 |
-
المركز الدولي للعدالة: الاحتلال لا يستشير العراقيين في سياسته حول مستقبلهم
لندن ـ رويترز: أظهرت دراسة أجرتها احدى جماعات حقوق الانسان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أن الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة لم يعر اهتماما للرأي العراقي حين صاغ سياسات مثل استئصال عناصر حزب البعث وانشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين. وقال هاني مجلي من المركز الدولي للعدالة في تقرير نشر امس «ان المسح الذي أجري على مواقف العراقيين تجاه العدالة في المراحل الانتقالية اظهر ان تلك المواقف كثيرا ما كانت لا تتفق مع السياسات التي يتبعها الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر.
وأضاف مجلي «المشكلة الكبرى التي شهدناها العام الماضي كانت أن الولايات المتحدة خاضت الامر بمفردها واستشارت عددا محدودا جدا من العراقيين معظمهم من أصدقائها ومستشاريها وكثيرا منهم جاءوا من الخارج» في اشارة الى العراقيين الذين كانوا منفيين خارج بلادهم في السابق.
واوضح أن النقل الرسمي للسيادة لحكومة عراقية مؤقتة المزمع اجراؤه في 30 يونيو (حزيران) يتيح فرصة تغيير مسار الامور من دون اراقة ماء وجه واشنطن ولندن. وقال «نرى أن المهلة التي تنتهي في يونيو تتيح فرصة جيدة لاستنباط دروس الماضي والتركيز على وضع آليات وعمليات تجري بموجبها استشارة العراقيين». واستطرد قائلا ان الولايات المتحدة حتى الان وضعت افتراضات بشأن ما يريده العراقيون، مستشهدا بالاجراءات الصارمة التي اتخذها بريمر لدى وصوله الى بغداد قبل عام مضى لاستئصال شأفة حزب البعث ومنع كثير من أعضائه من شغل وظائف في القطاع العام. غير أن المسح الذي أجراه المركز بعد نحو ثلاثة أشهر من سقوط صدام في ابريل (نيسان) من العام الماضي وجد أن العراقيين يفرقون بوضوح بين أعوان صدام الملطخة أيديهم بالدماء وبين الناس الذين انضموا لحزب البعث لاسباب نفعية. واشار التقرير الذي صدر تحت عنوان «أصوات عراقية» الى أسباب أخرى لعداء العراقيين للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة والتي من بينها انعدام الثقة في الولايات المتحدة بسبب دعمها فيما مضى لصدام حسين وانعدام النظام والأمن والنهب الذي أعقب سقوط نظامه. وكشفت الدراسة التي أجريت بالاشتراك مع مركز حقوق الانسان بجامعة «كاليفورنيا بيركلي» عن غضب العراقيين من الامم المتحدة بسبب العقوبات التي فرضت على بلادهم لسنوات وغضبهم من العالم لتركه لهم يواجهون مصيرهم لخمسة وثلاثين عاما من الحكم البعثي.
واضاف التقرير «ان العراقيين يريدون محاكمات عادلة على أن تطبق عدالة سريعة مع انزال العقاب بصدام وأعوانه. انهم يريدون عملية محاسبة تخضع لسيطرة العراقيين لكنهم لا يؤمنون بالنظام القضائي العراقي ويرون أن هناك حاجة للمساعدة الخارجية».
وقال مجلي ان المحكمة الخاصة التي شكلت في ديسمبر (كانون الاول) الماضي لمحاكمة صدام وكبار أعضاء حزب البعث يبدو أن قيادتها عراقية شكلا فيما تتولى الولايات المتحدة المسؤولية الفعلية عنها. واضاف ان منهج الولايات المتحدة تجاه المقابر الجماعية كان التعامل معها كمصدر للادلة لادانة صدام وهو أمر رغم أهميته الا أنه لا يفعل سوى القليل للوفاء باحتياجات الاقارب الذين يئسوا من معرفة مصير أقاربهم المفقودين.
وقال مجلي ان العراقيين سيراقبون باهتمام شديد كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع الجنود الأميركيين الضالعين في ارتكاب انتهاكات بحق معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب ببغداد أو في أي مكان اخر. وأضاف أنه «اذا كان الناس قد تعرضوا للتعذيب فينبغي أن تكون هناك عملية تتسم بالشفافية من تحقيقات ومحاسبة للمسؤولين. هذه هي مسألة ارساء حكم القانون». وقال «ان بعض العراقيين سيظلون مرتابين ما لم يجر تحقيق مستقل».
وشارك في هذه الدراسة 395 من مختلف أطياف الشعب العراقي من خلال لقاءات وحلقات مناقشة أجريت في يوليو (تموز) وأغسطس (اب) العام الماضي.
يقيني بالله يقيني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |