عزالدين سليم عضو مجلس الحكم العراقي: " يتعين فصل المسألة القضائية المتعلقة بقتل الخوئي والسياسية الخاصة بمقتدى الصدر"
24/04/2004
قال عزالدين سليم عضو مجلس الحكم العراقي إنه يتعين لفض الأزمة أن يتم فصل المسألة القضائية المتعلقة بقتل السيد الخوئي وبين القضية السياسية الخاصة بمقتدى الصدر وجيش المهدي. وأضاف في مقابلة مع " العالم الآن " إن المفاوضات ما زالت جارية لإيجاد مخرج من الوضع المتوتر في مدينة الفلوجة.
وفيما يلي نص المقابلة:
س - إلى أين وصلت المفاوضات في مسعى حل المشكلة مع السيد مقتدى الصدر؟ وهل هناك ضمانات بعدم اجتياح المدن المقدسة؟
ج - لا أستطيع أن أتحدث عن الضمانات في هذا الموضوع، وإنما أتحدث عن مسألة المفاوضات الجارية لحد الآن. هناك أحاديث حول هذا الموضوع استمرت منذ أسبوعين، يعني منذ بداية تفجر الأزمة لحد الآن، هناك وساطات. ومن هذه الوساطات بعضها جرى داخل مجلس الحكم وبعضها جرى في البيت الشيعي، المجموعات الشيعية الموجودة في مجلس الحكم ومن خارج مجلس الحكم. كما شارك فيها أيضا، بعض مراجع الدين وبعض وجهاء القبائل في النجف الأشرف، وكذلك بعض القوى الأخرى في البلاد. هذه الوساطات مستمرة في الحقيقة مع السيد مقتدى ومع مكتب السيد الصدر في النجف الأشرف. وطرحت عدة أفكار حول الموضوع، منها فصل المسألة القضائية عن القضية السياسية، منها قضية الجيش المهدي . المباحثات مستمرة ولكن لا نستطيع أن نقول أن المباحثات انتهت، الحال الآن أفضل من السابق بكثير ولا أستطيع أن أقول أن القضية تم السيطرة عليها أو تم تطويقها بشكل كامل. إننا بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل الاستمرار في هذا المسعى من أجل معالجة الوضع المتأزم إن شاء الله.
س - هناك أخبار مفادها أن الحوزة ما زالت تدعم السيد مقتدى الصدر وتحذر من المساس بشخصه. ما هو تعليقكم على هذا؟
ج - كلمة الحوزة كلمة واسعة، الحوزة في النجف الأشرف كما تعلمون توجد بها عدة مدارس وتوجد بها عدة مراجع وكل مرجع له إطار معين من العلماء ومن التلاميذ . نعم هناك مؤيدون للسيد مقتدى، وهناك أيضا الغالبية العظمى التي تتبع المرجعية الدينية المشهورة المتمثلة بسماحة آية الله السيد السيستاني مثلا وسماحة السيد باقرالحكيم وآخرون. المراجع الدينية أوسع نطاقا من الحالات الأخرى في النجف وفي غير النجف، هذا بالنسبة للوضع الشيعي في النجف وكربلاء وغيرها. أما أن نقول كلمة مطلقة أن الحوزة العلمية برمتها موالية للسيد مقتدى. أنا أتصور أن في هذا القول مبالغة. هناك أناس يؤيدونه وهناك آخرون يؤيدون غيره وهكذا. لكن على كل حال الجميع مصرون على معالجة الأمر معالجة سلمية لتطويق الأزمة والقضاء على الفتنة. هذا هو التوجه العام لدى الجميع وفي النجف وكربلاء وسائر المدن المقدسة في البلاد.
س - ولكن قوات التحالف مازالت تتوعد باعتقال الصدر. وطبقا لما شهدناه في الأيام الأخيرة في منطقة الكوفة وبحر النجف والعباسيات، هناك مصادمات . كيف ترون الوضع الآن في مدينة النجف وكربلاء؟
ج - في الحقيقة مدينة النجف هادئة خصوصا بعد تدخل العشائر والمراجع والتحرك السياسي داخل مجلس الحكم وخارجه والحالة أفضل. وقد أدى المواطنون شعائرهم بمناسبة وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم). وأنتم تعلمون أن هذه المناسبة تجري في أواخر صفر عادة من كل عام. وقبل يومين، جرت المراسم بشكل هادئ ولم تقع هناك أي حادثة ولكن يبدو اليوم أن هناك بعض المنشورات التي كانت قد وزعتها سلطة التحالف في كربلاء وتدعو جماعة السيد مقتدى إلى تسليم أسلحتهم. وبسبب هذه الأعمال تحدث بعض التوترات ولكن لحد الآن لم يبلغ عن أي شيء من هذا القبيل، لم تقع مصادمات لا في كربلاء ولا في بغداد ولا في النجف ولا في غيرها. هناك مظاهرة جرت هذا الصباح في مدينة البصرة تتعلق بموضع التفجيرات الأخيرة وألقى بعض المتظاهرين اللوم على سلطة التحالف باعتبار أنها لا تؤدي دورها المناسب.
س- التقارير الأخبارية تقول أن العقدة في المشكلة هي عدم موافقة السيد مقتدى الصدر على حل جيش المهدي؟ هل هذا صحيح؟ وهل هذه هي المشكلة فعلا أم أن هناك إشكاليات أخرى؟
ج - هناك عدة أمور تتعلق بهذا الموضوع وبغيره. أنا أعتبر أن المسألة القضائية المتعلقة بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي هي من أهم المسائل. وإن ربطها بالقضايا الأخرى مثل جيش المهدي وما يتعلق به من أمور أخرى في اعتقادي تأتي في المقام الثاني.
س- من الذي يصر على ربط القضيتين معا؟ هل قوات التحالف أم القضاء العراقي؟
ج - أنا أعتقد أن القضاء العراقي أصدر حكما بإلقاء القبض على السيد مقتدى وربما تشمل القضية الذين هم حول السيد مقتدى الصدر وربما تصل إليه المحكمة أولا، ثم استفادت من ذلك سلطة التحالف وبدأت في تعقيد القضية. أنا أعتقد أن الفصل بين القضيتين بداية الحل وتأتي بعد ذلك المواضيع الأخرى، هناك أفكار كثيرة أحاطت بهذا الموضوع من خلال الوساطات التي جرت لحد الآن، حيث لم يتم الوصول إلى نتيجة نهائية بالنسبة لحل الازمة حلا جذريا.
س- إلى أين تسير الأمور، هل هناك تصعيد قريب؟ أم أن هناك انفراجا حسب علمكم في سير المفاوضات ؟
ج - التوجه لحد الآن هو نحو الانفراج، وعندنا أمل كبير سواء في داخل مجلس الحكم أو في التجمع الشيعي فهؤلاء كلهم الآن يتوجهون نحو حل القضية حلا سلميا. وعندي أمل كبير أن تحل هذه القضية من قبل العقلاء في البلد حلا سلميا حتى لا تراق دماء الأبرياء بلا مبرر. ونحن نسعى جميعا من أجل تطويق هذه القضية لأنه لا بد من أن يأخذ القانون دوره ولابد من أن نحرص جميعا على إقامة الدولة العراقية بمؤسساتها المختلفة جيش واحد، إدارة داخلية واحدة، الشرطة واحدة. لا بد أن يكون عندنا قانون واحد وسلطة سياسية وعسكرية وأمنية واحدة.
س- أنتم في البيت الشيعي أو المجموعة الشيعية في مجلس الحكم، هل استطعتم أن تحصلوا على أي ضمانات من قوات التحالف بعدم اقتحام هذه المدن المقدسة وبالتوجه إلى حل المشكلة سلميا ؟
ج - لحد الآن لم يجر الحديث عن الضمانات ولكن الحديث الذي جرى معهم من أطراف مختلفة، هو أننا نحذر من اقتحام النجف الأشرف وكربلاء لأن لهما خصوصية معينة عند المسلمين جميعا لا سيّما شيعة أهل البيت في العراق. لذلك نحن نحذر ولا نقبل بأي حال من الأحوال أن يتم اجتياح المدينتين المقدستين ولا أي مدينة مقدسة أخرى سواء في بغداد أو في كربلاء والنجف.
س - هل ترون ربطا لما يجري في الفلوجة بما يجري مع السيد مقتدى الصدر؟
ج - الموضوعان مختلفان. الوضع في الفلوجة يتمثل في أن هناك مجموعة من الإرهابيين وبقايا النظام متواجدة فيها. وكنا منذ البداية نتمنى أن تُبعد العملية العسكرية في الفلوجة عن الناس والعائلات وتحقن دماء الأبرياء، ويتم فيها التركيز فقط على المجرمين الذين يتجمعون في المنطقة، سواء خارج المدينة أو في بعض أجزائها الاخرى . أما موضوع السيد مقتدى فهو موضوع آخر يتعلق بالمسألة القضائية المذكورة وكذلك يتعلق بجيش المهدي. وهذا يختلف كثيرا .