الشيعة... تحت اقدام الزعيم

كتابات - طالب الشطري

بعض انواع الزعامة عند الشيعية هي تمثيل الجماهير لحق الزعيم وليس تزعم الزعيم عملية المطالبة بحقوق الجماهير وهذا النوع ولد حديثا على نطاق واسع بعد ان اصبحت الارض ممهدة لاستقبال بذار الحق الشيعي ليس بالمماحكات اللغوية وتادية الشعائر بل بالحصول على الثروة والجغرافيا وضمان الحق بالحياة والمساواة في المواطنة

تكاد كل الزعامات تقريبا تندرج تحت هذه التعريف لكن مع تدرج لوني يتراوح بين الاغفال المطلق لحقوق القاعدة من قبل الزعامة وتبني الدفاع عن حقوق جماعات اخرى وصولا الى الدفاع السطحي والهامشي عن الحقوق الشيعية ومنها على سبيل المثال الزعامة التي راحت تدعولاعتراف محلي وعربي بالمذهب الشيعي فوضعت على الابالة ضغثا واساءت اكثر مما احسنت

لماذا تمثل الزعامات الشيعية حقوق غير الشيعة وتهمل بل وحتى تقف بالضد من حقوق الشيعة؟

شخصيا لاارى ان الامر سايكولوجي ولا سياسي , بل هوقانوني اجتماعي ثقافي نابع من العقد غير المكتوب بين الامة والزعيم والذي لاتضع فيه الامة أي شرط من الشروط كتمثيل الزعيم لحقوقها او حفاظه على مصالحها وهنا تتحول حقوق ومصالح الزعيم الى حقوق ومصالح الامة حتى لو وقع تعارض جوهري كما هي مثلا قضية موقف بعض من زعامات الشيعة من الوحدة الوطنية او قضية فلسطين وبالاخص حماس وكذلك العلاقة مع حزب الله وصولا الى ايران والعرب

الوجه الاجتماعي هو ان الزعيم عندما يخرج من البراني لاداء نشاط ما يدوس على رؤوس تفترش الشوارع امام البراني لرؤيته او بانتظار اداء مناسك الزيارة حيث تضع النذور في شباك الاضرحة لتستولي عليها السلطة او الزعيم وينفقها لبناء مشاريع في قم وطهران ولندن ومايدرينا لعله في غزة والضفة الغربية

الجماهير تقبل يد الزعيم وتحمل نعاله وتكد عليه وتعلق صوره في كل مكان وتحمله وتهوس له بالروح بالدم دون ان يكون قال أي كلمة عن الحقوق الشيعية , فهل الذنب بعد ذلك ذنب الزعيم الشاب او الهرم ام ذنب الامة التي تحولت الى قطيع من الخراف تمشي خلف القصاب بعد ان كان يمشي وراءها

العقد الوحيد في تاريخ الشيعة العراقيين في العصر الحديث هو بيان شيعة العراق لكن حتى مع وجود عقد ذهب السياسي ليمثل جماعة اخرى غير الشيعة بعد ان وصل الى مراكز القوة

طبعا هناك علاقة المحازبة لكن عندما نتفحص هذه العلاقة نجد ان الجماهير تحزبت بمبادئ حزب غير مرئية ولا معلنة والموجود منها غامض

نحن نعرف على سبيل المثال مالذي يريده الشيخ الضاري والشيخ الكبيسي والسيد محسن عبد الحميد لكن هل يستطيع احد ان يدعي أي شيعي بانه يعرف مالذي يريده هذا الزعيم الشيعي او ذاك للشيعة وليس لغيرهم؟

الجماهير التي تخرج تلطم صدورها وتسيطر عليها هستيريا البكاء كلما ذكر اسم الزعيم وتنام في الطرقات للوصول اليه ولاتملك الية لسؤاله حول توجهاته وطريقة تمثيله لحقوقها

الجماهير التي تدور حول نفسها في هوسات وعراضات لااول لها ولااخروتتعصب للزعيم اكثر من تعصبها لله ونبيه ورسالته

الجماهير التي تدفع الزكاة والخمس والنذور بل وحتى النساء للزعيم (بالحلال طبعا)

الجماهير التي تفغر افواهها لكل مايتفوه به الزعيم

الجماهير التي ترتدي كفن الموت الابيض بدلا عن دشداشة الحياة التي وهبها لها الله

الجماهير التي تريد ان تموت ولا تريد ان تعيش

الجماهير التي ليس بمكنتها الفرز بين النص وتفسير النص فيصبح الزعيم امتدادا لله وظله

الجماهير التي تبكي على غزة اكثر من الناصرية

الجماهير التي تبكي على احمد ياسين اكثر من باقر الحكيم واسرته وصادق الصدر وابنيه

الجماهير التي ترى الايدي التي تقتلها صباح مساء وتروح تتحدث عن الماسونية والصهيونية والامبريالية

الجماهير التي لاتحترم حقوقها وتطالب بها

هذه الجماهير تستحق عن وجه حق زعيمها الذي يعلن الحق الشيعي عبارة عن الدفاع عن حماس وحزب الله

انها جماهير تحت اقدام الزعيم ...ليسحقها بنعاله فستحل بها البركة