جماعة سيف الله : هل مع صدام وقومه أم عملة خاصة؟
لنكن واعين من لعبة جماعة سيف الله للجهاد الإسلامي
كتابات - ضياء الشكرجي
من يعرفني ولو من خلال كتاباتي يعرف أني لست من الذين يميلون لتفسير الأشياء طبقا لنظرية المؤامرة، بل يتحسس جدا من المبالغة في تفسير كل شيء على ضوء هذه النظرية. لكن هذا لا يمنع من وجود ثمة مؤامرات، فلا ينبغي رفض الاستغراق المفرط في نظرية المؤامرة أن يؤدي إلى المبالغة من جهة أخرى في نفي المؤامرة كليا. انظروا إخواني إلى قطاع الرؤوس، كانوا حتى الآن من السلفيين الأصوليين والعروبيين والصداميين. وكانوا دائما ينتمون إلى فريق المعادين للشعب العراقي، ولم يعرف منهم عداءهم لصدام. وفجأة تظهر جماعة تحت اسم من هذه الأسماء الدموية التي تحاول إضفاء القدسية إلى دمويتها (سيف الله)، وتظهر بنفس الطريقة التي ظهرت بها فرق الذبح العروبية والسلفية، بأشخاص ملثمين ومدججين بالسلاح، يتلون بيانات الوعيد بالذبح بنفس الطريقة، ولكن هذه المرة وخلافا لما عهدناه تظهر هذه الجماعة عداءها لصدام، واستنكارها لتطوع المحامين (ط ح) للدفاع عنه، وتتوعد بذبحهم. لا أدري ألا يمكن أن يكون هذا من قبيل القول، أيها العالم ليس أعداء الشعب العراقي وحدهم هم الذين يذبحون، بل العراقيون المعادون لصدام يمارسون أيضا طقوس الذبح، ليشوهوا صورة العراقيين، أو يحسّنوا من صورة صدام، بتحسين صورة محبيه المحامين العروبيين المتطوعين لإظهار العداء للشعب العراقي بالاستماتة في الدفاع عن جلاده، من خلال تصويرهم بصورة الضحية المهددة بالذبح، لا لشيء إلا أنهم أرادوا استخدام حقهم في ممارسة مهنتهم في الدفاع عن مجرم كأي مجرم ليس إلا، كل ما في الموضوع أنه فاق بجرائمه جرائم المتقدمين والمتأخرين، وأصبح مدرسة قائمة بذاتها في الإجرام. أما إذا كان هؤلاء حقا من أبناء الشعب العراقي الناقمين على صدام وعلى محبي صدام، وهذا من حقهم، فننصحهم، ألا يتشبهوا في أساليبهم بممارسات أعداء الشعب العراقي من الإرهابيين، كي لا تتشبه الضحية بالجزار، بل لتكن لنا مواقفنا القوية، ولكن قوة الموقف لا ينبغي أن تعني الخروج عن اخلاقياتنا، فالصداميون وكل المعادين للشعب العراقي هم أبطال طقوس الذبح، أما أعداء صدام فينتمون إلى الشعب العراقي الذي لا ينتمي إلى ثقافة الذبح هذه، بل إلى حضارة عريقة ذات قيم أخلاقية حتى في عنف حالات المواجهة رباها عليهم الإسلام السمح، لا إسلام السلطة المتعسف الذي نظـّر وشرّع للعنف والقتل والذبح.
d-alsh@web.de
08/07/2004
لاتحسبنّ رقصي في الهوى طربا فانّ الطير يرقص مذبوحا من الألم