سكان الناصرية غاضبون على الاميركيين وعلى ميليشيا الصدر
الجمعة 09 أبريل 2004 11:58

هالة بونكومباني من الناصرية: اججت المواجهات العنيفة بين القوات الاميركية ومقاتلي "جيش المهدي" في مدينة الناصرية في جنوب العراق غضب سكان المدينة الشيعة على القوات الاميركية وكذلك على ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وقالت طبيبة تعمل في قسم الطوارىء في مستشفى الناصرية العام "استقبلنا قوات التحالف التي خلصتنا من صدام حسين باذرع مفتوحة بعد ان وعدونا بالحرية والديموقراطية"، واضافت متسائلة "ولكن ما الذي حل بوعودهم وبحقوق الشيعة؟"

ودارت مواجهات عنيفة الثلاثاء بين القوة الايطالية في الناصرية وجيش المهدي اسفرت عن مقتل 15 عراقيا بينهم ثلاثة مقاتلين واصابة 37 اخرين بجروح. كما خلفت المواجهات اضرارا في المباني السكنية. وبدأت المواجهات الاحد بعد اغلاق صحيفة "الحوزة الناطقة" الصادرة عن مقتدى الصدر بتهمة "التحريض على العنف" واعتقال مصطفى اليعقوبي، احد المقربين من الزعيم الشيعي في مدينة النجف، وسط العراق.

وقال هادي الموسوي، مدرس الجغرافيا، ان "الصدر وطني. انه يحارب المستعمرين الذين جاءوا بوعود مزيفة بهدف السيطرة على مقدراتنا واقامة قاعدة عسكرية بهدف ضرب الاسلام في الصميم".

ولكن بعض العراقيين يعتبرون ان مقتدى الصدر يزج العراق في نزاع لا جدوى منه في ظل انعدام الاستقرار.
ويقول سعد الاسعد، المهندس الذي انتقل الى ايطاليا ابان الحرب الايرانية العراقية (1980 - 1988)، ان "الصدر شاب ومتهور. مقاتلوه مجموعة من الشبان الطائشين".واضاف "نحن بحاجة الى خطة، الى اناس يتصرفون بهدوء. لا يمكننا ان نسمح باستخدام لغة القوة والبنادق".

وكان سكان جنوب العراق الفقير والمعدم استقبلوا القوات الاميركية بشعارات الترحيب على الجدران.
وبعد سنة، يطالب هؤلاء السكان بتأمين طعام يومهم وجر مياه الشرب الى منازلهم وتعبيد طرقاتهم، وخصوصا الحصول على الامن.

فالمرافق والمباني الحكومية في حالة يرثى لها. ويشكل مستشفى الناصرية الذي يضم 500 سرير مثالا صارخا على تردي الوضع: فمصاعده معطلة واغطية الاسرة متسخة والمراحيض تفوح منها روائح كريهة والذباب يملأ المكان. وتقول ممرضة في المستشفى ان "الصدر يحارب دفاعا عن كرامة الشيعة". ولكن هذه الممرضة، على غرار اخرين من زملائها وزميلاتها، لا تعتبر رجل الدين الشاب زعيما للطائفة الشيعية التي تعد 15 مليون نسمة في العراق. وتقول الممرضة "مرجعنا هو اية الله علي السيستاني، وبالطبع كان والد الصدر كذلك".

ويحظى السيستاني المعروف بحكمته واعتداله، باجلال وتقدير كبيرين بين الشيعة. ويقول شرطي من الناصرية طلب عدم ذكر اسمه ان الصدر يجند انصاره بين اللصوص واصحاب السوابق. ويقول ان "جيش المهدي ليس جيشا مسلما".

وتقول سميرة احمد، التي ادت المواجهات الى تحطيم زجاج منزلها، ان ميليشيا الصدر هي التي بادرت باطلاق النار على الجنود الايطاليين. وتضيف "اعتقد انهم مسؤولون عما جرى".

ماهو تعليقك؟