أخر الكلام
معركة النجف
صادق الركابي
في اليوم الذي اعلن عن تشكيل الحكومة الانتقالية اعلن عن التوصل الى هدنة لمعركة النجف الدامية، ربما كان التوقيت محض صدفة، ليس الا، وربما يثير توقيت المعركة وتوقيت هدنتها اسئلة سياسية اكثر منها عسكرية، فقتال النجف ابتدأ قبيل مشاورات تشكيل الحكومة الانتقالية، والنتيجة ان النجف ببعدها الرمزي والمعنوي والسياسي تمت مشاغلتها بتلك المواجهات العسكرية بعيداً عن الهم السياسي واثمر ذلك ان النجف بكل تجلياتها السياسية قد همشت تهميشاً واضحاً في التشكيلة الوزارية الجديدة، ولذلك ما ان انتهى القيمون على تشكيلة الحكومة من امرهم حتى وجدوا ان فصلاً من فصول معركة النجف قد حقق اغراضه، ولذلك تم اعلان الهدنة دون كثير شروط ودون الكثير من التفاصيل، وكان يمكن الوصول الى هذه الهدنة منذ الايام الاولى لاندلاع العنف المسلح في النجف وتجنب الاهالي المئات من الشهداء الابرياء، ويجنب اهالي النجف الكثير من الرعب والخوف، وتجنب مدينة النجف الكثير من الخراب الذي تلقت في زمان الديكتاتورية اقساطاً ضخمة منه مما يجعلها في غنى عن تلقي المزيد منه في العهد الجديد!.
ترى لماذا تأخر التوصل الى الهدنة الى هذا الوقت بالذات؟ ثم ان النجف لم تدخل بجميع اطيافها في الاعمال العسكرية فلماذا الغيت في التشكيلة الحكومية، هل ان ذلك مجرد صدفة ايضاً ام انه عقوبة جماعية للنجف؟ كان النظام القمعي يلجأ للعقوبات الجماعية، فيوم تعرض رأسه لمحاولة اغتيال في الدجيل قرر معاقبة اهل الدجيل بالكامل ولم تسلم حتى بساتين الدجيل حيث سوييت بالارض، ويوم انطلقت شرارة انتفاضة شعبان المباركة في احدى اهوار الناصرية عاقب الاهوار كلها فجفف الاهوار وازال اهلها رغم تاريخها الذي يمتد لاربعة آلاف سنة.
ما يثير التساؤل انه لم يتم حتى الآن الى التوصل الى اتفاق نهائي لموضوع القتال في النجف، وانما مجرد هدنة هشة، وبالتالي فان تفجير القتال يمكن ان يتم لاتفه الاسباب، وربما يتم على ايد اطراف اخرى ترى مصلحة لها في مشاغلة النجف او تفجير الاوضاع فيها، وربما يعود القتال فيها لا سمح الله عندما ينضج اي موضوع سياسي في بغداد لتبقى النجف مشغولة عنه بدفن ضحاياها وتضميد جراحها.
ترى هل قرأت النجف الرسالة؟ وماذا بعد القراءة؟ وللحديث صلة.