القيادي في "حزب الدعوة الإسلامية" جواد المالكي لـ "المستقبل":يجب إجهاض المشروع الأميركي في العراق قبل امتداده إلى دول الجوار
المستقبل اللبنانية : : GMT 05.00 hours + 2004-03-30 - 00:30:06
القيادي في "حزب الدعوة الإسلامية" جواد المالكي لـ "المستقبل":
يجب إجهاض المشروع الأميركي
في العراق قبل امتداده إلى دول الجوار
خليل العجمي
حذر عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية جواد المالكي من انه في حال نجاح المشروع الاميركي في العراق فإنه سيتمدد الى باقي دول الجوار، داعيا الى اجهاض هذا التوجه "لئلا تنجح الخطوة الاولى في العراق لهذا المشروع الكبير للهيمنة".
وقال المالكي في حديث لـ"المستقبل" ان "احتلال العراق الذي يشكل جزءا حيويا من المنطقة، ونجاح المشروع الاميركي فيه، يعني بداية تمدد لهذا المشروع الى باقي الدول المجاورة"، معتبرا ان "عملية اجهاض هذا المشروع او استنزافه في العراق اصبحت مطلبا لكل الدول الاقليمية لئلا تنجح الخطوة الاولى لهذا المشروع الكبير للهيمنة". ورأى ان ما يجري في العراق حاليا كساحة للصراع السياسي والمسلح هو نتيجة لـ"تعارض الارادات والمصالح بين ما يخطط له في الادارة الاميركية وبين ما يخشاه العراقيون والدول الاقليمية".
واكد ان "المشكلة العراقية في حجمها الحقيقي سياسية، كما كانت في ظل النظام السابق"، مشيرا الى "الارباك السياسي" المتمثل بالسؤال "كيف ستنتهى عملية استعادة السلطة في ظل تصميم وتحقيق المشروع الاميركي في المنطقة؟".
واعتبر ان الازمة الامنية الراهنة تفرعت عن الازمة السياسية، منددا بـ"ظاهرة القتل العشوائي التي تمارسها جماعة التكفير والقتل، والتي تعتقد ان القتل هو الاسلوب الامثل".
وتساءل المالكي "اذا كان لهؤلاء من تبرير لما يقومون به من عمليات ضد قوات الاحتلال، فما هو المبرر لقتل الناس والشرطة ومهاجمة المنشآت وما الى ذلك، وماذا يفهم من قتل اكثر من 180 زائرا الى العتبات المقدسة في كربلاء يوم العاشر من محرم. ما دخل هذه بتلك، وهكذا الكثير من العمليات في العراق، هي من هذا القبيل، ولذلك خسر هؤلاء تعاطف الناس معهم".
ويستطرد بالقول ان هذه "العمليات لا تعتبر اعمال مقاومة حتى ولو استهدفت دورية للاحتلال"، مؤكدا ان "للمقاومة شروط ويجب ان ترتكز الي ارادة الشعب وهي تمثل ضمير امة... وكلنا مع المقاومة، ولكننا لم نستنفد بعد الفرصة السياسية المتاحة" لمواجهة المشروع الاميركي.
واكد في هذا السياق "ان الاحتلال لا بد من ان ينتهي.. وامامنا قرارات دولية وتعاطف ودولي بأن الاحتلال يجب ان ينتهي، وامامنا جدول زمني متفق عليه تنتهي بموجبه سلطة الاحتلال ويعود العراق الى سيادته".
واوضح انه "في يوم 30/6 سنكون في بداية المشوار على ان يكتمل في 31/12/2005 وينتهي الاحتلال. وهذه هي الرؤية وهذا هو الطريق الذي نمشي فيه". واضاف "المسألة من جانبنا اننا نتعامل مع الموضوع وفق الضوابط والقرارات الدولية والحقوق المفترضة لنا كعراقيين، يبقى الطرف الآخر كيف سيتعامل، هذه مسألة تخص السياسة الاميركية، وابعاد هذه السياسة: هل تستجيب لمطلب الشعب العراقي وتحقق مبدأ السيادة ويستعيد البلد استقلالية قراره، ام انها ستماطل وستناور وتراوغ وتلعب في الجداول الزمنية وبالاتفاقات من اجل استمرار الاحتلال".
واشار الى انه فور استعادة العراقيين السيادة بعد هذا التاريخ، سيتم تشكيل حكومة جديدة انتقالية مؤقتة، مهامها المباشرة بإعداد لوائح وآليات مقدمات الانتخابات سواء كان احصاء او تعداد سكاني او غير ذلك. وحينما سيتم ذلك سنباشر بعملية انتخاب الهيئة الدستورية.
وتوقع المالكي حدوث عراقيل في وجه الجدول الزمني لاستعادة السيادة، وحذر من الالتفاف والتحايل على هذا الجدول، كإشراف الامم المتحدة على المتعددة الجنسيات بعد 30/6 لضبط الامن وتحويل الشرطة والجيش العراقيين الى جزء من هذه القوة، وقال "نحن لا نحذف اي احتمال من قائمة الحسابات، ويحتمل عرقلة سير الجدول الازمني، ويحتمل إثارة مشاكل طائفية".
واوضح ان "مواجهة هذه العرقلة ستكون ضمن آليات القرارات التي نتبناها، واذا ما تعذر الامر سنحيل الموضوع الى الشارع"، مشيرا الى انه "اذا انتهى الجدول الزمني ولم نحصل على ما وعدنا به وعملنا من اجله، واذا اكتشف الشعب العراقي ان الاحتلال يريد ان يماطل او يسوف في المواعيد، فإن العمليات ستجد قبولا وتعاطفا وستأخذ بعدها الوطني لأنها ستدخل في اطار العمل الوطني لانقاذ العراق".
واستبعد المالكي شبح المواجهات الطائفية، وذلك بفضل وجود وعي داخلي واقليمي، واكد ان "الدول الاقليمية لا تريد ان يتحول العراق الى ساحة صراع طائفي، لأن هذا الصراع سيمتد. حتى وإن كان هناك من يريد ان يستنفد الجهد الاميركي في العراق".
واوضح ان "الموقع الجغرافي وحجم العراق وعدد سكانه، وحجم الترابط بين فئات الشعب العراقي والجوار، كلها ستشكل امتدادات لنار الحرب الطائفية التي ستصيب الدول المجاورة... ولذلك حينما نتحدث... نتحدث باغطمئنان، ونقول ان شبح الحرب الطائفية بعيد... لا نلغيه مئة في المئة، ولكن نتحدث عنه... انه شيء بعيد وبعيد جدا لوجود حالة وعي داخلي ووعي اقليمي للتطورات".
وختم ان هناك "لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر للسنة والشيعة من العلماء والسياسيين، ولدينا فكرة لتشكيل لجنة دائمة الانعقاد لمواجهة الاستفزازات التي تطرأ هنا وهناك ومعالجتها".
9س