كا ن الرئيس العراقي صدام حسين قبل اعتقاله ينفي بأستمرار العمليات اللا مسؤولة والتي يقوم بها البعض دون تقدير للمصلحة والمفسدة فضلاً عن استهدافها للأبرياء بدعوة مقاومة المحتل ، ويدل ذلك على خبرة الرئيس العراقي في ادارة الازمات والحروب وقيادة الدول فلا غرو في ذلك ، ورغم انه من غير المنصف ان نقارن بين الشخصيتين واعني ( صدام وابن لادن ) الا ان الفقاعة اللا دنية نفخها الغرب اعلامياً بحيث اصبح ابن لادن موازياً لصدام حسين في العقليات الشعبية البسيطة ، ان اسامة بن لادن في شريطه الاخير لم يضف شيئاً فماقاله عن ضعف الزعماء العرب ليس كلاماً جديداً ولايدل على شجاعة زائدة بل ان اي صحفي في العالم العربي يتفوه بما قاله ابن لادن وعندما تحدث عن الحرب والمواجهة بين العالم الغربي والعالم الاسلامي اجتر كل مايعرفه الطلبة في الصفوف الاولية وكان عليه بدلاً من ذلك معرفة واستيعاب مايقوله لكي يحقق بعض الضربات لخصومه على الاقل في الساحة الاعلامية فبعد ان اعتقد الناس ان ابن لادن يحظى بشعبية وهمية بين الناس ، عرف القاصي والداني ان الاعمال التخريبية في الرياض والمغرب وغيرها هي مسؤولية جماعات تعظم ابن لادن وتتلقى الفتوى من كيسه فيما يشرع هذه الاعمال ، كان من الممكن ان يدين ابن لادن تفجيرات المحيا والدار البيضاء ويتهم فيها المخابرات الامريكية (وهي شيء محتمل )ويكون بذلك قد وجه الصفعة لمن يتهمهم بالكفر والخيانة من زعماء وعلماء ومفكرين .
لقد كان ذلك متوقعاً من شخص تتطفل على مجال لايملك الخبرة فيه ، فتاريخ ابن لادن خالي تماماً من اي تجارب سياسية من الممكن ان تصقله وتصنع منه قائداً مدركاً لحقائق السياسة وقادرأ على الولوج في دهاليزها المعقدة ، بعكس غريمه الآخر صدام حسين ذو التاريخ المليء بالتجارب والذي انتهى مؤخراً واصبح في ذمة التاريخ ، فطوالاكثر من خمس وعشرين عاماً كان صدام حسين رئيساً وقائدً لواحدة من اهم الدول في العالم وخلال هذه المدة كان صدام حسين بارزاً وواضحاً في الاوساط الدولية يأمر وينهى ويطاع ويرأس المفاوضات ويدير أمة تعدادها ملايين من البشر ، اما ابن لادن فلم يكن اكثر من رجل ثري بالوراثة فلا قيادة ولاحروب شارك فيها كقائد ولم يكن بارزاً في مجتمعه كعالم او شيخ او قاضي أو وزير أو حتى شيخ قبيلة .
يمكننا ان نقسم ألذين يعرفون امكانات ابن لادن جيدأ الى قسمين :
القسم الاول - هم الغرب وعلى راسه الامريكيين وهم يصنعون من ابن لادن شبحاً من الممكن يدمر الارض ومن عليها !! في حين هم يعلمون ان اكثر مايملكه ابن لادن هو الصوت فحسب بل ان ابن لادن لايستطيع التحدث الا باشرطة تتلقفها المحطات الفضائية صدفة ، في حين يملك المؤيدون الاسلاميون لابن لادن والمقيمون في بلاد الغرب نفسها اكثر مما يملك هو ، ويتضح موقف الغرب في عناوين الاعلام الغربي والتي توحي ان ابن لادن ليس مجرد مطارد في الكهوف بل ويظهر ابن لادن وكانه اصبح دولة !! فمن هذه العناوين ( القبض على سفير ابن لادن قي سوسرا ).... ( مفجري اسطنبول تلقوا الاوامر من ابن لادن ) هذه العناوين يتلقفها الاعلام العربي لتصل القاريء البسيط الذي يعجبه ان يكون عربيأ تحدى الغرب بكل مايملك الاخير من امكانات بغض النظر عن توجهاته وسواء كان هذا العربي هو صدام أو ابن لادن .
القسم الثاني من الذين يعرفون امكانيات ابن لادن - هم الاسلاميين الموجودين في بلاد الغرب تحت مظلة انهم مظطهدين من قبل انظمتهم السياسية ، والتي يراها الغرب بكافة مؤسساسته انهاانظمة متخلفة وارهابية لذلك فهو يستقبل ابنائها الشاردين ويعطيهم مافقدوه من قائمة المحرمات الطويلة في الشرق الاوسط ، وهولاء الاسلاميين يستخدمون ابن لادن مطية للتشفي من قادتهم السابقين وهم يعرفون جيداً امكانيات ابن لادن الضعيفة بيد ان مصلحتهم تكمن في الصورة الخرافية المرسومة في ذهن الناس عن خطر ابن لادن الحقيقي ومايمكن ان يفعله ، وهولاء أكبر المخالفين لمذهب ابن لادن الذي كفر الدول العربية لمجرد علاقات دبلوماسية فرضتها حالة الضعف العامة التي تشهدها الامة الاسلامية فاذا كانو هولاء بنظر ابن لادن كفار ، فكيف يكون موقفه مع اللاجئين الى الكفار الحقيقيين ويطلبوا العون والحماية منهم بل ويقيمون على نفقتهم ؟!!!!
فالصورة باتت واضحة عن شخصية ابن لادن ومدى تأثيرها ، وهي تثبت امكانيات الدول الغربية التي لازالت فوق امكانياتنا بكثير وبالذات المجال الاعلامي والمعلوماتي ، فتأثير ابن لادن على العالم العربي بل والعالم كله هو من صنع الغرب نفسه وليس لابن لادن فيها الا الاسم والصورة .