 |
-
سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"
سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"
لندن الحياة 2004/07/14
"أبو مصعب الزرقاوي" العدو الرقم واحد للأميركيين في العراق, ولكثيرين من العراقيين, ما زال لغزاً حتى في رأي أقربائه والذين عايشوه في السجن. من تلميذ مغرم بكرة القدم, بطيء التفكير, إلى مراسل مجلة عايش المجاهدين العرب في أفغانستان بعد وقف القتال, إلى قائد لمقاتلين "يطاردون" الجنود الأجانب في العراق.
... ومن سجين "يحب الأميركيين" لأنهم "مسيحيون مؤمنون", إلى طريد شهيد, ثمن اعتقاله 25 مليون دولار مكافأة من واشنطن.
صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت أمس نبذة عن حياة المتشدد الأردني الزرقاوي الذي تعتبره واشنطن الإرهابي الأخطر في العراق, وتتهمه بالضلوع بكثير من الهجمات والتفجيرات وأعمال الخطف وقطع الرؤوس هناك.
وهناك تضارب في رأي الأميركيين في علاقة الزرقاوي بتنظيم "القاعدة". إذ وصفه وزير الخارجية كولن باول سابقاً بأنه من ناشطي "القاعدة", لكن عسكرياً أميركياً رفيع المستوى أشار إلى أن الزرقاوي "جهادي مستقل" عن التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن خالد أبو دومة الذي اتهم بالتآمر على الدولة وسجن مع الزرقاوي في الأردن في التسعينات, أن الأخير أصبح بسرعة زعيم السجناء في ذلك الجناح. وزاد: "لم تكن لديه أفكار مهمة, لكن الناس كانوا يطيعونه لأنهم يخافونه".
وفي الأردن, قال أصدقاء وزملاء للزرقاوي إنه عاش أولاً حياة صاخبة حافلة بالخمر والشجار, قبل ان ينتقل الى صفوف المتشددين الدينيين. وذكروا ان ذلك لم يحوّله الى مخطط أو زعيم ثوري, بل بقي شخصاً بطيء التفكير وخشن الطباع.
وروى يوسف ربابة الذي كان معه في السجن بالتهمة ذاتها: "عندما كنا نكتب شيئاً سيئاً عنه في مجلة السجن, كان يرد علينا باللكمات. هذا كل ما كان يقدر عليه. لم يمتلك أفكاراً ورؤية مثل أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة".
قبل أربع سنوات ذهب الزرقاوي الى أفغانستان, حيث اختفت آثاره, وقال معارفه في الأردن انه ربما تغير بعد ذلك, ولكن تعذر عليهم تصوره قائداً للتمرد في العراق.
ولد الزرقاوي واسمه أحمد فضيل الخلايلة (يعتقد بأن عمره 37 سنة) لأسرة فقيرة في مدينة الزرقاء الصناعية شمال عمّان, وله سبع شقيقات وشقيقان. واشتغل والده بالطب الشعبي, فيما عانت والدته من اللوكيميا.
ويقول أفراد من أسرته انه كان تلميذاً عادياً مغرماً بكرة القدم, وترك المدرسة في سن الـ17, وبعد ثلاث سنوات من الضياع بدأ بالتطلع الى الجهاد في أفغانستان. وقال قريبه صالح الحامي الذي قاتل هناك ضد الغزو السوفياتي, إن الزرقاوي وصل الى خوست عام 1989, عندما توقف القتال هناك اثر انسحاب السوفيات. أي انه لم يكتسب خبرة عسكرية, بل عمل مراسلاً لمجلة "البنيان المرصوص", حيث قابل كثيرين من المجاهدين العرب فرووا عن المعارك التي خاضوها ضد الغزاة.
عاد الزرقاوي الى الزرقاء عام 1992 حيث انضم الى جماعة "بيعة الإمام" المتشددة, واعتقل عندما اكتشفت قوات الأمن أسلحة وقنابل في مسكنه. وقال محاميه محمد الدويك: "لم يبدُ عليه الذكاء", خصوصاً عندما برر حيازته الأسلحة بأنه "وجدها في الشارع"!
وبعد الحكم عليه أمضى الزرقاوي كثيراً من وقته في السجن في حفظ القرآن وممارسة التمارين الرياضية. وذكر زميله أبو دومة انه في تلك المرحلة "كان يحب الأميركيين, ويصفهم بأنهم مسيحيون مؤمنون".
تزايد تشدده آنذاك, وكان يعنف السجناء. وقال أبو دومة انه تلقى رسالة تحذير منه بعدما رآه يقرأ رواية "الجريمة والعقاب" لدوستوفيسكي, وان لغة الرسالة كانت ركيكة "مثل كتابات الأطفال".
ويروي زملاء الزرقاوي في السجن, أن موقفه من الأميركيين تغيّر عام 1998, وبدأ بالحديث عن "وجوب قتلهم", بعد بروز اسم "القاعدة" واتهام هذا التنظيم بتفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا.
أطلق في آذار (مارس) 1999 ضمن عفو عام عن السجناء السياسيين, وذهب للإقامة في بيشاور في باكستان أوائل عام 2000, مصطحباً والدته. وسافر في السنة ذاتها إلى أفغانستان. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية انه أنشأ معسكراً للتدريب تابعاً لـ"القاعدة" في غرب أفغانستان, وبقي هناك الى أن جرح في غارة صاروخية أميركية, بعد بدء الحرب على "طالبان" و"القاعدة". وأشاروا إلى أنه غادر أفغانستان الى كردستان العراق, حيث عمل مع مجموعة "أنصار الاسلام", وظهر مجدداً في 9 أيلول (سبتمبر) 2002 عندما أكدت الاستخبارات الأردنية انه دخل البلاد آتياً من سورية. وبعد شهر, اغتيل الديبلوماسي الأميركي توماس فولي في عمان, واعتقلت الشرطة الأردنية ثلاثة ذكروا ان الزرقاوي جندهم للمهمة وزودهم سلاحاً ومالاً. وحُكِم بالاعدام غيابياً.
وكانت مصادر أميركية أكدت أن الزرقاوي خضع لعملية في بغداد خلالها بترت ساقه بعد اصابته في أفغانستان, لكنها لا تعتقد بذلك الآن. وقال مسؤول استخباراتي في رسالة الكترونية: "نعتقد بأن الخبر عن بتر ساقه كان بهدف التضليل".
<h1>سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"</h1>
<h4>لندن الحياة 2004/07/14</h4>
<p>
<p>
<table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image">
<tr>
<td><img alt="" src="Abu-Mussab-al-Zarqawi_01.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td>
</tr>
<tr>
<td class="caption"></td>
</tr>
</table>"أبو مصعب الزرقاوي" العدو الرقم واحد للأميركيين في العراق, ولكثيرين من العراقيين, ما زال لغزاً حتى في رأي أقربائه والذين عايشوه في السجن. من تلميذ مغرم بكرة القدم, بطيء التفكير, إلى مراسل مجلة عايش المجاهدين العرب في أفغانستان بعد وقف القتال, إلى قائد لمقاتلين "يطاردون" الجنود الأجانب في العراق.</p>
<p>... ومن سجين "يحب الأميركيين" لأنهم "مسيحيون مؤمنون", إلى طريد شهيد, ثمن اعتقاله 25 مليون دولار مكافأة من واشنطن.</p>
<p>صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت أمس نبذة عن حياة المتشدد الأردني الزرقاوي الذي تعتبره واشنطن الإرهابي الأخطر في العراق, وتتهمه بالضلوع بكثير من الهجمات والتفجيرات وأعمال الخطف وقطع الرؤوس هناك.</p>
<p>وهناك تضارب في رأي الأميركيين في علاقة الزرقاوي بتنظيم "القاعدة". إذ وصفه وزير الخارجية كولن باول سابقاً بأنه من ناشطي "القاعدة", لكن عسكرياً أميركياً رفيع المستوى أشار إلى أن الزرقاوي "جهادي مستقل" عن التنظيم.</p>
<p>ونقلت الصحيفة عن خالد أبو دومة الذي اتهم بالتآمر على الدولة وسجن مع الزرقاوي في الأردن في التسعينات, أن الأخير أصبح بسرعة زعيم السجناء في ذلك الجناح. وزاد: "لم تكن لديه أفكار مهمة, لكن الناس كانوا يطيعونه لأنهم يخافونه".</p>
<p>وفي الأردن, قال أصدقاء وزملاء للزرقاوي إنه عاش أولاً حياة صاخبة حافلة بالخمر والشجار, قبل ان ينتقل الى صفوف المتشددين الدينيين. وذكروا ان ذلك لم يحوّله الى مخطط أو زعيم ثوري, بل بقي شخصاً بطيء التفكير وخشن الطباع.</p>
<p>وروى يوسف ربابة الذي كان معه في السجن بالتهمة ذاتها: "عندما كنا نكتب شيئاً سيئاً عنه في مجلة السجن, كان يرد علينا باللكمات. هذا كل ما كان يقدر عليه. لم يمتلك أفكاراً ورؤية مثل أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة".</p>
<p>قبل أربع سنوات ذهب الزرقاوي الى أفغانستان, حيث اختفت آثاره, وقال معارفه في الأردن انه ربما تغير بعد ذلك, ولكن تعذر عليهم تصوره قائداً للتمرد في العراق.</p>
<p>ولد الزرقاوي واسمه أحمد فضيل الخلايلة (يعتقد بأن عمره 37 سنة) لأسرة فقيرة في مدينة الزرقاء الصناعية شمال عمّان, وله سبع شقيقات وشقيقان. واشتغل والده بالطب الشعبي, فيما عانت والدته من اللوكيميا.</p>
<p>ويقول أفراد من أسرته انه كان تلميذاً عادياً مغرماً بكرة القدم, وترك المدرسة في سن الـ17, وبعد ثلاث سنوات من الضياع بدأ بالتطلع الى الجهاد في أفغانستان. وقال قريبه صالح الحامي الذي قاتل هناك ضد الغزو السوفياتي, إن الزرقاوي وصل الى خوست عام 1989, عندما توقف القتال هناك اثر انسحاب السوفيات. أي انه لم يكتسب خبرة عسكرية, بل عمل مراسلاً لمجلة "البنيان المرصوص", حيث قابل كثيرين من المجاهدين العرب فرووا عن المعارك التي خاضوها ضد الغزاة.</p>
<p>عاد الزرقاوي الى الزرقاء عام 1992 حيث انضم الى جماعة "بيعة الإمام" المتشددة, واعتقل عندما اكتشفت قوات الأمن أسلحة وقنابل في مسكنه. وقال محاميه محمد الدويك: "لم يبدُ عليه الذكاء", خصوصاً عندما برر حيازته الأسلحة بأنه "وجدها في الشارع"!</p>
<p>وبعد الحكم عليه أمضى الزرقاوي كثيراً من وقته في السجن في حفظ القرآن وممارسة التمارين الرياضية. وذكر زميله أبو دومة انه في تلك المرحلة "كان يحب الأميركيين, ويصفهم بأنهم مسيحيون مؤمنون".</p>
<p>تزايد تشدده آنذاك, وكان يعنف السجناء. وقال أبو دومة انه تلقى رسالة تحذير منه بعدما رآه يقرأ رواية "الجريمة والعقاب" لدوستوفيسكي, وان لغة الرسالة كانت ركيكة "مثل كتابات الأطفال".</p>
<p>ويروي زملاء الزرقاوي في السجن, أن موقفه من الأميركيين تغيّر عام 1998, وبدأ بالحديث عن "وجوب قتلهم", بعد بروز اسم "القاعدة" واتهام هذا التنظيم بتفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا.</p>
<p>أطلق في آذار (مارس) 1999 ضمن عفو عام عن السجناء السياسيين, وذهب للإقامة في بيشاور في باكستان أوائل عام 2000, مصطحباً والدته. وسافر في السنة ذاتها إلى أفغانستان. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية انه أنشأ معسكراً للتدريب تابعاً لـ"القاعدة" في غرب أفغانستان, وبقي هناك الى أن جرح في غارة صاروخية أميركية, بعد بدء الحرب على "طالبان" و"القاعدة". وأشاروا إلى أنه غادر أفغانستان الى كردستان العراق, حيث عمل مع مجموعة "أنصار الاسلام", وظهر مجدداً في 9 أيلول (سبتمبر) 2002 عندما أكدت الاستخبارات الأردنية انه دخل البلاد آتياً من سورية. وبعد شهر, اغتيل الديبلوماسي الأميركي توماس فولي في عمان, واعتقلت الشرطة الأردنية ثلاثة ذكروا ان الزرقاوي جندهم للمهمة وزودهم سلاحاً ومالاً. وحُكِم بالاعدام غيابياً.</p>
<p>وكانت مصادر أميركية أكدت أن الزرقاوي خضع لعملية في بغداد خلالها بترت ساقه بعد اصابته في أفغانستان, لكنها لا تعتقد بذلك الآن. وقال مسؤول استخباراتي في رسالة الكترونية: "نعتقد بأن الخبر عن بتر ساقه كان بهدف التضليل".</p>
</p>
-
معارف الزرقاوي يكشفون عن شخصيته: كان شرس الطباع مع زملائه في السجن وهدد أحدهم عندما وجده يقرأ في رواية
في طفولته عرف بحبه للعراك وفي مطلع شبابه ترك الدراسة وأقبل على الخمر وفي الثمانينات اعتقل بتهمة الانتهاك الجنسي
عمان: جيفري غيتلمان *
قبل عشر سنوات برز أبو مصعب الزرقاوي، كما يتذكر أقرانه، قائدا صارما في جناحه في السجن.
ويقول خالد ابو دومة، السجين مع الزرقاوي بتهمة التآمر على الحكومة الأردنية، متذكرا «كان يصدر الأوامر بجلب الطعام وتنظيف الأرضية. لم تكن لديه أفكار هامة. ولكن الناس كانوا يصغون اليه لنهم كانوا يخشونه».
وتتباين وجهات نظر الأميركيين بشأن علاقة الزرقاوي مع تنظيم «القاعدة». فوزير الخارجية كولن باول اعتبره أحد أفراد التنظيم، ولكن مسؤولا عسكريا اميركيا كبيرا قال أخيرا ان مصادر تشير في الوقت الحالي الى ان الزرقاوي «جهادي مستقل».
ويعد الزرقاوي هدفا هاما للقوات الاميركية التي تشن ضربات جوية على أماكن في الفلوجة تعتقد أنها ملاذ آمن له وكانت قد خصصت جائزة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه بقيمة 25 مليون دولار وهو المبلغ ذاته المخصص للقبض على زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن.
ويبقى الزرقاوي شبحا لا يعرف عن أماكن اختفائه أو عملياته الكثير. ويعترف من عرفوه قبل اختفائه مع الارهابيين في افغانستان قبل أربع سنوات انه ربما يكون قد تغير. ولكنهم يقولون انه بينما كان الشخص الذي عرفوه قادرا على ان يتصرف بوحشية بالغة فانهم لا يستطيعون تصور انه يقود تمردا في العراق.
وقال يوسف ربابة السجين السابق معه «عندما كنا نكتب عنه أشياء سيئة في مجلتنا في السجن فانه يهاجمنا ويكيل لنا اللكمات. وذلك هو كل ما كان يمكن له ان يفعله. انه لا يشبه بن لادن اذ ليست لديه أفكار ورؤى».
ويعتقد أن الزرقاوي يبلغ من العمر 37 عاما وقد نشأ في ظروف بائسة في الزرقاء، المدينة الاردنية الصناعية التي تكثر فيها الجرائم والواقعة الى شمال العاصمة عمان. وانحدر من عائلة فقيرة وله سبع شقيقات وشقيقان. كان أبوه يعالج الناس بالطرق التقليدية وكانت أمه مصابة بسرطان الدم. واسمه الحقيقي أحمد فضل الخلايلة.
ويقول أصدقاء طفولته انه كان يشبه الأولاد الآخرين من حيث لعب كرة القدم والمستوى الدراسي العادي وعدم الذهاب كثيرا الى الجامع. ولكنه كان يحب العراك.
وفي سن السابعة عشرة ترك الدراسة. وقال أصدقاؤه انه بدأ يفرط في تناول الكحول وهو أمر يحرمه الاسلام. وتشير تقارير استخباراتية اردنية الى انه اعتقل في الثمانينات لممارسته الانتهاك الجنسي.
وبحلول العشرين بدأ يتغير ويبحث شأن الشباب العرب الآخرين عن قضية، فاتجهت أنظاره الى افغانستان.
وقال صهره صالح الحامي، الملتحي الذي قاتل في افغانستان وفقد ساقه هناك، ان الزرقاوي وصل الى خوست شرق افغانستان في ربيع عام 1989 للالتحاق بحركة الجهاد ضد الروس، ولكنه وصل الى هناك متأخرا بعض الشيء ذلك ان الروس كانوا قد انسحبوا. وبدلا من حمل بندقية التقط الزرقاوي قلما واصبح مخبرا صحافيا لمجلة صغيرة تحمل اسم «البنيان المرصوص»، وكان عندئذ في الثانية والعشرين من عمره، متوسط الحجم وذا عينين سوداوين حادتين، يتنقل في مناطق الريف ليجري مقابلات مع المقاتلين العرب حول المعارك الحامية التي فاته ان يشارك فيها.
وعاد الزرقاوي الى الزرقاء عام 1992 وارتبط مع جماعة اسلامية متطرفة تحمل اسم «بيعة الامام»، واعتقل عام 1993 بعد أن اكتشفت السلطات الأردنية بنادق وقنابل مخبأة في بيته.
وأرسل الزرقاوي الى سجن سواقة الصحراوي ووضع مع سجناء سياسيين آخرين في قاعة كبيرة فيها أسرة حديدية. وقال زملاؤه من النزلاء إن الزرقاوي حول سريره الى كهف مغطيا كل جانب منه بالبطانيات. وكان يقضي ساعات محاولا حفظ آيات القرآن. وكان الروس اعداءه الألداء ولكن هذا يتغير، شأن اعتقادات كثيرة أخرى. خلف القضبان، وفي الجناح الذي كان الزرقاوي يعيش فيه، كان أنصار الايديولوجيات يتجادلون ولكن رفاق سجنه قالوا انه كان يبتعد عن القضايا السياسية. وبدلا من ذلك كان يمارس رياضة رفع الأثقال. وبمرور السنوات قويت عضلاته وكذلك دوره. وقد نظم نوبات التنظيف وجلب الطعام الى الزنازين وزيارة الطبيب. ولم يكن يتحدث كثيرا. وكان الجميع يصفونه بأنه شخص جاد.
وكان يهاجم كل من يقرأ كتابا غير القرآن. وقال ابو دومة ضاحكا انه تلقى تهديدا منه لقراءة رواية (الجريمة والعقاب) لدوستييفسكي الذي كان الزرقاوي لا يعرف لفظ اسمه، كما ان لغته العربية لم تكن سليمة كتابة.
وقال اقرانه انه في حدود ذلك الوقت، أي عام 1998، وحين ظهرت منظمة «القاعدة» كتهديد خطير واتهمت بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في أفريقيا، بدأ الزرقاوي يتحدث عن قتل الأميركيين.
وفي مارس (اذار) 1999 أطلق سراح الزرقاوي في اطار عفو عن السجناء السياسيين. وكان زملاؤه يتوقعون عودته الى السجن ذلك ان الجميع كانوا بالنسبة له اعداء في بلد لا يسمح للمتطرفين بممارسة نشاطاتهم. وقال الحامي ان الزرقاوي كانت لديه آمال بحياة عادية، اذ كان لديه طفلان وكان يفكر بشراء سيارة وفتح محل بقالة. وأضاف «بوسعكم رؤية انه كان مشوش الذهن».
وفي بداية عام 2000 ذهب الزرقاوي الى بيشاور في باكستان الواقعة على الحدود الأفغانية، وكانت مدينة جذابه بالنسبة له من الناحية الدينية وقد أخذ أمه المسنة معه. ولكنه كان مترددا عند عتبة الجهاد، حيث المسلمون يقاتلون المسلمين هذه المرة.
وبينما كان يفكر في اتخاذ قرار بشأن ما يقوم به انتهت مدة تأشيرة دخوله الباكستانية. وفي حدود ذلك الوقت أعلن الأردن ان الزرقاوي مشتبه في مشاركته بالتخطيط لعمل ارهابي ضد أحد المواقع المسيحية. وقال الحامي انه «في تلك الفترة لم يكن أمامه مكان يتوجه اليه».
وفي يونيو (حزيران) من عام 2000 عبر الزرقاوي الحدود الى افغانستان وحيدا. وكانت أمه قد توفيت في فبراير (شباط) من العام ذاته بسبب اللوكيميا وهي في عمر الثانية والستين. وقال الحامي ان أمنيتها كانت ان يقتل ابنها في معركة لا أن يلقى القبض عليه. وقال مسؤولون في الاستخبارات الأميركية ان الزرقاوي اقام معسكر اسلحة مرتبطا بـ«القاعدة» أواخر عام 2000 في غرب افغانستان. وهناك أخذ اسمه ولقبه «أبو مصعب الزرقاوي».
وقال مسؤولون أميركيون انه جرح في ضربة صاروخية بعد الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 حين كانت القوات الأميركية تلاحق طالبان و«القاعدة». ثم غادر أفغانستان حيث تزوج امرأة ثانية واتجه الى زاوية في شمال العراق تسيطر عليها جماعة اسلامية كردية تدعى «أنصار الاسلام».
وقال رجال أمن أردنيون انه شوهد مرة اخرى يوم التاسع من سبتمبر عام 2002 عندما دخل الاردن من سورية بصورة غير شرعية.
وبعد شهر من ذلك قتل الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي خارج بيته في عمان. واعتقل رجال الأمن الأردنيون ثلاثة أشخاص قالوا انهم أخبروهم بان الزرقاوي جندهم وقدم لهم السلاح والمال، وحكم على الزرقاوي بالاعدام غيابيا.
وفي الخامس من فبراير 2003 ادلى كولن باول بتصريحاته غير الدقيقة في الأمم المتحدة حول الزرقاوي الذي شخصه باعتباره فلسطينيا. وكانت هناك معلومات أميركية أخرى غير دقيقة حول الزرقاوي. ففي البداية قيل ان له ساقا مقطوعة، ولكن مسؤولا عسكريا اميركيا كبيرا قال في رسالة الكترونية «نعتقد أن ساقي الزرقاوي كلتاهما سليمتان، والتقارير عن فقدانه احدى ساقيه معلومات غير دقيقة».
وفي بداية الحرب في العراق أخرج الزرقاوي و«أنصار الاسلام» خارج البلاد. وفي اغسطس (اب) من العام الماضي اتهم الزرقاوي بتفجير السفارة الأردنية ببغداد. وفي فبراير الماضي نشر الأميركيون رسالته التي قيل انها موجهة الى زعامة «القاعدة» والتي تضمنت خطته لجر العراق الى حرب أهلية. ولكن اشخاصا يعرفون الزرقاوي شككوا في ان يكون هو من كتب الرسالة. ولكن الأميركيين يقولون انهم عثروا عليها مع رسول يعمل لدى الزرقاوي الذي يسمي جماعته «حركة التوحيد والجهاد».
* خدمة «نيويورك تايمز»
-
أبو مصعب الزرقاوي
تعتبر بعض المصادر أن أبو مصعب الزرقاوي هو الحلقة بين العراق وتنظيم القاعدة، وحسب هذه المصادر فقد تورط الزرقاوي في نشاطات "إرهابية" سنوات كثيرة ويعتقد أنه أحد كبار مؤيدي أسامة بن لادن، وفي ما يلي سرد تاريخي مختصر لحياة أبو مصعب الزرقاوي وأهم المحطات في حياته:
1966: ميلاد الزرقاوي، وهو أردني من أصل فلسطيني.
1990: بداية رحلته إلى أفغانستان.
1991: شارك في القتال ضد الروس في منطقة خوست.
1999: نسب إليه التخطيط لشن هجوم "إرهابي" في احتفال الأردن بالألفية، حيث استهدف الهجوم فندق اديسون ساس في عمان ومواقع أميركية وإسرائيلية ومسيحية أخرى، وأحبطت المحاولة قبل تنفيذها، لكنه هرب قبل القبض عليه.
2000: انتقل الزرقاوي إلى أفغانستان حيث أشرف على معسكر لتدريب مقاتلي القاعدة، كما تخصص في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
2001: حكم عليه غيابيا بخمس عشرة سنة لتورطه في ما سمي "العمليات الإرهابية" في الأردن.
أكتوبر/تشرين الأول 2001: فر الزرقاوي إلى إيران بعد أن فقدت طالبان سيطرتها على أفغانستان، ومن هناك جند فلسطينيين اثنين وأردنيا دخلوا تركيا وكان من المفترض أن يذهبوا إلى إسرائيل للقيام بهجمات بالقنابل هناك.
15 فبراير/شباط 2002: إلقاء القبض على الثلاثة الذين أرسلهم الزرقاوي في تركيا.
مايو/أيار 2002: سافر الزرقاوي إلى العراق حيث فقد إحدى رجليه واستبدلها بأخرى صناعية.
مايو/أيار- يوليو/تموز 2002: تعافي من إصابته في بغداد والتقى ببعض المقاتلين هناك حيث أقام قاعدة عمليات.
نهاية صيف 2002: سافر الزرقاوي إلى لبنان لمقابلة قادة من حزب الله ومجموعة مسلحة أخرى.
أكتوبر/تشرين الأول 2002: اغتيال لورانس فولي المسؤول الأميركي في وكالة التنمية الدولية، وبعد بعض الاعتقالات التي تمت لمنفذي الاغتيال في ديسمبر/كانون الأول 2002 ربط الزرقاوي بالتخطيط للاغتيال بتوفيره الأسلحة اللازمة.
بداية 2003: عاد الزرقاوي إلى معسكر أنصار الإسلام في شمالي العراق، وقام شخص آخر تدرب في هذا المعسكر بالتخطيط لهجمات كيميائية باستخدام سموم مختلفة في بريطانيا وفرنسا وجورجيا والشيشان.
يناير/كانون الثاني 2003: القبض على بعض "الإرهابيين" في بريطانيا بتهمة التخطيط لوضع الريسين السام في أغذية الجيش، ومرة أخرى يربط بين "الإرهابيين" والزرقاوي.
5 فبراير/شباط 2003: وزير الخارجية الأميركي كولن باول تحدث أمام مجلس الأمن مشيرا إلى معلومات لديه عن علاقات الزرقاوي بتنظيم القاعدة في العراق.
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2004/6/6-28-17.htm
[line]
يبدو أن علاقة الزرقاوي بالعراق مصدرها الأول أمريكا و لهذا السبب ربما يكون شخصية خيالية أو موجودة فعلاً و لكن ربما هناك من يستخدم أسمه في الكثير العمليات التي حدثت في العراق.
و الله أعلم و لكن الأيام سوف تكشف المستور
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |