بعد أن ألّف ول دورانت، بمساعدة زوجته أريل، موسوعته " تاريخ الحضارة " منذ نشأة التاريخ إلى العصر الحاضر في أحد عشر مجلداً لا يقلّ كل جزء منها عن الألف صفحة، رأى أن يتوّج مجهوده الجبّا...ر بهذا الكتاب الصغير نسبياً، والكبير قيمةً وشمولاً. وقد جعل المؤلف عنوان كتابه " عبر التاريخ " إذ أنّه أورد فيه، في شتّى مراحل التاريخ، أهمّ نواحي الحياة الإنسانية: الأرض، وعلم الأحياء والأعراق، والأخلاق، والأدبيات والديانة، والإقتصاد، والإشتراكية، والحكومة والحرب ... مقرراً مبادئ عامّة ونواميس يُهتدى بها في تحليل الأحداث واستخلاص العِبر. ثمّ تحدّث المؤلف عن العظمة والإنحطاط، مؤكذاً أن التقدم حقيقة ملموسة. وتكلّم هو وزوجته عن وقائع التاريخ بثقة واختبار، بعد رحلات عديدة إلى أهمّ أرجاء العالم القديم لدراسة آثار التاريخ عن كثب في أمكنة وقوع أحداثه المشوّقة.

دار العلم للملايين-1993