عراقيون يشككون في وجود الزرقاوي ويعتبرونه «وهما من صنع المخابرات الأميركية»
بغداد: «الشرق الأوسط»
رغم صدور حكم قضائي غيابي من محكمة أمن الدولة الاردنية يقضي باعدام احمد فضيل الخلايلة المعروف باسم (ابو مصعب الزرقاوي) لضلوعه بقتل الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في أكتوبر (تشرين الاول) من عام 2002، ورغم تبرؤ عشيرة الخلايلة المتفرعة من عشيرة بني حسن الاردنية من ابنها احمد، ورغم تأكيدات كثيرة من مسؤولين اكراد في كردستان العراق بوجود الزرقاوي ضمن قيادة جماعة (انصار الاسلام) الكردية قبل الحرب الاخيرة بصفته مندوبا عن تنظيم «القاعدة» اثناء ما كانت الجماعة تتخذ من الجبال القريبة من مدينة حلبجة الحدودية القريبة من ايران مقرا لقيادتها، ورغم اتهام الزرقاوي بمحاولة اغتيال فاشلة ضد رئيس الحكومة الكردية في السليمانية، لكن كل هذه التأكيدات والتصريحات المحلية والدولية حول وجوده في العراق وقيادته للعمليات الارهابية التي تستهدف العراقيين والأميركيين، لم يشفع ذلك لـ«الشرق الأوسط» لاقناع عدد ممن استطلعت اراءهم حول دور هذه الشخصية في العمليات التي تجري على نطاق واسع في العراق سواء باستهداف العراقيين او قوات الاحتلال.
فالمواطن ثامر (...) يعتبر هذا الاسم غير موجود على الاطلاق، انما هو «وهم» تسوقه اجهزة الاستخبارات الأميركية لالهاء العراقيين بقضية اسمها «الزرقاوي»، والا فكيف لا تستطيع دولة عظمى هي الاولى في العالم تخليص العراق منه وهي التي نجحت في اسقاط اكبر طاغية في هذا العصر. انه موجود حسب زعم الأميركيين في منطقة محددة لا تتجاوز ما يسمونه بـ«المثلث السني»، فلماذا تعجز كل هذه القوات عن اعتقاله، واين شطارة الاستخبارات المركزية العظمى في الكشف عن الارهابيين؟
ويقول كريم (ابو عبد) «اذا كان الزرقاوي موجودا بالفعل فهو يبدو اقوى من كل دول العالم وعلى رأسها أميركا، فكيف لا تستطيع كل هذه الدول اعتقاله وانهاءه وهي التي تدعي انها تريد الأمن والاستقرار للعراق. ولكن ما دامت أميركا عاجزة عن اعتقاله، فلتتفاوض معه اذن حتى تريحنا من شروره كما فعلت مع الاخرين مثله».
ويعتقد ايمن (...) وهو طالب جامعي في كلية التربية من دون ذكر اسم جامعته، ان الأميركيين هم الذين يساعدون الناس في الاعتقاد بعدم وجود هذا الشخص، لانهم بكل بساطة يضعون وزر جميع الجرائم التي تحدث في العراق على عاتقه ويوهمون الناس انهم يريدون تحسين الوضع الأمني في العراق، لكن الزرقاوي لا يدع لهم تحقيق ذلك، وهم لا يفعلون شيئا لايجاده ولو من تحت الارض كما فعلوا مع صدام وهو رئيس دولة ودكتاتور، قد يكونون متعمدين في ذلك حتى يستطيعوا القول ان الوضع الأمني لا يساعد على مغادرة قواتهم، وهكذا نبقى نحن العراقيين بين نارين، نار الاحتلال ونار عمليات الزرقاوي ولكن الى متى؟
وشكك سرمد (...) وهو ايضا طالب جامعي في قدرة الحكومة المؤقتة على حل مشكلة الزرقاوي، «لانها لا تستطيع حماية نفسها فكيف تحمي البلد. واتهم حكومة علاوي بالتستر على الكثير من المعلومات حول موضوع الارهاب الذي يضرب بقدمه في العراق وكأننا اصبحنا كلنا أميركيين حتى يستهدفنا الارهابيون الذين يصفون حساباتهم مع الأميركيين. انهم (يقصد الحكومة العراقية المؤقتة) يتهمون دول الجوار بدعم الزرقاوي والارهابيين الاخرين، فلماذا لا يكشفون اسماء هذه الدول حتى ولو لاحراجهم امام العالم؟ يبدو لي انهم مثل الأميركيين في مصلحتهم الابقاء على هذا الوضع المزري».
يقول الحاج خليل صاحب محل عطارة في الباب الشرقي وسط العاصمة «اذا كان من يسمونه بالزرقاوي يقتل الأميركيين وحدهم فقد نعتبره بطلا، اما انه يقتل العراقيين ايضا فان مسؤولية أميركا ان تحمينا طالما انها قالت في بداية الحرب جئنا لنحميكم من صدام. ويضيف «طلع (بمعنى يبدو) ان الزرقاوي اخطر من صدام ومن اسلحة الدمار فلتخلصنا منه أميركا اذن».
ويشارك حامد محمد رأي بعض الكتاب في التشكيك بكون الزرقاوي يقدم على كل عمل يخدم وجود القوات الأميركية في العراق لاطول فترة ممكنة، ولا يستبعد ان يكون الزرقاوي مجرد لعبة استخبارية أميركية قد تكون أميركا استفادت من تجربة سابقة لنظام البعث عندما الهى الناس بعصابة «ابو طبر» في السبعينات (عصابة اجرامية امتهنت مداهمة البيوت وقتل افرادها ثم ظهر حسب بعض السياسيين والكتاب العراقيون ان افراد هذه العصابة ورئيسها كانوا من الاجهزة الأمنية الحكومية الهدف من نشر انباء جرائمهم هو الهاء الناس وتخويفهم).
عندما واجهنا ابراهيم (ابو شيماء) وهو مدرس متقاعد بحقيقة صدور قرار قضائي من المحكمة الاردنية ضد الزرقاوي وتبرؤ عشيرته منه، قال «قد يكون الزرقاوي موجودا ولكن ما يقوم به فوق طاقة فرد او جماعة، انها يا اخي حرب بين دولة واخرى في العراق، الا ترى كل يوم كم من الضحايا يسقطون، فمن يقف وراءه اذا كان موجودا بالفعل ومن اين تأتيه كل هذه الامكانيات لتقليب الوضع في هذا البلد؟ انا لا اشك ابدا بان الزرقاوي اما يقف وراءه دولة او دول عدة، او انه وهم من صنيعة اقوى اجهزة الاستخبارات في العالم. هل يملك الزرقاوي طاقية الاخفاء ام انه ساحر يطير فوق الطائرات؟ الايام كفيلة بكشف سر هذا اللغز المحير الذي يسمى بالزرقاوي
http://www.asharqalawsat.com/