هذه سلسلة نشرها الأستاذ غالب حسن في حلقات على موقع كتابات. احببت ان انشرها هنا مجموعة تعميما للفائدة.



الإتهامات الجديدة بين ( أتباع ) العلماء الأعلام بقدر ما هي تزكم الأنوف النظيفةو تثير القرف ، تثير أكثر من سؤال ، تُرى لماذا الأن ونحن نعلم ليس هناك مرجعاً كبيراً على سرير الموت ؟ لأننا نعلم إنّ مثل هذه الإتهامات المتبادلة طالما تظهر في مثل هذا الظرف ، أي عندما يدخل مرجع كبير مرحلة الإحتضار ، وحسب علمنا إن الجميع في صحة وخير وعافية ، فما الذي حصل ؟ يبدو، أن المسألة دخلت دوراً جديداً ، لأن هناك حديث عن سقوط الجبروت ، فلا بد من عملية تسقيط مسبّقة
علماؤنا الأعلام نهنئكم على توفّر فرصة جديدة للتسقيط ، والناس الى جهنم وبئس المصير

حملات التسقيط بين العلماء عن طريق أتباعهم ( علم ) ، علم بمعنى الكلمة ، له أصوله وفروعه وتقاليده وآلياته وأهدافه ولغته وأجواؤه ، وهو علم يأتي بعد المران والتدريب ، مُطعّم بالأستدلال والبرهان والوجدان ، يستقي مسيرته من البداية وحتى النهاية من الحذلقات والألتواءات ، يتحول فيها الأسود إلى أبيض والأبيض إلى أسود ، والضحية هو الانسان المسلم الشيعي المسكين .
وهو علم يبدأ على شكل معادلات فكرية على مستوى القمة ثم ينزل على شكل مفاهيم في ساحة الحواشي ، ويجد مصاديقه التطبيقة على يد المُقَلدين المساكين ، وهكذا يتخذ مسيرة معرفية مخدومة .
كنت قد بدأت الحديث عن عملية التسقيط بين العلماء الأعلام على صفحات الانترنت وغيرها تحت عنوان ( ما دلالة كل ذلك ) ولكن بعد أن أمعنت النظر بهذه ا لتسقيطات وتاريخها وأساليبها تيقنت أنها ( علم ) ، ومن هنا قررت أن أستحدث عنوانا جديدا هو ( علم التسقيط ا لحوزوي ) ، نعم ، لأنه منظومة معرفية متكاملة كما قلت ، ولذا سوف نلتقي مع القراء تحت هذا العنوان ، ومن هذه الحلقة سيكون العنوان الأخير هو الساري .
الى متى يارب ييقى الجسم الشيعي ينزف دما ؟
المستقبل مظلم والكبار يتحملون المسؤولية .

أيضاحات
1 : كاتب السطور ليس حزبيا ، كما تصور بعض القراء، بل هو مستقل ويساند كل عمل في سبيل الحق والحقيقة كما يراه بطبيعة الحال .
2 : كاتب هذه السطور لم يتعرض للحوزة العراقية ، بل للحوزة الشيعية في كل مكان ، يعني يقوم بعملية نقد للوضع الشيعي بشكل عام ، وله كراسات ومقالات في ذلك ، وهو لا ينقد مفهوما بل مصاديق .
3 : ننطلق من الواقع بعملية النقد ، من واقع العلاقة بين الشارع الأيراني والعلماء بعد عشرين سنة من الثورة ، من واقع العلاقة بين الشباب العراقي والحوزة ، من واقع العلاقة بين العلماء بالذات .
4: لماذا لا يكون رد على النقاط ا لمثارة ، نعم هناك نصائح وارشادات ، ولكن هذا ليس ردا .
5: كاتب هذه السطور ليس بعيداً عن العلم الحوزوي ، وهو علم رغم ما يُثار حوله من مبالغات وتهاويل لا يعدو كونه علما كباقي العلوم ، بل ابسط واهون ، ولا يحتاج ذكاء خارقا ، أو حظوظ سماوية كما يشيع بعضهم ، ولا هو مدعاة سمو روحي ، بل هناك من هم ذوي أختصاص ثقيل بهذا العلم ولكنهم قاموا بالاهوال ، ودليلي على ذلك ما قاله الشهيد الصدر والامام الخميني .
7 : أنا لا ادري لماذا كل هذا الخوف من النقد ؟
8 : الشيعة في خطر ، الخطر من الداخل ، والعلماء يتحملون المسؤولية الأكبر في ذلك ، هذا واقع مرير ملموس والجدال فيه مكابرة . لسنا غريبين على الوضع ، كلنا يعرف الآخر ، لماذا هذه المغالطة ؟ تعالوا نضع النقاط على الحروف كي ننقذ ما تبقى كما يقول الشهيد الصدر الذي ساهم بعض العلماء في قتله .
9 : أنا لا ادري لماذا كل هذه القدسية للعالم الديني ، القدسية للمؤمن الخير حتى لو كان حمالا ، وليس كل عالم هو من المقدسين ، هذه اللغة بائسة .
10 : إنّ التسقيط بين العلماء من قديم ، ولكن كل فترة يأخذ طابعا معينا ، أنظروا ما كتبه الاستربادي عن العلماء الاخرين ، أنظروا ما كتبه السيد ( ... ) عن قصة كتاب البيان في تفسيرالقران ، أنظروا ... هل تريدون المزيد ... يا ناس تعالوا نضع النقا ط على الحروف والأ النار التي شبت في ايران سوف تشب في العراق .
أحببت ان اضع هذه النقاط كي يعرف بعض الناس لماذا نكت

الشيعة أمانة بيد الحوزة العلمية ، أليس كذلك ؟ هم يقولون ، هم يطرحون أنفسهم ، قادة ، ساسة ، أسوة ، الحوزة تقول ، إذن يجب ان تكون الحوزة قمة في السلوك النقدي ، وينبغي أن تكون آالية وحدة ، وألية تجميع ، وألية تكتيل ، هل تمارس الحوزة هذه المهام ؟ تعالوا نستعرض التاريخ ، قدمت الحوزة السيد شريعتمداري خائنا سياسيا ، وجرجرت به الى التلفزة كسيراً ، منْ الذي وقّع على إعدام أية الله نوري ؟ ومنْ الذي صفق تحت جثته وهي ملعقة ؟ منْ وزّع المنشورات في السيدة زينب وهي تحمل اقذر الاتهامات بحق هذا المرجع وذاك ؟ من الذي ساعد على إعدام محمد باقر الصدر ؟ راجعوا كتاب الشيخ النعماني ! وهل ننسى ما قال بعض العلماء الأعلام بحق محمد الصدر ؟ لماذا نغالط ؟
الحوزة ليست مقدسة ، هذا الكلام هراء ، فيها مقدسون وفيها منْ عمل الاهوال !
الشيعة أمانة بيد الحوزة ، والشيعة في العالم منقسمة مطحونة بسبب العلماء بالدرجة الاولى ، والله يعلم أين ستؤدي خلافاتهم وتسقيطاتهم بشيعة العراق ، الله وحده يعلم .
يجب التعامل مع الحوزة من منطق نقدي وليس من منطق قدسي ، ربما بائع خضرة أقدس من مرجع كبير ، لان القدسية تتبع الخيريّة وليس العلم او اللبس ، تُرى كم قاضي شرع قُدم للمحاكمة في ( قُم ) ، لقد تعب القضاء هناك ، هل تقرأون الأعلام الايراني ؟ مصيبة ، كارثة !
التسقيط الحوزي من أبشع أانواع التسقيط ، وهو يستجلب القتال والفرقة والدمار للأسلام والشيعة والتشيع !
فمعذرة للأخوة الناصحين ، يجب ان نهب جميعا لنقول للحوزة كفى مهاترات وكفي تسقيطات ، كل شيعي غيور يجب أن يحاسب الحوزة ، لان المستقبل لا يبشر بخير، كلمة واحدة من المراجع تدعو الى الوحدة وتندد بالتسيقط سوف تقلب المعادلة رأسا على عقب ، ولكن يبدو بعضهم مرتاح لذلك .
الحوزة ليست مقدسة ... ليست مقدسة ... ليست مقدسة
إقرأوا كتاب المحنة

نريد حوزة مقدّسة كي نرفع رؤوسنا ، كي لا يقتل بعضنا بعضا ، كي لا تتفرق بنا السبل ، هذا ما نريده ، وإذا كان البعض لا يرتاح لهذا النقد البسيط الواضح الجلي ، إذن دعونا نقول ، أيها الحوزيون إلى مزيد من الإحتراب ، إلى مزيد من التسقيط ، إلى مزيد من التشهير، إلى مزيد من التهم المتبادلة !
منْ عزل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في زاوية محشورة ؟
منْ كفّر السيد محسن الأمين ؟
منْ رفع واسقط الشيخ منتظري بلمح البصر ؟
منْ حارب الشيخ محمد رضا المظفر ؟
منْ ... منْ ... منْ ... ؟!
نريد حوزة ترفع الرأس ... حوزة بريئة من فنْ ( فسّقه كي يحل لك إستغابته ) .
أليس كذلك ؟

ملاحظة بسيطة : لم ولن أرد على شتيمة .
أخي الحوزوي ...
كن هادئاً ... أنا أُحبك كثيراً ... أنت جزء من كياني ... وأنا جزء من كيانك ... التشيع لا يجمعنا فحسب ، بل يصهرنا في المسؤولية والمصير والمستقبل ... التشيع ... التشيع ... التشيع !
أخي الحوزوي ...
من حرصنا نقول ونسأل ...
لماذا كانت صلاة الجمعة في طهران مليونية ولكن هي الأن ألفيّة ؟
لماذا كثيرمن المعممين في قم لا يجرأ على النزول إلى طهران بزيّه الديني ؟
لماذا لا يقف سواق التكسي للعالم الديني عندما يؤشر له ؟
لنكن صريحين أخي الحوزوي ، أنت لست صديقاً ، أنت أخ ، أنت في ضميري ، في روحي ، ولمّأ أرى هذه المفارقات أموت في داخلي ، أصرخ ، أخرج من بيتي وأركض مسافات طويلة كي أنفس عن ألمي .
أخي الحوزوي ...
التسقيط في الحوزة أبشع تسقيط في العالم ، ( قم ) مصنع الأشاعات والتسقيطات ، هل تتذكر قول الامام الخميني ( أنا لا ادري انتم على أيْ شيء تتصارعون ) أذهب وأقرأه في خطاباته المشهورة ...
أخي الحوزوي ...
إذا تعرّض لك عدو أمزقه ، أمزقه بقلمي ، بلساني ، بكلماتي ، ولكن عجزنا ، كن على ثقة عجزنا ...
التسقيط الحوزوي فنون ، والشعار المرفوع ( ذلّ من لا سفيه له ) ينطوي على معادلات رهيبة من التسقيط ، فإن هناك علاقة خفية يا اخي بين اللغة والسلطة ، فتش عن مضمون هذا الشعار سوف تجده سمّأً زعافا ، إنه قمة التسقيط ، فتش بين سطوره ، تخطى الظاهر، سوف تجده خزيناً من التسقيط .
أخي الحوزوي ...
رطّب أعصابك وأقرأ معي ... وكان الله معنا ، وكان الله مع التشيع من علم التسقيط الحوزوي .
المخلص

ملاحظة بسيطة :
كاتب هذه السطور كما لا يرد على الشتائم ، لا يرد على ( كاتب ) لا ييجيدُ صنعته التي شغل عمره بها !
لا توجد كاللغة تخفي الرغبة في السلطة ، ولا توجد كاللغة تستر فن التسقيط المستور ، ولا توجد كاللغة تغطي على الرغبة في الإنتقاص من الغير ، وقولهم ( ذلّ منْ لا سفيه له ) منظومة من التسيقطات الخفية ، خاصّة أذا جرى مجرى المثل ، ويتحول إلى آليات تعريف وتشخيص وحجاج !
ذلّ من لا سفيه له ... منظومة آليات خفية موجّهة للآخر ، موجّهة بدقة ، يمارسها اللاشعور المشبّع بالانتقام الأدبي من الآخر ، جزء جوهري من الصراع ، سلاح تسقيطي جاهز .
ذلّ من لا سفيه له ... ليس كلمات معدودة ، بل شتائم مخزونة ، عقليّة مترعة بالترصد ...
علم التسقيط الحوزوي أصول خفية وفروع تحتاج إلى غور في باطن اللغة .

قال الشهيد الصدر رحمه الله تعالى :
( لماذا تعيش الحوزة في هذا البلد مئات السنين ، ثم بعد هذا يظهر إفلاسها في نفس هذا البلد الي تعيش فيه ، في نفس هذا البلد الذي تعيش فيه يظهر إفلاس هذه الحوزة ) .
سؤال إلى بعض أخوتنا الحوزويين ، هل بالأمكان تزويدنا بقواميس التهم ، التي سوف تتبادلونها في العراق بعد التغيير ، وهل هي على غرار التهم المتبادلة في حوزة ( قم ) المقدسة ؟


يقول الشهيد الصدر رحمه الله تعالى والخطاب موجّه للحوزة العلمية :
( ... كُنّا نعيش لمصالحنا ، وكنّا لا نعيش للمصلحة العامّة حينما تتعارض مع مصالحنا الشخصية ) .
أي شيعي ملتزم لا يحب الحوزة ولا يتمنى لها الخير ؟
أي شيعي ملتزم لا يريد للحوزة العز وا لمجد والقوّة ؟
أي شيعي ؟
ليس كاتب هذه السطور وحده يصرخ ، وإنما هناك المئات بل الآلاف يصرخون ، وقد عجزنا ومللنا ، نصرخ وأصحاب السماحة لا يسمعون لنا ، كأننا حيوانات ، كأننا مجموعة من الخراف الضالّة ، أُقسم إنهم لا يسمعون ، أُقسم إنهم لا يطيقون كلامنا ، ثم ما الذي قلناه ؟ هل شتمنا العنب الأسود ؟ قلنا إنّ الصراع الحوزوي ــ الحوزوي مزّق الشيعة ، دمّر الناس ، وإلاّ هل الشارع الأيراني هو ذاته قبل عشرين سنة مع الحوزة ؟ وهل موقف ا لعراقيين من العمامة هو ذاته قبل عشر سنين ؟ وهل رأي البحرنيين في رجل الدين اليوم كما هو قبل ربع قرن ؟ حقائق تعرفونها وتحرفونها ، وهل كل ذلك بسبب الأستعمار وا لصهيونية والحزبيين ؟ ماذا تقول الإحصاءات التي طالما تتحفنا بها الصحافة الإيرانية ، لماذا هذا التستر ؟ لماذا نضع رؤوسنا في الرمال ؟ لنكن صرحاء ، كل ما نقرأه من ردود : الحوزة حفظت الدين !
مقولة مكرورة ممجوجة متعبة ، أي دين تحفظه الحوزة وهذا الصراع الدامي الذي يمزقنا بسبب خلافاتهم وتسقيطاتهم التي نعرف عنها الكثير ، ولم نقل منه إلاّ القليل ؟ أي دين هذا الذي تحفظه الحوزة وإختراقات أبناء المراجع في لندن تزكم الأنوف ؟ أي واحد من أبناء المراجع لا يملك قصرا خيالياً في لندن ، عاصمة الكفر وا لضباب ؟ تعالوا نتحاسب بالمضبوط ونرى ، تعالوا ، إسمعوا لنا نحن الكلاب ، نحن الخراف الضالة ، نحن المثقفين المضبوعين ، نحن المثقفين التائهين ، إسمعوا قليلا ، وإلا ملابسنا إفرنجية ؟ ما الذي قلناه ، مالذي إقترفناه ؟ نقول كيف يتحول المنبر الحسيني إلى تجارة ؟ لماذا هذا التسقيط المتبادل بين الحواشي ؟ منْ الذي إتهم الشيهد الصدر بالالتقاطية ، وهي تهمة تفيد النفاق بالخطاب الأسلامي الأيراني ؟ كيف دُفن شريعتمداري ؟ ما الذي جرى لأية الله رضا الصدر ؟ أين كانت إقامة أية الله روحاني ؟ كم عالم ديني رهن الأقامة الجبرية ؟ وهل ننسى عندما قال إمام جمعة طهران بعد وفاه السيد الخوئي ( هر مرجعية خارج أيران مزدورست ) ، نعم قالها بعظمة لسان ، قالها في خطبة الجمعة التي كانت مليونية واليوم ألفية وغدا ستكون مئوية ! منْ الذي طرد محمد جواد مغنية من االمدرسة الدينية ورمى ملابسه وكتبه في الشارع ؟ أليس هذا صراعاً دنيوياً ؟ إقرأوا كتاب أعيان الشيعة لتطلعوا على المأساة .

بكل صراحة ، صراعكم سوف يمزّق التشيع إربا إربا ، بل هو سكين قاتلة في صميم الشيعة والتشيع .
الله يعلم ما ذا سيحصل بالعراق عندما تبدأ مسيرة الإتهمات ا لمتبادلة بينكم ، سوف تمزقون شيعة العراق كما مُزقت شيعة إيران ...أليس كذلك