 |
-
محاكمة الطاغية
[align=center]محاكمة صدام بأوائل السنة المقبلة 2005م
إن مصيره يجب أن يقرره العراقيون فقط [/align]
[align=justify][grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]بعد أن ألقي القبض على صدام وأمسى في قبضة قوى بريطانيا وأمريكا وما أظهرته صوره المخزية على شاشات التلفزة العالمية وهو يتمايل برأسه أثناء معاينة الطبيب العسكري الأجنبي لرأسه وفمه مما ذكر أن سقوط نظام صدام لم يكن سقوطاً للنظام بل وسقوطاً للدعاية الفارغة التي كانت تصور جبن وخسة صدام على كونه وكأنه شجاع أو ذو مبادئ سوية أو كأنه من الأشخاص الطليعيين العاملون في السلك السياسي الذين إذا ما أشتد عليهم ظرف الزمان سيكونون أمام تقديم إحدى حالتين أما أن يحاربوا متحدين أعدائهم حتى آخر رمق من حياتهم أو يقدموا على تمويت أنفسهم عن طريق الانتحار.
إلا أن ما حدث لما آل إليه الموقف العار الذي أبداه صدام الذي فضل ذلة المصير على شرف الموت قد أوضح أنه أقل بكثير مما كان يعتقده غير العراقيين ممن توهموا أن وكأن صدام مناضل سياسي وبالذات أولئك العربان الموزعين بين صف العمالة (كما هو حال سيدهم صدام) أو صف المرتزقة.
أما بالنسبة للدوائر الدولية فقد نددت منظمة العفو الدولية بنشر صور صدام في المعتقل على الرغم مما كان قد أبداه صدام من عدم ندم حين التقى أعضاء من مجلس الحكم الانتقالي بعيد مدة قصيرة من اعتقاله كما أفادت بعض الأخبار أول الأمر أن صدام يرفض التعاون من المحققين بالوقت الذي كان هذا الـ(صدام الخائن) يكتب بمعلوماته بالكامل أمام المحققين معه وقد فقد رباطة جأشه وهو كالدمية يحركوه مثلما يريدون أمامهم.
وفي نبأ لاحق عن مصير صدام فقد تناقلت بعض مصادر الإعلاميات الدولية أنه قد تقرر أن يكون الربع الأول من السنة القادمة 2005م مناسبة للشروع بمحاكمة صدام.
وحتى تتم محاكمة صدام سيكون المجتمع العراقي قد أصابه شيء من النعيم السياسي والاقتصادي كما هو متوقع كما سيساهم ذلك بإعادة النظر في الكثير من الأمور التي تستحق حلولاً عملية الضامنة لإعادة الاعتبار لتطبيق بنود لائحة حقوق الإنسان في العراق رغم أن كل الدعوات المتوجهة لانضمام عناصر من النظام السياسي السابق وتحت أي مبرر أو حجة للمشاركة بعملية إعادة بناء العراق الديمقراطي الحر والمستقل غير مقبولة نظراً لما عرف عن هؤلاء الانتهازيين الذين كان لهم يوماً أداءً مخزياً في المشاركة بالتصفيق للنظام الصدامي وفريق السرسرية معه ممن أخير لهم أن يقحموا عالم السياسة ليطبقوا كل جوانبها المظلمة آنذاك.
عن المطبلين لصدام كـ(شخص) وكـ(نظام) كان تحت أمرته يعلنون بين حين وآخر: (أن العراق في زمن صدام لا يملك أسلحة دمار شامل) وأن شن الحرب الأنكلو – أمريكية لا أساس لها في الحق لأن تلك القوات التي شنت الحرب لم تستطع إثبات ادعاء حكومتا لندن وواشنطن اللتان كانتا تؤكدان وجود تلك الأسلحة المدمرة مسألة ثابتة ولا تقبل جدلاً حولها وكان ذلك مقدمة صريحة لتقديم (شخص صدام) بصورة الرئيس وكأنه المظلوم الذي كان صادقاً في إدعاءات نفيه لامتلاك تلك الأسلحة، ولم ينتبه أحد أن ذلك كان عربوناً لتحريك الرأي العام كي يضغط على القوات المحتلة المتحالفة (الأنكلو – أمريكية9 حيث تكون حكومتا لندن وواشنطن قد أفلحتا بجر الرأي العام إلى الموقع الممكن أن يخدم تفليت صدام من أي عقاب قانوني محتمل.
أما البطالة في العراق التي أخذت تتفاقم بسبب فروض السياسات المتعلقة بالإرهاب وحالة الإرباك السياسي التي تخيم على البلاد فقد ساعدت على أن يسيطر التضليل الإعلامي على الحقائق الإعلامية ولذلك فإن المبالغ المخصصة لمواجهة البطالة رغم الدعم المالي والمساهمات الدولية لإعادة بناء العراق لم تعطي ثمارها على ما هو منتظر لأن تنقية الأجواء السياسية والعسكرية في العراق تحتاج إبداء تنازلات حقيقية كي يسود الهدوء في البلاد و لا فإن محاكمة صدام بأوائل السنة القادمة 2005م كما مر آنفاً سوف تؤجل إذ من اللامناسب إجراء تلك المحكمة (الأمل) في ظل ظروف سياسية غير مستقرة.
لقد دعمت كل من بريطانيا والولايات المتحدة ودول عربية عديدة حرب نظام صدام مع الجارة إيران وكانت كما يتذكر الرأي العام العالمي أن طائرات الأواكس الأمريكية كانت تزود العراق من الأقمار الصناعية بصور عن تحركات الجيش الإيراني وأجبروا القيادة الإيرانية بعد أن أصابوا بلادها بالخراب في الكثير من مواقع العاصمة طهران والمدن الأخرى وتنازلت عن تصميمها على خوض الحرب حتى انتهاء شوطها الأخير أما (بالنصر أو الهزيمة).
ولعل التذكير بالدعم الغربي الآنف الذي تلقاه نظام صدام وفريقه السياسي المشبوه يثير الانتباه أن صدام قد فقد الكثير وكان قد تبقى له فقد كان ذلك الدعم قد ساعد على زيادة أحلام العظمة عند صدام أكثر من غيره بين حكام العالم الذين هم من شاكلته (كُلاً أو جزءاً!) إذ كيف كان ينبغي عليه أن يصدق نفسه وهو السرسري الذي أصبح رئيساً لمجتمع راكز في منطلقاته.
أما عن استكمال لعبة صدام وهو في الحكم أو خارجه وعلى اعتباره شخص فاقد للحد الأدنى من القيم فإن مقتل نجليه المجرمان (عدي وقصي) ليسا حدثاً مهماً لأنه من غير المعقول أن يكون من باع ضميره إلى الأجنبي وأصبح ضمن فريق الجاسوسية ضد شعبه كـ(صدام) أن يكون مهتماً بحياة أولاد أو حتى حفظ عرض نساء بيته، فلقد أصبحت زوجتاه وبناته مقيمان خارج العراق وضاعت كل عنترياته وأحلامه الشخصية ووصلت إلى نقطة ذلك الاعتقال المهين الذي سيعقبه إجراء محاكمة (صدام) المؤمل أن تفوق أي وصف فإذا ما تمت تلك المحكمة فسيعبر العراقيون عن فرحتهم الكبرى بعد أن رفض صدام (الموت بشرف) وفضل العيش كأي مخلوق جازف بكل شيء من أجل ضمان تناول طعامه والذهاب إلى المرافق الصحية لأداء واجبه اللاسياسي.
[/align][/grade]))):-[/B]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |