 |
-
الفلسطيني الوحيد الذي وقف مع العراق
لماذا التشكيك المسبق ؟ إنها البداية لسيادة عراقية كاملة
Jun 30, 2004
بقلم: الدكتور أحمد أبو مطر
كاتب و باحث فلسطيني ، أوسلو
وم الثامن و العشرين من يونيو – حزيران لعام 2004 ، سيكون يوما مميزا في تاريخ العراق الجديد ، بعد خلاص الشعب العراقي من الطاغية المجرم صدام حسين ، الذي إرتكب بحق الشعب العراقي من الجرائم و المجازر نادرا ما عرف التاريخ مثلها ، و تعمدت القول ( الشعب العراقي ) و ليس
( شعبه ) ، لأن ذلك الطاغية لو كان يشعر بأدنى إنتماء للشعب العراقي ، لما إرتكب هو و ولديه المجرمين و العديد من أقراد أسرته هذه الجرائم .
و الغريب و المستهجن هو التشكيك المسبق في مسألة نقل السلطة الذي تم في هذا اليوم المميز ....إن من يحب الشعب العراقي و يتمنى له السيادة فعلا ، لا بد أن يرحب بالخطوة التي تمت و التي وعدت
حكومة السيد علاوي أن تكون هذه الخطوة نقطة البداية لعراق آمن مستقل و مستقر ......فلندعم هذه الخطوة و نرحب بها... ثم نرى النتائج و نحكم عليها ، أما هذا التشكيك المسبق ، فهو يذكر بالمثل العربي ( عنزة و لو طارت ) . و من المواقف العربية في العام الماضي الذي أعقب سقوط الطاغية المجرم ، أستطيع التأشير على موقفين :
1. إن بعض الأنظمة العربية و في مقدمتها النظام السوري ، لا ترغب مطلقا قي إستقرار العراق و قيام حالة ديمقراطية ، لأن هذا سيفضح جرائم هذا النظام بحق الشعب السوري ، و هي جرائم لاتخلو من مقابر جماعية شبيهة بمقابر الطاغية صدام . و يكفي أن نذكر أن إعلام هذا النظام أطلق على حادثة المزة إرهابا ، بينما كل ألإرهاب الذي يواجهه الشعب العراقي ، قهو مقاومة..... رغم ثبوت أن حادثة المزة إقتعلها ذلك النظام ، معتقدا أنها ستغطي على دعمه للإرهاب في العراق .
2. إن مواقف بعض الكتاب و الصحفيين و السياسيين و المحامين العرب التي ما زا لت تدعم ذلك المجرم و تنوي الدفاع عنه ، من أخطر المواقف التي تؤشر على إنحطاط الأخلاق و التفكير عند هذه المجموعات العربية التي بسبب الإرتزاق الذي عاشته من و مع ذلك المجرم ، قفزت على كل الثوابت الإخلاقية و المنطقية ، و هم فقط الذين يدعمون الإرهاب الذي قتل من الأبرياء العراقيين آلاف أضعاف ما قتل من قوات التحا لف الدولي الذي أسقط مجرم نعمتهم.
و ضمن نفس السياق لآ بد من الترحيب بموقفين شجاعين :
1. موقف الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، التي رحبت بخطوة نقل السلطة ، و ناشدت حكومة السيد علاوي أن تفعل كل ما تستطيع للتسريع في الوصول إلى السيادة الكاملة و تحقيق الأمن و
الإستقرار للشعب العراقي .
2. موقف حكومة الكويت التي رحبت فورا و صراحة بهذه الخطوة ، معلنة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع العراق الجديد ، متمنية له الحرية و ا لأمن و الإستقرار . و هذا ليس غريبا من حكومة الكويت و شعبها ، فقد عانوا من جرائم ذلك الطاغية و تخريبه .
و بالنسبة لي كفلسطيني عانى من جرائم إسرائيل و إحتلالها ، و تشرد هو و ملايين من شعبه من جرائم هذا الإحتلال ، لا أ ستطيع إخفاء فرحي الشديد بسقوط نظام ذلك المجرم ، خاصة أنني عايشت بنفسي على أرض العراق بعض جرائمه التي كانت لاتختلف عن جرائم إسرائيل بحق شعبي الفلسطيني ، و بعضها كانت أبشع .......و من المنطلق ذاته أرحب بخطوة نقل السلطة للحكومة العراقية .
و أعرب عن سعادتي لتلك الخطوة ، مؤمنا أن هذه الحكومة لديها القدرة و الإمكانية لضرب هذا الإرهاب المجرم ، و صولا لحياة حرة كريمة للشعب العراقي تعوضه بعض ما عاناه طوال 34 عاما من حكم مجرم لا أسف على سقوطه و تقديمه للمحاكمة قريبا.....
إن كل من يريد الخير للشعب العراقي ، لا بد أن يدعم هذه الخطوة و نعطيها الوقت و الفرصة ، ثم نحكم عليها : هل هي سيادة حقيقية أم مجرد غطاء للإحتلال .......أما هذه الأحكام المسبقة ، فهي تنظيرات ينطبق عليها المثل ( عنزة و لو طارت ) ، و الشعب العراقي لا يحتاج لا التنظير و لا العنزة.....إنه يريد السيادة و الحرية و الإستقلال .... فلننتظر لنرى ...فإن لم تكن سيادة حقيقية،
سندعو كلنا لمقاومة الإحتلال ، فالإحتلال مرفوض أيا كان شكله و إسمه و غطاءه ......
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |