نحو مؤتمر وطني حقيقي
يجري التخطيط حالياً لمؤتمر وطني موسع، ولعل الخطوة الاولى في نجاح هذا المؤتمر تجنب الغموض الذي احاط بتشكيل الحكومة المؤقتة، والتعاطي بشفافية في بيان الأسس التي تعتمد ابتداءً من تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومن ثم بيان اهداف المؤتمر بشكل واضح ومعلن، ومن بعد ذلك تحديد المواصفات التي يتم على اساسها اختيار المدعووين للمؤتمر، حيث ان الدعوات ينبغي ان لا تكون على اساس كيفي، او على اساس الصفقات والتحالفات السياسية والانتخابية، وانما على اسس موضوعية لا تثير اشكالات على دعوة هذا واستثناء ذاك، ولابد لهذه الاسس ان تأخذ بنظر الاعتبار التاريخ السياسي للمدعو او للجهة التي يمثلها فليس مقبولاً ان يتم تجاهل اصحاب التاريخ المشرق في مواجهة الدكتاتورية الصدامية او يتم التغاضي عمن تلطخت ايديهم بدماء شعبنا في زمن الطاغوت، وكذلك لابد للمدعو ان يكون له وجود اجتماعي وجماهيري حقيقي، ذلك ان المواصفات الفردية لا تكفي للاختيار اذ تضعنا امام عشرات الآلاف من الافراد الذين تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة والتاريخ النظيف، ومن هنا لابد من اضافة الابعاد التمثيلية للمدعويين لاشراك اوسع قطاعات الامة والمجتمع العراقي، ولابد للمؤتمر ان يعكس التمثيل الجغرافي لابناء الشعب العراقي، اذ ثمة محافظات عراقية همشت طوال عقود الديكتاتورية، وللأسف فان هذا التهميش تواصل حتى بعد سقوط الطاغوت، اذ لم تمثل هذه المحافظات في الحكومة الانتقالية، واستمر تهميشها على مستوى الموازنة واعادة الاعمار رغم ما اعلنه مجلس الحكم آنذاك من ضرورة التمييز الايجابي لصالح المناطق التي نالت قسطاً وافراً من الاهمال والتخريب على يد النظام القمعي، ولابد للقيمين على المؤتمر ان يشركوا الشرائح التي قدمت اغلى ما تملك في مواجهة الطاغوت كأسر الشهداء والسجناء السياسيين، كما ان ملايين العراقيين المنفيين والذين يمثلون كفاءات علمية هائلة وذخيرة لاعادة بناء الوطن، اضافة الى تاريخهم النظيف في رفض الطاغوت والدكتاتورية، ان هذه الملايين لابد من اشراكها في جميع الفعاليات السياسية والثقافية والتشكيلات السياسية لاعادة ربطها بشكل وثيق بالوطن وهموم بنائه.
ان الديمقراطية في ابسط صورها هي تمثيل الشعب وقواه السياسية وشرائحه الاجتماعية، ولابد للمؤتمر من مقاربة ذلك ليكون خطوة صحيحة نحو ديمقراطية حقيقية وليست انتقائية اوشكلية فحسب.
البيان
صحيفة ناطقة باسم حزب الدعوة الاسلامية