النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي مقتدى الصدر وتيار الحوزة الناطقة: حازم الأمين

    مقتدى الصدر وتيار الحوزة الناطقة... الأيتام يتماهون مع زعيمهم اليتيم

    بيروت - حازم الأمين الحياة 2004/05/16

    > العمامة السوداء غير المستقرة على رأس السيد مقتدى الصدر, تمسك بجسم الشاب وتمتص بعضاً من الاضطراب الذي يشكل العلامة الأولى التي يمكن ان يبعثها مقتدى في نفس رائيه. انه شاب غير ممسك زمامه. انطباع يمكن ان تولده مقابلة قصيرة مع وارث المرجعية الصدرية. هناك في النجف, وفي ذلك الزقاق الضيق القريب من الصحن العلوي, مكتب صغير تتوزع حوله غرف يجلس فيها عشرات المريدين يتوسطهم شيخ من تلامذة والد مقتدى, السيد محمد محمد صادق الصدر. اما الغرفة النواة فيتزاحم فيها مئات المريدين المنتظرين ان يمد لهم السيد يده التي لشدة رخاوتها تجعلك انت الذي مددت يداً مشدودة ومنقبضة حائراً بما عليك ان تفعله بها. يشيح الشاب بوجهه كلما حاولت, انت محدثه الغريب الآتي من بلاد بعيدة, ان تثبت نظرك في عينيه. ستشعر ان الأمر يتعدى خجل شاب في عمره. شاب وجد نفسه بين ليلة وضحاها في مواجهة حشد هائل من المريدين, ومن المرجح ان مقتدى لم يعد نفسه لهذا الوضع. الجمل التي تخرج من فمه غير مكتملة, ويعوزها الكثير من الانسجام حتى تؤدي ما يحاول قوله. هذا الأمر لا ينسجم مع وظيفة الشاب المعمم الذي من المفترض انه آتٍ من تجارب يشكل الكلام فيها وظيفة واسلوب عيش. فأصحاب العمائم في العراق رجال مفوهون على نحو لم يبلغه غيرهم, لكن مقتدى متعثر في هذا المجال واستعاراته اللغوية الشفهية غريبة عن متوسط الكلام في العراق.

    انه الابن الرابع للسيد محمد محمد صادق الصدر, اما شقيقاه الكبيران, مؤمل ومصطفى, فقتلا مع والدهما عندما اغتاله النظام العراقي عام 1999, وبقي حياً من الأبناء الذكور للصدر الثاني (الصدر الأول بحسب التعريف العراقي هو السيد محمد باقر الصدر) ابناه مرتضى ومقتدى. وفي التاريخ الحديث للعراق غالباً ما يؤرخ للسياسة بالدم, اذ افتتح والد مقتدى تصديه للشأن العام عندما استلم جثتي ابني عمته السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى اللذين اعدمهما النظام في ثمانينات القرن الفائت. حادثة استلام الجثث هذه تروى في العراق ويقصد منها شيء يشبه استلام العباءة عندما تنتقل الزعامة العشائرية الى وريث جديد. فعلى رغم ان لبلوغ المرجعية في العراق شروطاً علمية وحوزوية, لكن توافر شروط اخرى مثل الانتماء الى عائلة تملك تاريخاً في هذا المجال يبدد مصاعب كثيرة في وجه الساعين الى التصدي لها. وبالنسبة للسيد محمد محمد صادق الصدر ابن تلك العائلة الخارجة الى العراق من مدينة الكاظمية, والمجاورة لمرقد الامام الكاظم التي يفصلها عن بغداد نهر دجلة وجسر عملاق وقبله بمسافة قصيرة جامع ابو حنيفة النعمان في ساحة الأعظمية, فإن تذكير المؤمنين بنسبه "الصريح والواضح في انتسابه الى اهل البيت وصولاً الى الأمام موسى بن جعفر" امر يتكرر في اكثر من خطبة, الى ان يقول: "ما بين ابي وجدي موسى بن جعفر آثاري كلهم ما بين زاهد وعابد وعالم".

    "في منزل السيد محمد محمد صادق الصدر ثلاث من بنات السيد محمد باقر الصدر", هذه العبارة عندما تسمعها في العراق فإن القصد من قولها تعزيز حقيقة انتقال الزعامة الصدرية الى الصدر الثاني والد مقتدى, اذ زوّج السيد محمد ابنائه الثلاثة, مصطفى ومؤمل ومقتدى, لبنات السيد محمد باقر, فأضاف بذلك شرعية اخرى الى زعامته, كان باشرها عندما استلم جثث ابن عمته وشقيقته. لكن لواقعة التزويج هذه وجهاً آخر, فهؤلاء اليتيمات اللواتي فُجعن باعدام والدهن وعمتهن كان عليهن ايضاً ان يفجعن بمقتل ازواجهن عندما اقدم النظام على اغتيال الصدر الثاني وولديه, واذا قمنا بتعداد الأيتام والأرامل الذين صار على مقتدى ايواؤهم ورعايتهم في منزله, بين والدته واشقائه وابنائهم وزوجاتهم, وشقيقته التي فجعت ايضاً باغتيال زوجها, فإن الصورة ستُظهر مأساة صدرية وعراقية من نوع خاص, يبدو انها اصابت شقيق مقتدى الأكبر والوحيد الذي بقي على قيد الحياة وهو السيد مرتضى الذي "انزوى" وانقطع عن الاحتكاك بالناس. وفيما يقول مناصرو الصدر عنه انه منصرف الى دروسه الدينية يؤكد آخرون يمتون الى العائلة بصلة ان الرجل اصيب بانتكاسة جراء المآسي المتعاقبة على العائلة. اما مقتدى الذي يؤكد مناصروه نجاته من المأساة ووقوفه نهار دفن والده كالـ"أسد" بين المعزين, فإن لهذا التوكيد دلالة مفرطة على حجم المخاوف التي اثيرت حول وضعه من تلامذة والده ومناصريه. فالشاب لم يكن بلغ الخامسة والعشرين عام 1999 حين قتل النظام والده وشقيقيه, وهو ايضاً صغير الأبناء واكثرهم شعوراً بغياب الوالد والأشقاء الكبار, وبمعنى آخر اكثرهم يتماً. وقد يكون من الصعب على شاب هذه ظروفه ان ينجو من وضع كهذا, خصوصاً انه ابن عائلة دينية لطالما كبر ابناؤها في ظل آبائهم وتحت رعايتهم الحثيثة, فالأب في هذا النوع من العائلات هو الصورة الوحيدة للرجل, وغيابه على هذا النحو المأسوي لا يمر من دون آثار.

    هذه الوقائع ليست احداثاً حصلت في الماضي. فوالد مقتدى اغتيل عام 1999, اي قبل اقل من خمس سنوات, ثم ان الأموات في العراق يستمرون في اشعار المحيطين بهم بموتهم الى عقود طويلة وربما الى قرون. وما يجري هذه الأيام في النجف ومدن الجنوب العراقي لا بد انه يمت بصلة ما الى تلك الوقائع. فمقتدى لم يبق اضطرابه في اطار غياب الانسجام عن الجمل التي ينطقها, انما نقله الى ادائه السياسي, الى ان صرنا وفي اليوم الواحد نسمع عن بيانات يطلقها, يدعو في بعضها الى جهاد الأميركيين وقتالهم, وفي بعضها الآخر يعلن استعداده للتفاوض والهدنة. طبعاً قد يكون من التسرع رد ذلك فقط الى شخصية مقتدى, اذ ثمة تشابه بين حاله هذه وبين حال قاعدته المتذررة في المدن الشيعية كافة. هذه القاعدة المترجرجة بين علاقتها بمرجعية والد الصدر الخلافية, وبين صلتها بالمرجعية الدينية التقليدية المتمثلة بالسيد علي السيستاني, والتي تصلها الفتاوى والاشارات مشوشة ومن اكثر من جهة, كفيلة بتعزيز حال عدم الانسجام الذي يتسم به اداء تيار "الحوزة الناطقة" الذي يتزعمه الصدر.

    والمعروف ان السيد محمد محمد صادق الصدر خرج على نخبوية الحوزة الدينية في العراق وعلى وظيفتها التقليدية وباشر علاقة مع العشائر العراقية اتاحت له صلات واسعة بأبناء العشائر تتعدى صلة المراجع الآخرين, وربما صارت قضية كتاب "فقه العشائر" الذي توج علاقة والد مقتدى بهؤلاء المريدين, من الأمور التي اشير اليها اكثر من مرة في سياق الحديث عن تيار الصدر اليوم. لكن الأحداث الأخيرة كشفت وجوهاً اخرى, وسمحت بتقص يبتعد قليلاً عن الاستنتاجات الأولى. ففي وقت يجتمع وجهاء عشائر مدينة الثورة في بغداد في مكتب "السيد الشهيد" ويبرز بعضهم وكالات شرعية كان السيد محمد الصدر منحهم اياها ليمثلوه في فض النزاعات وتحصيل الحقوق, كان سادات عشائر النجف يوجهون رسالة الى جيش المهدي يطلبون منه فيها مغادرة المدينة وتسليمها الى الشرطة العراقية والى ابناء العشائر النجفية. انه تفصيل جوهري في محاولة فهم القاعدة السياسية والاجتماعية لتيار الصدر. ويفسر مسؤول العلاقات الخارجية لتيار الصدر الشيخ حسن الزرقاوي في لقاء مع "الحياة" إقدام سادات عشائر النجف على هذا الطلب بأن "ابناء النجف وعشائرها هم من التجار المتضررين من حال الحرب مع الأميركيين, لكننا نتمتع بدعم كبير من العشائر المقيمة في محيط النجف, ولهذا نراهم يناشدون عناصر جيش المهدي الذين هم من خارج المدينة الخروج من النجف وتسليم اسلحتهم الى ابنائها", اما زهير وهو من ابناء المدينة فيقول: "ان عشائر النجف تقيم علاقات متينة مع المرجعية التقليدية, في حين يتمتع تيار الصدر بدعم من العشائر النازحة الى المدينة من مدن اقصى الجنوب وتحديداً من محافظتي العمارة والبصرة, وهؤلاء نزحوا الى النجف على فترات خصوصاً بعدما منعهم النظام السابق من النزوح الى بغداد". وتتكرر هذه المعادلة في بغداد, لكن على نحو اوسع. فأبناء مدينتي الصدر والشعلة من العشائر الفقيرة النازحة الى بغداد من مدن اقصى الجنوب. ووسط هؤلاء يتسع تيار الصدر ويقوى. اما ابناء منطقتي الكاظمية والكرادة فهم من الشيعة المستقرين في بغداد منذ قرن على الأقل, ووسط هؤلاء البغداديين يضعف تيار مقتدى ويتلاشى.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    مقال تشويهي مقصود ولكن صاحبه دون أن يشعر أثبت أن مقتدى الصدر أكبر شخصية مضحية حية في العراق فعائلته مليئة بعدد كبير من الأرامل والايتام وقعوا ضحية جلاد العراق والحوزة معا .

    مقتدى شجاع بشكل منقطع النظير , ومناوراته السياسية ليست بهذه الصفة التي يريد الكاتب ان يوصفها بالمتغيرة . فأحيانا التغيير في الرأي له اسبابه .

    ومثال على ذلك

    السيد محمد باقر الحكيم واثناء الحرب على العراق صرح ( وسمعته بنفسي ) بأنهم بأن ما يجري احتلال للعراق وسيقفون ضد الاحتلال , وسرعان ما دخل العراق وأصبح شعاره (نعم نعم للإعمار) .

    وحزب الدعوة وقف ضد حرب امريكا العراق وضد الاحتلال والعودة الى تصريحاتهم قبل الغزو وابانه تقول انه احتلال سيعيدنا الى أيام الاستعمار الغابر ثم سرعان ما تلاشت هذه المواقف وتغيرت 180 درجة .

    فمن يدري لعل مقتدى تعلم هذه الطريقة من المجلس الاعلى وحزب الدعوة . أو قد تعلمها من المرجعية يوم دعت للانتخابات وأنها لن تقبل بغيرها وحدث ما حدث وأخيرا ربما تعلمها من مواقف المرجعية حول الخطوط الحمراء التي تحولت الى عديم اللون والطعم والرائحة .

    لقد أفرطنا كثيرا بحق مقتدى الصدر وتجاوزنا عليه لا تنسجم والموقف الشرعي وسيحاسبنا الله غدا على هذا الموقف لأن هناك فرقا كبيرا بين النقد والتجريح .
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  3. #3

    افتراضي

    "مع وارث المرجعية الصدرية"
    اجد في هذه العبارة ابتعاد شديد عن الدقة, فمقتدى هو وارث التيار الشعبي التابع لوالده ولكنه بعيد كل البعد عن وراثة علم والده
    ان الشخصية التي ورثت بحق مرجعية السيد محمد الصدر هو الشيخ اليعقوبي وليس غيره
    لو ورث مقتدى الخط المرجعي, لما كانت هناك مشكلة. المشكلة التي يمر بها تيار مقتدى الصدر هو غياب القيادة والتوجيه, غياب القيادة المتعقلة الحكيمة
    لقد اتخذ السيد محمد الصدر رحمه الله اسلوبا في البناء الجماهيري اختلف عن اسلوب الشهيد محمد باقر الصدر, ففي الحين الذي اتخذ فيه الاخير اسلوب تثقيف نخبة تأخذ على عاتقها بناء قاعدة شعبية فيما بعد, اختار السيد محمد الصدر (او ربما لم يجد بديلا عن) بناء قاعدة شعبية واسعة مشدودة الى شخصية القائد يتم تثقيفها فيما بعد. مشروع الشهيد محمد الصدر اجهض في اول مراحله باغتياله. و عانى الخط الصدري من النزاع على ارث السيد محمد الصدر, فاستأثر الشيخ اليعقوبي بالارث العلمي وفشل في وضع يده على الارث الشعبي, بينما نجح السيد مقتدى في السيطرة شبه المطلقة على الارث الشعبي الذي تحول الى تيار عاصف يبدو احيانا انه يسير على غير هدى

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني