حزب الدعوة و معضلة السلطة
تعليق على حزب الدعوة ومعضلة السلطة
كتب الأخ عبد الزهرة الركابي في - القبس : : 2004-07-25 ونشر في موقع (العراق للجميع) مقالاً تعرض فيه الى حزب الدعوة الأسلامية ومعضلته في السلطة جاء فيه: ((تعرض حزب الدعوة الإسلامية في العراق الى أكثر من انشقاق عبر تأريخه، ومن الطبيعي ان مثل هذه الانشقاقات قد أثرت في قوة الحزب في الوسط السياسي العراقي عندما كان ضمن المعارضة العراقية السابقة)) ولا أدري كيف عرف الأخ عبد الزهرة كل ذلك. فهو لايذكر لنا المصدر لأخباره هذه، ولن يعرّف نفسه، قربه وبعده عن الحزب وأعني هل هو صديق، أو منتمي سابق، أو عامل ناشط ولايزال بين صفوفه. فمعلوماته تنم عن معرفة قريبة جداً، أو أحد منتميه القدامى إن لم يكن قيادي. لذلك لايمكن اعتماد ما طرحه الأخ، يؤكد حقيقة الأمر.
فمن معرفتي بهذا الحزب العريق ومنذ عام 1969 حتى 1989 كمنتمي بين صفوفه، ومن ثم كصديق مقرب للكثير من أعضائه وقيادييه، ورغم تحفظاتي على كثير من مواقفه، التي هي لاتتعدى أكثر من الرأي، وقد أكون خاطئاً في بعضها. لم اسمع أن حصل انشقاق بين صوفوفه أدى الى ظهور تنظيمات معروفة. إلا مجموعة صغيرة بقيادة المرحوم عز الدين سليم عام 1982 ، وهذا الجناح كان يمثل جزءً من تنظيم البصرة، وليس كل خط البصرة، سمي وقتها ولاتزال ( الدعوة الأسلامية) . إلا أنه بقي على علاقات جيدة مع الحزب، ولم يبدل في نهجه ومعتقداته، إلا في بعض ستراتيجيات العمل الحركي، ولاتزال. فهو ليس انشقاقاً فكرياً أو عقائدياً. أما غيرها فهي لاتمثل إلا شخصيات، اختلفت مع قياداتها وحاولت تشكيل أجنحة لها منشقة، تنافس الأصل بالعمل، إلا أنها فشلت وبقيت تعمل على هامش السياسة الأسلامية للأسف . وهذه لاتمسى انشقاقات بالمعنى الكامل للكلمة، ولم تؤثر على الشكل العام للحزب ، ولم تكن جزء من القيادة أو المكتب السياسي، حتى الدعوة الأسلامية بقيادة المرحوم الحاج الشهيد عز الدين سليم.
وقد يسمع المراقب اليوم وبعد سقوط النظام أو قبله بأشهر، ظهور أسم جديد على الساحة العراقية هو حزب الدعوة الأسلامية (تنظيم العراق)، وهذا التنظيم أيضاً لم يحسم أمره بعد. وهو خلاف تنظيمي ومشاكل شخصية قد تحل، ولم تكن من داخل القيادة. بل هي ضغوط خارجية تدخل ضمن الواقع العام للعراق ووضعه الأقليمي. وحسب علمي أن تفاهمات جارية لحل الأشكال. أما الحزب، كحزب بقيادته العليا ومكتبه السياسي، لم يتصدع ولم يحدث له أن انشق، ولم تؤثر على حركته ضمن المعارضة العراقية سابقاً، أو ضمن التشكيل الجديد للحكومة.
وما يذكره المقال من ((وقد نشطت أخيراً مجموعة من الكوادر في الحزب تطلق على نفسها «مجموعة العمل الدعوي» في إبرازها الى السطح ، الخلاف الدائر بين الناطق الرسمي للحزب وتلك المجموعة التي اتهمت الجعفري بمجموعة من الإتهامات التي فحواها تصرف الجعفري بعيداً عن مشاورة وموافقة كوادر وأعضاء الحزب في اتخاذ بعض القرارات التي تقول المجموعة المذكورة بصددها: هل تم تعيين فريق عمل الدكتور الجعفري من قبل قيادة الحزب أم عينهم الدكتور الجعفري؟. ))
وهذا غير صحيح ، حيث أن النظام الداخلي للحزب وآليات التعاطي مع القرار، لايخضع لشخص بعينه، وإنما كل القرارت تتخذ بالشورى ، أي الأنتخاب الذي تعوّد عليه الحزب، والناطقية لاتمتلك صلاحية اتخاذ القرار. وشاهدنا هذا عند زيارة الوفد الأمريكي للجعفري في لندن رفض إعطائهم قرار باللقاء، ما لم يتصل بالقيادة لاتخاذ مثل هذا القرار.
أما ما تطرق له باقي المقال فهي لاتعدو من اشاعات ولا يمكن لشخصية مثل شخصية الجعفري، أن تتمرد على قيادتها بمثل ما عرضه المقال . وقد زرت أكثر من شخصية قيادية في الحزب، أثناء زيارتي لبغداد، وأكثر من مكتب في المحافظات. فلم أسمع عما ذكره المقال، مع احترامي لصاحبه.
هذا إذا أمنّا، أن أفراد حزب الدعوة ليسوا ملائكة معصومين، ولكن يمكن لنا القول، أنهم أكثر الأحزاب انضباطاً، واحتراما لقرارات قيادتهم. ولذلك، إنه رغم الهجمات الشرسة التي تعرض لها الحزب، لم يفقد اصالته وحيويته في العمل . كما لايخلو حزب أو حركة من هفوات أو أخطاء. أو وجود نفوس تضعف، أحياناً أمام المناصب حتى أثناء العمل السري. وقد عشنا هذا ورأينا، كيف أن من تقدم الصفوف من بعض المجاهدين لمواجهة النظام في ذروة سطوته وقوته، تقدم عليهم الصف في المسؤولية في الخارج، بعض من الذين تأخروا عنه في الداخل،عندما هاجر الحزب، وأغلب قيادته خارج القطر. وحتىهذه الحالة، تقتصر على ممارسات ضيقة جداً، فرضتها صعوبة العمل خارج العراق. وخاصة في ايران والتدخلات التي رفضت أحياناً من بعض مراكز القوة في الحكومة الأيراينية، ولا سيما منها الأطلاعات.
لذلك أعتقد أن الموضوع مبالغ فيه جداً . ففي الوقت الذي لم يتجاوز المتهم في الموضوع وهو ( الدكتور الجعفري) على طول مسيرة عمله من مثل هذه التجاوزات أثناء العمل السري في العراق، أو بعد الهجرة خارجه وهو الذي كان حلالاً للمشاكل ، كيف نراه الآن وقد دخل الحزب ساحة العمل العلني ، وفي ظل ظرف صعب ومعقد، لابد فيه أن يستغل الحزب، حسن إدارة الأزمة في العراق، ضمن صفوف القوى الوطنية. لنقل خططه التي وضعها عبر مؤتمراته، الى حيز التنفيذ في الواقع العراقي الجديد.
زهير الزبيدي
27 / 07 2004
فـــــؤاد
********
"القدس...
اولى القبلتين...
و ثالث الحرمين...
تستصرخ المسلمين..."