موقفنا

إلام التصعيد تلو التصعيد في النجف وكربلاء؟

قلناها مرارا ونقولها مجددا، ما من تصعيد إلا ويتحمل مسؤوليته كلا طرفي النزاع. وكما قلناها مرارا ونقولها مجددا، التصعيد يهدد المشروع الوطني العراقي في الديمقراطية والأمن والاستقلال. وقلناها مرارا ونقولها مجددا، الدماء التي تراق لأبنائنا وإخواننا في النجف وكربلاء وغيرها من المدن دماء عزيزة علينا، دون أن يعني هذا أنا لا نرفض أيضا إراقة دماء غيرنا من دون مبرر. تعددت الوساطات، أحزاب إسلامية، مبعوثون من مجلس الحكم، شيوخ عشائر، نداءات، لقاءات، حوارات، بنود يزيد عددها تارة ويتقلص أخرى. القضية لا ينبغي أن تكون بهذه الدرجة من التعقيد، ولا يمكن أن يكون حلها مستعصيا إلى هذه الدرجة، ولا يمكن القبول بأي حال من الأحوال باستمرارها واضطراد تصاعد وتيرتها واتساع تداعياتها.

- لا بد من إيقاف القتال فورا،

- ولا بد من خروج القوات الأمريكية من المدينتين المقدستين فورا،

- ولا بد من إنهاء مظاهر التسلح وحل جميع الميليشيات في المدينتين وفي كل أرجاء العراق فورا،

- ولا بد من سيادة القانون على الجميع بلا استثناء،

- ولا بد من تحكيم العقل قبل تحكيم العنجهية الأمريكية أو الحماس الوطني غير مدروس العواقب.

لو جرى اليوم استفتاء للعراقيين لأعلنوها أنهم يريدون السلام والأمن وغياب مظاهر التسلح واحترام المقدسات واحترام الإرادة الوطنية للعراقيين.

إننا نخاطب إخواننا في الميليشيات المقاتلة ضد قوات الاحتلال، أننا معكم كليا في هدف الاستقلال ونيل السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة، ومعكم في أن العراقيين هم الذين يجب أن يديروا شؤونهم، ولكن يا أبناءنا وإخواننا، يا أعزاءنا، لا يمكن لطرف واحد أن يتخذ قرارا مصيريا نيابة عن كل الشعب العراقي دون دليل على تخويل الشعب له في ذلك، حتى علي بن أبي طالب عليه السلام والذي نعتقد نحن أتباع أهل البيت عليهم السلام أنه منصوب للخلافة بأمر الوحي خضع لإردة الجماهير، تارة في قبول توليه الخلافة عندما قال "لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ..." وتارة بقبول التحكيم الذي لم يكن مؤمنا بسلامته إلا نزولا عند مطالبة السواد الأعظم من جيشه، إذن لا بد أن ننزل جميعا عند إرادة أبناء أمتنا، ولا يحق لا لنا ولا لكم ولا لأي طرف أن ينصب نفسه مكلفا هو وحده دون غيره من الله سبحانه، أو مخولا عن الأمة، ما لم يثبت التخويل بالانتخاب الحر. كما ونخاطب الأمريكان، أن كفاكم انفرادا في هذا الملف، بل لا بد لكم من أن تسمعوا للقوى السياسية والمراكز الدينية العراقية، وتعطوها الفرصة الكافية لتصل إلى حل الأزمة. النجف تهمنا كثيرا، وكربلاء تهمنا كثيرا، والدماء تهمنا كثيرا، والأمن والاستقرار يهمانا كثيرا، ومستقبل العراق يهمنا كثيرا كثيرا.





البيان