التفجيرات في العراق : من المستفيد منها
التفجيرات في العراق : من المستفيد منها
كثرت هذه الايام التفجيرات التي ما خطأت ابداً هدفها ، بل اكثر من هذا ان الضحايا اغلبها من الآمنين العراقيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في اللعبة السياسية التي تمارس الان في العراق. ولكوني احد المتابعين وبكثب للاوضاع في العراق وجدت ان الجهات المسؤولة عن الانفجار لا تخرج عما سوف نذكره لاحقاً ، لذا سوف نتناول هذه الجهات بشيء من التفصيل وبمحايدة صادقة لا يشوبها الانحياز لأي طرف. واتمنى من القارئ العزيز ان لا ينحاز لاي جهة تربطه معها مصالح نفعية او لا نفعية اذا ما وجد انها متورطة في هذه العمليات التي هدفها خلخلة الامن والاستقرار في العراق . وكل ما نذكره هو رأي شخصي مبني على استطلاع الواقع الذي يمر به العراق.
والجهات المسؤولة هي كما يلي :
1. المقاومة العراقية بكل اشكالها وأساليبها.
2. تنظيم القاعدة بكل فروعه.
3. ازلام صدام والمتضررين من زواله الحكم السابق وضمنهم المأجورين والمدعومين من بعض افراد عائلة صدام حسين.
4. الامريكان .
5. الاحزاب السياسية التي حرمت من المناصب.
6. الجهات الايرانية .
7. الجهات الكويتية.
8. الجهات الاردنية.
9. دوافع شخصية ومرضية.
وفيما يلي تفصيل ما ذكر اعلاه وحسب التسلسل ....
1. المقاومة العراقية ومنذ اليوم الاول رفضت الاحتلال رفضاً جهوري مستخدمة كل اساليب المقاومة الشرعية المشرفة ، ولم نسمع في يوم من الايام ان هذه المقاومة تعاونت مع المحتل ضد اهل العراق ، ولم نجد انهم استهدفوا اي من الاماكن المدنية الا بنسبة خطأ لا تتعدي 5% من كل العمليات التي نفذت ضد القوات الامريكية والبريطانية والمرابطة معهما. وربما حصل ان اخطأت نيران المقاومة الدوريات المعادية. وبهذا هم يتحملوا هذا الاخطاء ويجب عليهم ان يختاروا الاماكن التي تكثر بها الدوريات وتكون بعيدة عن المدنيين. لانهم اذا لم يفعلوا هذا سوف يصنفون انفسهم تحت تصنيف من يريد الحكم لنفسه ولا يهمه الشعب كما فعلها غيرهم كثير. لذا ، ولكون المقاومة هي مقاومة من الداخل وبأمكانيات بسيطة لا تستطيع تنفيذ مثل هذه العمليات التي تحتاج الى اموال طائلة وخبرات واسعة جدا. لذا فهي مستبعدة من التفجيرات الكبيرة مثل التي حدثت في الايام الاخيرة.
2. تنظيم القاعدة ، وهذا التنظيم وكما يعرف الجميع تقف وراءه منظمات وجهات متمكنة جدا مادياً وعلمياً وعندهم اعضاء دربوا على استخدام المتفجرات والاسلحة الاخرى والتي تؤثر تأثيراً قوياً عند استخدامها. وانا على ثقة تامة ان الولايات المتحدة الامريكية والدول الكبرى تقف مع وتجهز هذا التنظيم. لماذا؟ لكي تستخدمه هذه الدول في شن الهجومات والاعتداءات على الدول الغنية تحت اسم مكافحة الارهاب والمتتبع يعرف ان هذه الدول تدفع بمليارات الدولارات لاجل مكافحة الارهاب التي تقف هي وراءه. لذا فأحتمال تورط تنظيم القاعدة في هذه التفجيرات وارد جدا ، كرد جميل او تنديد او معاقبة للامريكان في العراق وحسب ما مطلوب منه. اي حسب الدعم التي تقدمه الدول المستفيدة. مثلا فرنسا تريد ضرب الامريكان في العراق ، وامريكا تريد ان تدخل الى كل مكان في العالم العربي والاسلامي لتحقيق مصالحها تحت اسم مكافحة الارهاب.وهكذا..
3. ازلام صدام والمتضررين والمأجورين ، بالتأكيد عندما يسحب البساط الحرير من تحت اقدامهم وتقل هيبتهم المزروة ، ماذا يفعلون غير التخريب وزعزعة الامن والاستقرار. فهم لحد الان غير مصدقين انهم ازيحوا من الحكم الذي كانوا يعتبرونه ملكاً صرفاً لهم ولاولادهم من بعدهم. ولكن لو اتينا من جانب اخر لعرفنا ان كل الذي ينفذون العمليات هم من المأجورين لما نعرفه عنهم من انهم ليسوا بالشجاعة من شيء لكونهم سلموا العراق الى المحتل على طبق من ذهب ، اذن لابد للمأجورين من ثمن ، وثمن كبير جدا ، ومن يدفع لهم لابد انه عنده الكثير لتنفيذ مثل هذه العمليات الضخمة ، نعم هم لا يهم الشعب العراقي ولكن في نفس الوقت لا يهمهم العراق طالما عندهم الثمن. بهذا فأنا استبعدهم من هذه التفجيرات الضخمة والتي تحتاج ثمن كبير كما قلنا ، لانهم يحبون متاع الدنيا اكثر من الاخرى ـ والكل يعرف ان المال عندهم هو متاعهم الدنيوي.
4. الامريكان وهم المستفيد الوحيد من كل هذه التفجيرات والتي هدفها زعزعة الامن لكي يقولوا للعالم اجمع لا يمكننا ان نرحل من العراق ونترك الامور بهذا الشكل. لعبة سياسية قذرة الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي. والدليل على هذا الكلام هو المتفجرات التي تكون داخل السيارات المفخخة والتي تفوق امكانيات افراد مهما كان عددهم ، والادهى من كل هذا ان 99% من الضحايا هم من العراقيين. اذن كيف تفسر انهم دائما بعيدين عن هذه الانفجارات التي تشق الارض وتهدم البنايات. والمشكلة هنا ان من يدافع عن الامريكان ينفي هذا الكلام وينعته الى جهات اخرى.
5. الاحزاب السياسية التي حرمت من المناصب في الحكومة الحالية ، وبدون ذكر اسماء ، تريد بهذه الافعال ان تفوت الفرصة امام الحكومة الحالية المؤقتة (اللاشرعية لكونها لم تخرج من رحم الانتخابات) وتثبت هذه الاحزاب للعراقيين وللعالم انهم سوف يكونوا افضل من الحكومة الحالية اذا ما اتيح لها ذلك. وهي لعبة مصالح شخصية لا تمت بصلة للواقع العراق المتدهور. وانا باعتقادي هذه الاحزاب لا تملك هذه الامكانيات لمثل هذه التفجيرات. ربما لها امكانية قتل الاساتذة والاطباء والمسؤولين السابقين لكونه سهل جدا بغياب الامن في العراق الان.
6. الجهات الايرانية : وهي اخطر الجهات على العراق في هذه الفترة ، ولا اعتقد ان احدا لا يعرف ما هي الاطماع الايرانية في العراق سابقا وحاليا وخصوصا العراق الان قد اغرقته ايران باعداد كبيرة من الاستطلاعات الايرانية التي قامت وتقوم بتصفية كبار المسؤولين الذي يتعارضون مع توجهاتها. نهايك عن الاغراض الاقتصادية الاخرى كمتاجرة الحشيشة والترياك والكتب الدينة بالاضافة الى مسألة شط العرب وحقول مجنون النفطية التي راح ضحيتها مئات الاف من شباب العراق في الحرب معهم ، وكذلك مسألة الجزر الثلاث التي تتنازع من اجلها مع الامارات العربية. لذا انا مع الخط الذي يتهم ايران في التخطيط والتنفيذ لمثل هذه الانفجارات. والدليل على هذا التقدم العسكري المخيف على الحدود العراقية في هذه الايام ، هم يريدون الانقضاض على العراق حالما تتوفر الفرصة لهذا.
7. الجهات الكويتية ، وهل هناك شك في هذا. هل ينسون الكويتيون ماذا فعل بهم صدام ، هل ينسون كيف سلبت بيوتهم ، هم الان يريدون ان يعاقبوا صدام بالعراق ، تدمير العراق ارجاعه الى عصور التخلف والحروب الداخلية. هم من قام بحرق كل شيء جميل في العراق وهم الان يعذبون المعتلقين العراقيين وهم من يسرق النفط العراقي وبمصادقة بعض اعضاء الحكومة الحالية والامريكان. هم من يدفع الى المرتزقة بتهريب السلاح والعتاد الى العراق لزيادة انهار الدم بين العراقيين وهم من ارسل الدواء الفاسد والدماء المريضة الى العراق وهم وهم .. لذا انا لا استبعد ابدا اشتراك الكويت في هذه الاعمال القذرة ضد العراق وشعبه.
8. الجهات الاردنية ، لا يخفى على احد العداوة التاريخية بين الهاشمين المتمثلين بملوك الاردن وبين الشعب العراقي وهم لحد الان يعتبرون العراق جزء من مملكة الشريف حسين ، والكل يعرف ان الاردن خسرت الكثير بعد سقوط حكم صدام ، فمن الممكن جدا ان تقوم الحكومة الاردنية بمساندة تنظيم القاعدة او اخرين بارتكاب المجازر ليظل العراق تحت رحمة الاردن لكونه المنفذ الوحيد للعراقيين. والدليل على هذا الكلام الاجراءات الشديدة على الحدود بين العراق والاردن لمن يريد السفر الى الاردن او استخدام الاردن كمعبر. وهناك سبب اخر وهو مساعدة الامريكان على البقاء في العراق لفترة طويلة لكي يكونوا الممول الوحيد لقواتهم داخل العراق. لذا انا مع الذين يقولون ان الاردن مساهمة ناشطة في التفجيرات الاخيرة في العراق.
وبهذا نكون قد كشفنا اهداف هذه الجهات التي لا تريد الا الدمار للعراق ، ولا تريده ان يتعافى بعد المرض العضال الذي صاحبه لعقود من السنين. حسبي الله وهو نعم الوكيل.
د. حسن المغترب
17 حزيران 2004
رد مع اقتباس
