بداية استياء في النجف من مقتدى الصدر
(22/04/2004)
بغداد (اف ب) بدأ الاستياء ينتشر في النجف ضد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي يطرح وجوده في المدينة مع الافراد المسلحين في الميليشيا الموالية له خطر حدوث حمام دم.
وقد عبر زعماء عشائر المدينة الشيعية المقدسة علنا الاربعاء عن استيائهم ازاء هذا الوجود بينما دخلت الازمة بين الميليشيا المتشددة الموالية للصدر وقوات التحالف اسبوعها الثالث من دون حل في الافق.
وجاءت دعوة زعماء العشائر بعد لقاء مع المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني الذي واظب على دعوة القوى السياسية في المدينة الى العمل لتجنب حمام دم.
وفشلت محاولات عديدة للوساطة من اجل التوصل الى تسوية سياسية للمواجهة بين جيش المهدي ميليشيا الصدر وقوات اميركية متمركزة قرب المدينة.
وعلى الرغم من هذا المأزق قال مسؤول عسكري كبير في التحالف اليوم الخميس ان القوات الاميركية لا تعتزم "شن عمليات هجومية (في النجف) قريبا".
لكن زعماء العشائر رأوا ان "الجهود السياسية فشلت والازمة بلغت ذروتها" مؤكدين ان النجف اصبحت مدينة ميتة "اصيبت فيها النشاطات التجارية والاجتماعية والتعليمية بالشلل" بينما يفرض افراد ميليشيا ارادتهم عليها.
ودفع الوضع زوار العتبات المقدسة ومعظمهم من الايرانيين الى تجنب المدينة مما يضر بمصالح التجار ويؤدي الى تباطؤ النشاط في الاسواق. ولا تعرض المحلات التجارية القليلة التي بقيت مفتوحة كثيرا من البضائع اذ ان التجار اضطروا لسحب بضائعهم خوفا من عمليات النهب.
والمدينة الشيعية المقدسة التي تضم الحوزات الدينية والمرجعية الشيعية ليست موالية للصدر الذي يتمتع بشعبية بين الشبان المحرومين في الضواحي الشعبية للعاصمة العراقية وخصوصا مدينة الصدر.
ودعا الشيوخ الذين يلعبون مرة على الوتر الديني واخرى على ضرورة حماية السكان افراد الميليشيا الى القاء اسلحتهم.
واكد هؤلاء الوجهاء "نطلب من كل المسلحين في النجف حماية قدسية المدينة باسم الاسلام وندعوهم الى ترك المسؤولين العراقيين ورجال القانون يتولون شؤون المدينة لتجنب حمام دم".
وقال مصدر قريب من آية الله السيستاني ان المرجعية تعارض ايضا فرض افراد الميليشيا قانونهم في المدينة. واكد مصدر قريب من المرجعية الشيعية "قبل شن مقاومة (مسلحة) ضد المحتل علينا تعزيز ايماننا".
وحمل هذا المصدر مقتدى الصدر الذي شن هجوما على مؤسسات الدولة في المدن الشيعية في الجنوب مسؤولية الازمة مؤكدا ان المرجعية الشيعية "لا تحتاج الى حماية" ميليشيا الصدر.
واضافت المرجعية الشيعية "لا نشعر اننا في خطر" بينما يؤكد الزعيم المتمرد ان الميليشيا الموالية له انشئت لحماية المرجعية والعتبات الشيعية المقدسة من قوات الاحتلال.
وفي الوقت نفسه يدعو زعماء القبائل الدولة باصرار الى فرض سيطرتها على النجف.
وفي نداء الى مجلس الحكم الانتقالي الذي شكلته سلطة الائتلاف دعوا الى "العمل بجدية لدى مختلف الوزارات وممارسة الضغوط اذا احتاج الامر لفرض النظام واحترام القانون وحماية العتبات المقدسة" في النجف. واكدوا انهم مستعدون "للتعاون بشكل كامل مع مختلف الوزارات لاعادة الاستقرار والامن".
من جهتها دعت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الخميس سكان مدينة كربلاء المقدسة (110 كلم جنوب بغداد) الى عدم السماح للصدر باستخدام العتبات الدينية المقدسة ملجأ لهم.
وقال التحالف في منشورات القتها طائراته على مدينة كربلاء ظهرا ان "قوات الائتلاف تحترم دينكم واماكنكم المقدسة لكن الارهابيين استخدموا هذه الاماكن لاغراضهم الخاصة فلا تسمحوا بأستخدام الاماكن المقدسة كملجأ لهم في هذه الحالة".
واوضح البيان "في هذه الحالة أن قوات الائتلاف ستكون مجبرة على دخول هذه المساجد". واكد ان "قوات الائتلاف لن تسمح لميليشيا مقتدى او المجموعات المسلحة الاخرى في ايقاف التقدم نحو الحرية والديموقراطية في العراق الجديد".
http://www.afp.com/arabic/newsml/sto....w2ukafmb.html
اف ب.