[align=center]الحكيم [glint]لا مشاكل بين «بدر» و«جيش المهدي» استخدام مصطلح حل الميليشيات خطأ... والأصح دمجها[/glint][/align]



بغداد ـ عصام فاهم: «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» كان احدى القوى الرئيسية المعارضة لنظام صدام حسين، وحاليا هو واحد من ابرز القوى في الساحة السياسية العراقية, شارك زعيمه السيد عبد العزيز الحكيم في عضوية مجلس الحكم الانتقالي المنحل، ومن المقرر ان يشارك في عضوية المجلس الوطني الموقت الذي من المتوقع ان يرى النور في النصف الثاني من يوليو المقبل, كما حصل «المجلس الاعلى» على مقعدين في الوزارة الانتقالية الحالية، هما وزارتا المالية والرياضة والشباب,
الحوار مع رئيس «المجلس الاعلى» له اهميته في هذا التوقيت وبعد صدور قرار مجلس الامن الذي حدد توقيتات العملية السياسية وانتقال السيادة والسلطة بحلول 30 يونيو الجاري، حيث اكد ان «لا مشاكل بين منظمة بدر وجيش المهدي»، وقال ان «المجلس الأعلى لن يتحول الى حزب وسيستمر بعمله», واعلن الحكيم من ناحية ثانية: «كمبدأ لسنا مع وجود قوات أجنبية، لكن القوات الإسلامية والعربية افضل من غيرها».

وفي ما يلي نصه:

كيف تقيمون قرار مجلس الأمن الجديد؟

ـ أحد أهدافنا منذ حصول الاحتلال، هو إرجاع السيادة والاستقلال للعراق، لذا فإن القرار يعتبر خطوة في الطريق لإنهاء الاحتلال, والصيغة التي صدر بها هي افضل من المسودة الأولى والثانية والثالثة لمشروع القرار التي قدمت، وقد طورت هذه المسودات في اتجاه حقوق العراق، وحصل ذلك بعد بذل جهود كثيرة من قبل العراق، كان من نتيجتها إدخال هذه التعديلات, لكن تقييمنا للقرار على هذا النحو، لا يعني عدم وجود ملاحظات لدينا عليه؛ وكان املنا الا تكون صياغة بعض الفقرات بالشكل الذي جاءت فيه، مثل التي تتحدث عن الحالة الأمنية بوجود القوات المتعددة الجنسية، وبمثل هذه الصلاحيات, وكنا نرى ان تكون حركة هذه القوات تابعة لموافقة الحكومة العراقية, ايضا وضع الأموال العراقية تحت الإشراف الدولي, فضلا عن ان الفقرة المتعلقة بالانتخابات غير واضحة ويمكن ان تخضع لتفسيرات عدة.
وكان لدينا تصور حول هذا الموضوع بان ينتخب الشعب مجموعة تكلف كتابة مسودة الدستور ثم يعرض نصه على الشعب لاقراره، والصيغة التي وردت في قرار مجلس الأمن، فيها انتخاب واشارة الى تحمل وضع الدستور لكنه لم يحدد ماهية الآليات التنفيذية، لذلك يتحمل النص اكثر من وجه, هذه ابرز ملاحظاتنا على نص القرار لكن الأهم انه هو خطوة نحو استقلال العراق.

هناك حديث عن مساهمة الدول العربية والإسلامية في القوات المتعددة الجنسية، ما هو تعليقكم؟

ـ إذا كان لا بد من وجود القوات المتعددة الجنسية، فان وجود قوات إسلامية وعربية افضل من وجود قوات أجنبية، لان الدول التي لها مواقف إيجابية من الشعب العراقي يمكن ان تكون لها مساهمة فاعلة في تحقيق الأمن, لكن كمبدأ لسنا مع وجود قوات، وكنا وما زلنا نعتقد بإمكانية الاعتماد على العراقيين في تحمل هذه المسؤولية, وقوات الاحتلال اعتمدت سياسة خاطئة مع هذا الملف، فأوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.

كيف تجدون التركيبة الحالية للحكومة الجديدة؟

ـ ننظر لها بإيجابية على أساس إنها تركيبة عراقية، وهي أول حكومة خارج إدارة الاحتلال، وبالتالي فيها عناصر جيدة من كل مكونات الشعب العراقي, ولدينا في الوقت ذاته بعض التحفظات، في مقدمها تهميش الحالة الإسلامية، لان التيار الإسلامي الذي واجه النظام السابق وقدم التضحيات من اجل إزالة النظام، لم يجر تمثيله في الحكومة على النحو الذي يتناسب مع حجمه الحقيقي.

هل تعتقدون بإمكانية حل المعضلة الأمنية، مع ان هناك الكثير من التوصيفات التي ترى ان «البارومتر» الذي سيتم من خلاله تقييم مدى نجاح او فشل هذه الحكومة، من خلال قدرتها على حل هذا المعضلة، في وقت لا يزال ملفا الفلوجة والسيد مقتدى الصدر، تشوبهما الكثير من عناصر التفجر؟

ـ الحقيقة ان قياس نجاح او فشل هذه الحكومة، في مجموعة من المسائل، إحدى القضايا هي المسألة الأمنية، والاهتمام بقدرات الحكومة في التصدي لهذه المسالة شيء مهم، وستهتم هذه الحكومة بالمسالة الأمنية, أما ان توفق أو لا توفق، فهذا موضوع آخر ولاسيما إن السياسات الخاطئة التي اعتمدتها قوات الاحتلال في الفترة السابقة فاقمت الأوضاع الأمنية وزادت من الصعوبات, الشيء الآخر المهم جدا، مسألة الانتخابات والإعداد لها, وثالثا، اهتمام هذه الحكومة بضحايا النظام السابق وعوائلهم, هذه المسائل نعتبرها أساسية في نظرتنا لتقييم عمل الحكومة وكيفية أدائها,

هناك الكثير من الكلام عن وجود توترات بين «منظمة بدر» و«جيش المهدي»، وهناك تقارير تتحدث عن تعاون بين «فيلق بدر» مع القوات البريطانية في جمع الأسلحة في مدينة البصرة، كيف توصفون هذه الحالة؟

ـ الحالة لا تمثل الا رغبة الأشخاص الذين يروجونها، موقف «بدر» واضح جدا: منذ اليوم الأول لسقوط النظام، لم يعتمد على الكفاح المسلح وغير وجوده إلى منظمة تركت السلاح واعتمدت العمل السياسي والأمني وأسلوب مؤسسات المجتمع المدني في الوقوف إلى جانب الناس، واعطاء الفرصة للجميع, وبالتالي ليست لنا مشكلة مع أحد ولا نريد ان تكون لنا مشكلة مع أي مكون من مكونات الشعب العراقي, أما بالنسبة الى جيش المهدي، فمنذ الساعات الأولى لحدوث المشاكل وحتى اليوم، يتواجد «بدر» ويسعى الى تهدئة الأمور وهو محترم من قبل كل الأوساط ومسؤول عن مراقبة الهدنة وكل ما يجري في النجف، ورئيس المنظمة بنفسه يتواجد مع عدد من الكادر المتقدم، وهم محترمون من قبل الجميع ولا توجد في أهدافه او مساعيه الاصطدام مع أي طرف عراقي.

لكن هناك التباسا في موضوع إدخال «فيلق بدر» في الاتفاق الأخير لحل الميليشيات، أنتم تؤكدون ان «فيلق بدر» لم يعد كيانا عسكريا وقد تحول الى منظمة مجتمع مدني، فلماذا إذن ادرجه في الاتفاق الأخير؟

ـ أولا، استخدام مصطلح حل الميليشيات، خطأ، والاصح دمجها، والقرار لم يتخذ الآن، بل حينما كنا في المعارضة، في مؤتمر لندن, هناك عندما وضعنا التصور عن العراق وموقع الميليشيات والقوات المسلحة التي كانت تعمل ضد النظام، تبنينا فكرة الاستفادة من الخبرات والإمكانات بالرجال والعدة الموجودة لدى هذه الميليشيات واتفقنا على دمجها في المؤسسات العسكرية للبلد، وقلنا ينبغي ان تكون لها مساهمة كبيرة بهذا الخصوص، وكنا ننتظر من البداية ان يعمل بهذا الاتجاه, لكن قوات الاحتلال كان لها رأي أخر خصوصا بعد ما ثبت الاحتلال في قرار لمجلس الأمن وأصبحت السلطة بيده وتعمد عدم اعطاء دور لهذه الميليشيات, وقد سبب ذلك الكثير من الكوارث اللاحقة، في حين كان يمكن لهؤلاء الرجال بخبراتهم ان يقوموا بدور مهم بما يجعل الأمور لا تصل إلى ما وصلت إليه, وعلى اساس هذه الخلفية وبعد انتقال السلطة، يراد تفعيل القرار السابق الذي اتخذته القوى العراقية في دمج الميليشيات والعمل وفق هذا المبدأ والسعي الى الاستفادة من هذه المجاميع والقوى, أما بالنسبة الى «بدر» فهو لم يحل، خرج من كونه فيلقا وتحول الى منظمة ولم يستعمل السلاح وحاول ان يستفيد من الفرصة المتاحة ويعمل على أساسها.ً

هناك معلومات تفيد بان حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي ستعمل على إعادة تشكيل الجيش بمعدل فرقة من كل فيلق سابق، وان أحد عناصر اختيار علاوي هو غلق ملف اجتثاث البعثيين؟

ـ ملف اجتثاث البعثيين جزء من قانون الدولة في المرحلة الانتقالية، والتعدي على هذا القانون إذا أمكن حصوله في هذا الموضوع، يمكن ان يحصل في غيره, اما بالنسبة الى بناء الجيش، فنحن مع بنائه، لكن وفق أسس تختلف تماما عن تلك التي كانت موجودة، حيث كان أداة بيد الديكتاتور المتسلط، وكان يقوم بانقلابات عسكرية واستغل للقيام بحركات من هذا القبيل، إزالة حكام وتنصيب حكام آخرين, نريد ان تكون مهمة الجيش الأساسية، الدفاع عن العراق والعراقيين ولا بد من ان يؤسس على هذه الأسس.
انتم جزء من «البيت الشيعي»، لكن في التشكيلة الأخيرة لـ «البيت السياسي الشيعي» لم تكونوا حاضرين فيها, لماذا؟
ـ هذه التشكيلات، نسمع بها يوميا لاتفاق جماعة، وهذا حق في بلد حر، ويضعون عنوانا لهم يتحركون تحت اطاره، والقضية عادية لا مشكلة فيها ,

كيف تقيمون تجربة مجلس الحكم، وهل فعلا سيتحول «المجلس الأعلى» الى حزب سياسي؟

ـ «المجلس الأعلى» لن يتحول الى حزب وسيستمر بعمله, أما عن تقييم عمل مجلس الحكم الأولى، فأقول إنها تجربة ناجحة جدا خدمت العراقيين وأدت الى تمثيل الصوت العراقي في وجه المحتل، ويقول رأيه كممثل للعراقيين مقابل المحتل، ويمكن ان يخضع إلى دراسة وتقييم موضوعي, ولا ادعي انه من دون أخطاء، فسبحان من لا نقص فيه، لكن التجربة أدت الى تحقيق الكثير من الأهداف الخيرة للعراق.

http://www.alraialaam.com/13-06-2004...ational.htm#03