الكبير , في مواجهة قوى الاستعمار أو في انطلاقتها الواسعة في تحرير واقعها من الهيمنة الداخلية الطاغية و في تأكيد وجودها على أساس إثارة عناصر القوة الكامنة في داخلها في مواجهة نقاط الضعف .
    و قد استطاعت هذه القيادات تحقيق بعض الانتصار على المستوى داخلي أو إقليمي فأثارت التحديات في وجه الاستكبار في الداخل بإسقاط رموزها المحلية أو بإثارة الغبار في وجهها و تحركت من أجل تجديد المسار الفكري و الاجتماعي و السياسي فيما يمثل الثورة في بعض المناطق أو فيما يشبه الثورة أو يحمل روحها في المناطق الأخرى .. فنجحت في بعض التجارب و فشلت في تجارب أخرى و ما زالت تقف بين النجاح و الفشل في مجالات أخرى .. و هكذا كانت حركتها في مساحتها السياسية نقطة تحوّل فكرية أو روحية أو اجتماعية أو سياسية لدى الناس الذين يمثلون القاعدة الواسعة لحركة الثورة أو الانتفاضة مما أدّى إلى حالة انفعالية حماسية هائجة فيما تعيشه جماهيرها من عواطف و فيما يحيط بها من أجواء و فيما تتحرك نحوه من أهداف .. بحيث كانت التظاهرات و المهرجانات هي الأساليب التي تحكم المرحلة فتعمق الإحساس بالفرح و تشد المشاعر بالتحدي و تقوي الموقف بالمواجهة و تدفع القضية نحو أجواء التوتر في خط تصاعدي متحرك .


    قيادة الشخص : سحر و عبادة
    و يبقى الشخص هو كل شيء في خطاباته و تطلعاته و لقاءاته .. و آفاقه المتنوعة .. ليتحرك الناس معه فيما يشبه السحر الذي يوحي بالجو الحميم الخاشع الذي يتنامى في حركة المشاعر و العواطف ليصل بها إلى ما يشبه العبادة الشعورية في علاقة الناس به .. مما ينقل الجو من مشاريعه العملية إلى شخصه في شكله و في خصائصه الذاتية و في أولاده و عائلته و هكذا يتأكد الارتباط بالشخص ليكون هو القاعدة التي يجتمع الناس حولها فيرتبطون ببعضهم من خلالها و يتسابقون إلى التعبير عن إخلاصهم لها و الكلمات التي تحمل الكثير من كلمات المبالغة و صيغ التفضيل و تحويل النجاح في جهة إلى النجاح في جميع الجهات حتى ليتخيل إليك أنك تقف في ساحة الكمال المطلق الذي لا يقترب إليه النقص من أية جهة من الجهات و تبدأ عملية الصور التي تعلّق في البيوت و في الصدور و في كل مكان للتدليل على المساحة الواسعة التي يمتلكها هذا الإنسان أو ذاك في حياة الناس و في حركة المصير و قد تتطور القضية لدى البعض فيصنعون له التماثيل التي تنصب في الساحات العامة كأسلوب من أساليب التعظيم و التقديس .

    العصبية للشخص : عملية انتماء لا ولاء
    و قد لا تخلو هذه الظاهرة من حركة مضادة تحاول أن تثير علامات الاستفهام حول هذه القيادات فيما تثيره حولها من شكوك و فيما توجهه إليه من اتهامات و فيما توحي به من خلفيات غير نظيفة و ربما كان منشأ ذلك كله حسداً من هنا و عداوة من هنا و اختلافاً في الرأي من هناك و تنوعاً في التقييم من جهة أخرى..
    و لعل من الطبيعي أن تثير الأساليب التي لا تتناسب مع الاحترام الذي يحمله الناس لهذه القيادات بعضاً من السلبيات في الساحة التي لا تستريح للنقد و لا تتفاعل معه لأنها لا تعتبره مظهر تقويم للشخص أو محاولة لتصحيح الخطأ بل تعتبره مظهر عداوة فيما يعتقده الناس من الفكرة التي توحي بالعلاقة بين المحبة و التعظيم و بين العداوة و النقد ..
    و في مثل هذا الجو الذي يدور الحديث فيه بين شخصية العصمة في المستوى الواقعي فيما يسير عليه الناس و إن لم يكن لها ذلك في مستوى عقيدتهم و بين شخصية الإنسان الطبيعي الذي يخطئ و يصيب , تتحرك ردود الفعل لتؤكد العصبية و تعمقها . فيما تفرضها الممارسة في حركة الصراع بين الفريقين .. من مواجهة يتولى أحدهما التحرك من مواقع الهجوم و يقوم الآخر بالانطلاق في مواقع الدفاع فيكون لهذا جماعته و للآخر جماعته و تمتد المسألة لتتحول إلى اتجاه آخر يدفع بها إلى ساحة أخرى من ساحات الصراع ..
    فقد أصبح الشخص صفة لهذه الجماعة التي انطلقت في محاولة تطوير مسألة الولاء إلى عملية انتماء و ربما كان الانتماء – في بعض الحالات – منطلقاً من الطرف الآخر الذي يحاول أن يلصق بهذه الجماعة صفة الانتساب لهذا الشخص كأسلوب من أساليب الضغط عليهم أو لإبعاد الصفة الحقيقية عنهم لأنها تشكل نقطة التحدي له و قد يستريح هؤلاء لذلك لأنهم يرون فيها شرفاً فيما يوحي الشخص من عظمة و قوة


    فكر الشخص : محور للاستنباط و الاجتهاد
    و لكن القضية لا تقتصر على هذا المستوى و لا تقف عند هذا الحد فإن الصفة تبدأ في الالتفاف حول الجماعة لتطوّق كل اهتماماتهم فتقف بها عند الشخص . فإذا كان ينطلق من قاعدة فكرية معينة فإنه هو الذي يجسّد هذا الخط تجسيداً حياً لا مثيل له .. و هكذا يبدأ البحث لديهم عن الخصوصية التي تفصلهم عن الآخرين بالمقدار الذي ينفصل به فكر هذا الشخص عن الآخرين و قد يزداد الاستغراق في هذه الخصوصية حتى يتحول الأمر إلى إغفال للقاعدة الأصلية و تأكيد للخط الخاص و للفكر الخاص كما لو كان شيئاً منفصلاً عن الجذور .. و يبدأ " المخلصون " في علمية الاستنباط و الاجتهاد من هذه الخطبة .. و من هذا التصريح .. اللذين قد يكونان من حالة انفعالية طبيعية لا توحي بالكثير من الفكر.. ليفلسفوا هذه الكلمة .. و هذه الوقفة فيثيروا حولها الكثير من التحليلات و التأويلات التي تتمثل فيها قاعدة سياسية هنا .. و قاعدة فكرية هناك .. مما قد يمثّل فكر المحللين و المتفلسفين و لا يمثل فكر القائد من قريب أو من بعيد ..
    و هكذا يتنامى الاجتهاد و التحليل حتى نجد لدينا دستوراً مفصّلاً لا تعرف مدى شرعية نسبته إلى هذا الشخص أو نسبته إلى الفكر الذي انطلق الشخص منه في منطلقات التحرك .


    بين الشخص و الخط ضاع الإنسان
    هذه صورة عن الواقع الذي يتمثل في أكثر من موقع من مواقعنا السياسية فنحن واجدون في الحركات البارزة في مجتمعاتنا أسماء و عناوين تتخذ من اسم الشخص محوراً في الحركة و الانتماء في الوقت الذي نعرف فيه أن الشخص ينتمي إلى فكر ممتد في حركة الدين أو في حركة الفكر الآخر .
    و كمثال على ذلك نلاحظ التعبير بــــ " الناصرية " في أكثر من حركة من حركات " القومية العربية " فيما يمثله ذلك من انتماء إلى جمال عبد الناصر الذي لا يملك – فيما نلاحظه – فكراً متكاملاً على مستوى النظرية – بل كل ما هناك - أنه يملك حركة سياسية من موقع الساحة التي يحكمها أو يحركها في نطاق الظروف الموضوعية التي تحيط به في النتائج الإيجابية أو السلبية .. و في ضوء ذلك كانت الحركات التي تأخذ صفة الانتماء إلى اسمه لا تمثل قاعدة فكرية سياسية متكاملة واضحة بعيداً عن الشعارات القائمة التي تستمدها من خطبه و تصريحاته .
    و إذا انطلقنا إلى الواقع اللبناني الإسلامي نلاحظ التعبير ( بــالصدريين ) ففي بعض الكلمات فيما يمثله ذلك من الانتماء إلى السيد موسى الصدر الذي يعتبر من علماء المسلمين الذين يعملون على استلهام الإسلام فيما ينطلقون به من علاقات و أوضاع و تحركات و مواقف من خلال الرؤية الخاصة للمفاهيم الإسلامية ليحولوا ذلك إلى عمل إصلاحي في النطاق السياسي و الاجتماعي و قد نجد هناك تعبيراً خاصاً يتحرك في هذا المجال أو ذاك فيما يحاول البعض تقييم هذا الشخص أو ذاك .. فهذا يسير في " خط الإمام " و ذاك لا يسير عليه .. و قد نلاحظ ذلك في الوسط الإسلامي العراقي الذي ينطلق في أجواء الانتماء إلى السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي يأخذ بعض العاملين اسمه كعنوان لهم فنجد هناك اسم " الصدريين "


    ( خط الإمام ) عنوان للمسيرة و فرز للمجتمع
    و هكذا نجد الساحة الإسلامية الثورية تحتضن اسم " الخمينيين " الذي يمثّل السائرين في خطهم السياسي على خط الثورة الإسلامية الإيرانية .. و ربما كانت هناك الصفة من خلال أعداء الإسلام الذين يحاولون إبعاد الحركة الإسلامية عن الارتباط بالإسلام للإيحاء بارتباطها بالشخص .. و لكن مثل ذلك قد يلقى هوى في نفوس الكثيرين من المتحمسين فيرتاحون لهذه الصفة و يعتبرونها عنواناً لهم
    و إذا كان هذا الاسم غريباً عن طبيعة الساحة فيما تريده من صفة أو عنوان لأنها تعمل على أن يكون الإسلام هو عنوانها السياسي فيما تتحرك به أو تنطلق من خلاله فإننا نلاحظ أن كلمة " خط الإمام " اعتبرت عنواناً للمسيرة فهؤلاء الطلبة هم السائرون على خط الإمام و هؤلاء العلماء كذلك .. أو أنهم ليسوا كذلك و ذلك في علمية فرز للمجتمع على أس التزامه بالخط و عدم التزامه به .
    و هكذا وجدنا حركة الساحة تنطلق من وحي الإخلاص للشحص الكبير و العظيم و القائد لتجعل الشخص عنواناً للفكرة بدلاً من أن تكون الفكرة عنواناً له .. فكيف يكون موقفنا منها و ما هي إيجابياتها و سلبياتها في طبيعة العمل على مستوى قضية الأمة في المجال الفكري و السياسي و الاجتماعي ؟

    الوجه الإيجابي للمسألة :


    وجود القائد القدوة دون الغموض و القلق
    ربما يطرح البعض الوجه الإيجابي للمسألة فيعتبر أن الفكرة أية فكرة لا تنطلق من الفراغ .. لأن الإنسان مطبوع على الارتباط بالأشياء من المواقع المحسوسة التي يعيشها في حياته العلمية و من هنا كانت قضية القدوة و القيادة شرطاً في نجاح أية حركة عملية في الحياة لأن ذلك هو الذي يعطيها معنى التجسيد الحي الذي يحقق للحركة مصداقيتها الواقعية فيجد الناس في الشخص القائد القدوة شخصية الفكرة و الرسالة كما يستوحون آفاقها من خلال آفاقه و نشاطاته أما إذا فقدنا الشخص في الفكرة فإننا نواجه غموضاً في الرؤية و ضباباً في الأفق و قلقاً في الموقف و ارتباكاً في الاستنتاج مما يجعل الناس تعيش في تيه من الاحتمالات المتنوعة و يؤدي بالتالي إلى فقدان الحماسة الذاتية لأن الأجواء الحميمة هي التي تثير الحماس للفكرة من خلال الشخص و ليس العكس هو الفرض الصحيح ..
    و بذلك يكون انتماء الخط إلى البطل أو القائد أو الإمام الذي عرفه الناس في إخلاصه و عبقريته و انتصاره يحقق للخط حيوية في وجدانهم و قوة دفع في حياتهم مما لا يتحقق في حالة الانتماء إلى الخط الذي ينتمي إليه الشخص الكبير و ستكون النتيجة في الإخلاص لخط الإمام لمصلحة الفكرة فيما تأخذه من حيوية التأييد الجماهيري للقائد .
    و قد يضيف هؤلاء سؤالاً محدداً و هو لماذا تخافون من فكرة اعتبار الشخص عنواناً للفكرة .. هل هو الخوف من صنمية الشخص و تحوّل المسألة إلى عبادة للذات و ابتعاد عن الفكرة . هل هذا هو ما تخافونه ؟ فإذا كان الأمر هو ذلك فإننا نجيب عليه بأن المطروح في الساحة هو صاحب الرسالة و الحركة و الثورة و ليس الشخص في صفاته الذاتية المميزة و بذلك يدخل إلى وعي الناس في نطاق الفكرة مما يوحي لهم بأن الارتباط به من خلال الفكرة لا من خلال الذات لمتون هي المنطلقة في وعي وجدان الأمة لا هو بالذات .


    الوجه السلبي للمسألة :
    الهتاف للشخص يتقدم الهتاف للفكرة
    1- إن الارتباط بالفكرة في نطاق الارتباط بالشخص يجعل من الفكرة حالة ذاتية له .. فنحن نحبها لأنها فكرته .. تماماً كما نحب بعض الناس القريبين إليه لأنهم عائلته أو إخوانه أو أصحابه .. لأن الشخص هو القاعدة في الانتماء فيما يمثله من زهو بالقائد المنتصر أو بالرجل القوي مما يحوّل الفكرة إلى أن تكون إحدى مميزاته و بعض فضائله و هذا مما يؤدي إلى أن نبتعد عنها كلما اقتربنا من الشخص و ذلك من خلال التصور الوجداني لحركة الفكرة في الفكر و العمل .. لأن صورته ستكون هي المنطلق في المرتبة الأولى من الوعي أما صورة الفكرة فتقف في المرتبة الثانية التي يغلب عليها صورة الشبح و لهذا نجد أن الهتاف للشخص يتقدم كثيراً عن الهتاف للفكرة .

    نقد الفكرة إساءة للشخص
    2- إن الفكرة تفقد قابليتها للحوار من خلال هذا الأسلوب .. لأن مناقشتها أو نقدها فضلاً عن إثبات خطئها يعتبر إساءة للشخص لأن معنى ذلك أنه لا يبتعد عن مواقع الخطأ في فكره .. و هذا ما لا يتقبله المخلصون المتحمسون الذي قد لا يؤمنون بعصمته فكرياً و لكنهم يمارسون عملية الإيمان بذلك من ناحية عملية ..
    و قد لا نحتاج في إثبات ذلك إلى جهد كبير فقد يكفينا ملاحظة الواقع الذي تعيشه جماهير هذا القائد أو ذاك عندما يحاول بعض الناس الذين يعيشون حرّية الفكر أن يسّجلوا علامة استفهام حول هذا الخط أو ذاك .. إن ردّ الفعل هو المزيد من الاتهامات و الضغوط النفسية و المادية التي توّجه للناقد بالمستوى الذي يشعر معه أن عليه أن يخضع لأجواء " التقية " أو المجاملة أو الوقوف – بخضوع – موقف الاعتراف بالخطأ الذي اقترفه في حق الخط المعصوم للقائد غير المعصوم .. مما يفسح المجال لعلمية النفاق الاجتماعي في مواجهة الرموز الكبيرة للأمة .
    إن مثل هذا الواقع العملي يربطنا بالمسألة التي ألمحنا إليها و هي الربط بين عظمة الشخص و عظمة الفكرة الذي يقتضي الربط بين نقد الفكرة و بين الإساءة إلى الشخص .


    الانشداد للشخص بدل الفكر
    3- إن الاستغراق في الشخص الذي يجعل الفكرة خطاً له يؤدي إلى إهمال الفكرة الأساس في وجدان الناس و لو بعد حين فإذا كان هذا الشخص يمثل الإسلام في فكره و في حركته و في أسلوبه فإن اعتبار خط السير خطاً له .. يبعد الإسلام عن الدخول في عمق الفكر و الوجدان و الشعور للناس لأنهم يظلون مشدودين إلى الشخص و إلى فكره فهو الذي يفكر و هو الذي قرر و هو الذي ينتصر .. حتى إذا ذكر الإسلام في نطاقه فإنه يعبر عن الإسلام الذي يفهمه لا الذي يفهمه الآخرون و بذلك يأخذ الإسلام خصوصيته التي تميزه عن إسلام الآخرين مما قد يشكل اتهاماً في صدق الانتماء أو في سوء الفهم .
    أما إذا كان الخط هو الإسلام هو القاعدة التي ينطلق الناس منها فإن المسألة تختلف .. لأن البطل يمثل نتاج الإسلام في حركته ليكون دوره دور الذي استلهم الرسالة لتكون عظمته من خلالها و انتصاره على أساس أفكارها التي تقود إلى النصر . فيدخل إلى الوجدان من خلال الإسلام و لا يدخل الإسلام من خلاله .. فإذا أخطأ في الفكر و الأسلوب كان الخطأ خطأه و إذا أصاب كان الإسلام هو الذي هداه إلى طريق الصواب و بذلك يكون الإسلام هو الميزان في تقويم أعماله و هو الفكر الذي يعيش في وجدان الأمة ليدخل إلى الجميع إلى أعماقها من خلاله .


    المزايدة و عدم وضوح الرؤية
    4- إن فكرة خط الإمام أو خط القائد ربما تكون معقولة إذا كانت تمتلك أساساً من الوضوح فيما يخططه للفكر و للسير في منهاج محدد في تصوراته الفكرية و في أساليبه العملية ما لو كان في معرض طرح فكرة متكاملة منهجية للجمهور و كلن الواقع التطبيقي للمسألة يختلف عن ذلك فنحن نواجه في الساحة أفكاراً متفرقة تتحرك في مواقف خطابية أو لقاءات سياسية أو اجتماعية تحكمها ظروف معينة و حالات طارئة مما يجعل منها مادة قابلة للاستنتاجات المختلفة التي يحاول كل فريق أن يفهمها على طريقته الخاصة أو على مزاجه الخاص و ربما يحاول البعض أن يوجهها طبقاً لمصالحه الخاصة و هذا ما نلاحظه في أسلوب المزايدات الذي يحكم الساحة فيما تتحرك به من اتهامات متبادلة في الخروج عن الخط هنا أو هناك لأن القضية لا تنطلق في وضوح الرؤية و ربما تطور الأمر إلى الكثير من التأويل و التكلف في تأويل الكلمة أو تفسير هذا العمل ليثبت زيد بأنه سائر على خط الذي الذي توحي به الكلمة أو العمل أو ليثبت عمرو خلاف ذلك .

    نقد الفكرة و الشخص
    5- إننا لا نؤمن بالتجريد في حركة الفكر في وعي الأمة .. فلا يمكن أن تكون هناك رسالة ناجحة بدون رسول حكيم في فكره و أسلوبه و لا يمكن أن تكون هناك حركة منتصرة بدون قيادة واعية مخلصة لأن الناس يبحثون عن تجسيد الفكرة في حركة الشخص في صعيد الواقع كما يبحثون عن الفكرة في نطاق المعادلات الفكرية الفكر و لكن ليس معنى ذلك أن تكون الفكرة هي فكرة الشخص بل معناه أن يكون الشخص هو رسول الفكرة و مبلغها و قائد حركتها في الحياة .. فإذا كان معصوماً كانت العصمة هي الأساس في الحكم على سلامة أسلوبه في التبليغ و الممارسة و إذا لم يكن معصوماً كانت الفكرة في مصادرها الواضحة هي القاعدة في الحكم على طبيعة تحركه فيما إذا كانت الفكرة معصومة ... أما إذا لم تكن كذلك فإن من الممكن نقد الشخص في سلامة تطبيقه و تفكيره كما يمكن نقد الفكرة في سلامة حلولها لمشاكل الواقع


    المطلوب إعطاء الحرية للنقد الموضوعي
    6- إننا لم نحاول الدخول في عملية تقييم للأشخاص الذين ورد ذكرهم في الحديث لأننا لسنا في صدد البحث عن هذا الجانب من المسألة فيما يمثله هؤلاء أو غيرهم من قيمة فكرية أو روحية أو سياسية أو قيادية بل كنا في معرض الحديث عن طبيعة حركة المبادئ الفكرية و السياسية و الاجتماعية في حياتنا لنخلص إلى النتيجة الحاسمة التي نؤمن بها و هي ضرورة ارتباط الأمة بالشخص من خلال الفكرة التي يؤمن بها أفرادها تبعاً لارتباطه بخط الفكرة بحيث يبقى الارتباط به متحركاً تبعاً لحركة الفكرة في حياته مع ملاحظة إعطاء الحرية للنقد البنّاء الموضوعي في المجالات القابلة للنقد فإذا انحرف عن الخط ابتعدت الأمة عنه و إذا بقي مخلصاً له استمرت سائرة معه ... و بذلك فإن علينا أن يكون شعارنا في حركتنا العملية هو الإخلاص لبطل الخط أو إمامه أو قائده من خلال بطولته و إمامته و قيادته التي تمثل حركة الخط في حياته .. و ليس الإخلاص لخط البطل أو الإمام أو القائد .
    و قد يعتبر بعض الناس مسألة شكلية فيما يمثله اختلاف التعبير من شكليات لا تؤثر على المضمون و لكننا نختلف مع هذا فيقرر البعض ان المسالة مضمونية في مدلولها فيما يوحيه من عبادة الشخص و فيما يؤدي إليه من خضوع التربية للأسلوب الذي يجعل الشخصية واقعةً تحت تأثير الأشخاص من ناحية ذاتية مما يجعلها تبتعد عن وعي الفكرة في سلبياتها و إيجابياتها المتحركة ما دام هو الذي يحدد في وعي الأمة له حركة السلبيات و الإيجابيات ...
    هذه وجهة نظر في حركة الشخص و حركة الفكرة في الساحة فهل هناك وجهة نظر أخرى ؟

المواضيع المتشابهه

  1. الديمقراطيون يخطئون مرة اُخرى.
    بواسطة علي الهماشي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-03-2010, 00:41
  2. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-02-2010, 10:31
  3. بين رافضي ومؤيدي زيارة المالكي الى واشنطن ثمة رؤية اُخرى
    بواسطة علي الهماشي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-07-2006, 15:57

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني