--------------------------------------------------------------------------------


موقفنا

ليس صدام وحده

الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق الشعب العراقي في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينات والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من خيرة ابناء الشعب العراقي من امثال الشيخ عبدالصاحب الدخيل والشيخ عارف البصري وصحبه الابرار والشيخ حسين معن والسادة ال المبرقع والسادة ال الحكيم وغيرهم الكثير الكثير الذين يقف في طليعتهم المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر واخته الشهيدة بنت الهدى.. هؤلاء جميعا قضوا بصمت ووراء قضبان الزنزانات المظلمة وفي الامن العامة والشعبة الخامسة وغيرها من اقبية الرعب والموت وانتهاك الاعراض ونزع الجلود.

والجرائم هذه ومااعقبها من جرائم الانتفاضة الشعبانية والانفال وتجفيف الاهوار لم ينفذها صدام وحده وانما كان هناك جيش من القتلة والجلادين يمارسون التعذيب طوال الليل وينفذون احكام الاعدام الظالمة بدم بارد.

والشعب العراقي الذي رآى في وقوف صدام وعدد قليل من اركان نظامه امام العدالة فرصته التاريخية لاحقاق حقوقه فانه ينتظر ان يقف امام منصة العدالة ايضا جميع الذين اشتركوا في سفك دماء ابنائه وانتهكوا اعراض نسائه فالعراقيون يريدون من هذه المحكمة ان تكون درسا في العدالة التي لاتخطئ مجرما من المجرمين ولايمكن ان تختصر بمجموعة صغيرة من اصحاب القرار فيما يترك المنفذون دون عقاب فالعدالة يجب ان لاتخطئ مجرما ولابد ان تكشف للعالم كله معاناة الشعب العراقي ومالاقاه في اقبية السجون من فضائع كما ان انزال القصاص بهؤلاء لانقاذ المجتمع من شرورهم ولكي لايعودوا من جديد لممارسة ماادمنوا عليه من ثقافة القمع والمطاردة وكتم انفاس الاحرار، وفوق ذلك كله لتحقيق هدف انساني نبيل وهو طمأنة الملايين من عوائل الشهداء ان حقوقهم لن تضيع وان القتلة الذين روعوهم طوال سنوات المحنة لم يتركوا طلقاء فضلا عن ان يعودوا الى واجهة الحياة السياسية والاجتماعية.

ان الشعب العراقي ينتظر محكمة تاريخية لا لصدام وحده وانما لجميع الذين شاركوا في مأساة العراق والعراقيين ولتكون درسا لكل من تسول له نفسه تكرار هذه المأساة وهو مافعلته شعوب اخرى مع النازيين والفاشيين ولقد نجحوا في تجنيب اوربا والعالم من عودتهم الى مسرح الحياة السياسية والاجتماعية وبالتالي وقاية اوربا والعالم من حروب جديدة ومحارق غاز اخرى.



البيان