 |
-
لماذا تنجح الدول الغير نفطية اكثر من الدول النفطية؟
لماذا تنجح الدول الغير نفطية اكثر من الدول النفطية...
قصص النجاح الكبيرة في الربع الاخير من القرن العشرين لا تشمل اي دولة نفطية.. دول مثل تايوان وهونج كونج والفلبين، وحتى الهند والصين، يجمع بينها النجاح الاقتصادي، وكلها دول غير نفطية..
اما الدول النفطية، فحالها يرثى له بعد ربع قرن قدم النفط فيه ثروة كان يمكن ان تدفع بالبلاد الى التفوق والرخاء. دولة مثل فنزويلا لا تزال تواجه مشاكل سياسية، ونسبة فقر عالية. دولة مثل الجزائر لا احد يعرف اين ذهبت اموال صادراتها النفطية خلال الربع قرن الماضي. السعودية كذلك انفقت من المال بقدر ما انفق العراق على التسلح، ولكن عام 1991، اتضح انها غير قادرة على الدفاع عن نفسهاـ فاضطرت لجلب الولايات المتحدة، ولا يزال اقتصادها يعاني من تكاليف تلك الحرب.. قالوا ان المبلغ الضائع من السعودية لا يقل عن 30 مليار دولار، وهي لا تزال في عداد الدول النامية او النائمة.. اما العراق، فالديون التي لابد له من تسديدها معروفة..
اعتقد ان هناك اكثر من سبب لفشل الدول النفطية في الاستفادة من عائدات النفط للتنمية.. فأولاً، النفط يوفر دخلاً مضموناً، بدون بذل جهد في صناعة البيئة العلمية والبنية الاساسية ، وحتىالعقل البشري الذي يمكن ان ينتج المال. بل ان الكثير من الصناعات التي امتلكتها الدول النفطية قبل ظهور النفط ضعفت بسببه.. فلماذا يبذل الفرد جهداً في الزراعة مثلاً، ما دام النفط سيقدم المال بدون بذل الجهد؟ النفط حول الاقتصاد الى مجرى واحد، وهو الانبوب النفطي، ونتج عن ذلك انهيار الصناعات التي كانت قائمة في هذه الدول وتحولها الى مجتمعات استهلاكية..
وهنا يصير من الضروري ملاحظة النفسية التي يصنعها النفط: فالشخصية ستتعود على الوصول للمال بدون بذل الجهد. وستشعر في اعماقها بانها غير قادرة على الانتاج الحقيقي.. ثم يؤدي القلق والتوتر النفسي الى اشعال نار الحروب في سبيل الوصول للمزيد من النفط، الذي يقدم الرخاء بلا عناء.
ومن الممكن ملاحظة ان النفط كذلك سلعة يتم تداولها بين الاطراف: فهناك المستورد، اي الذي يشتري ويدفع المال.. وهو حين يدفع سيقدر كذلك على التدخل في شئون البلاد التي تقدم له النفط.. وهذا التدخل سيكون احياناً لتأمين وصول البضاعة.. واحيان اخرى، محاولة لخفض السعر عن طريق الضغط وغيرها.. ومن الواضح ان دخول الولايات المتحدة الى العراق كان من اسبابه النفط.. وللسبب ذاته – مع اسباب اخرى – دخل العراق الكويت.. وفي هذه الاحوال، تحدث حروب بسبب النفط تكون تكاليفها اكثر بكثير من ارباح النفط ذاته..
ولذلك اتمنى ان تستثمر الحكومة العراقية الجديدة في المجالات الغير نفطية. فمثلاً، العراق معروف بتصدير التمور، ومع ان ربح التمر اقل بكثير من الارباح النفطية، فهذه زراعة يجدر بالدولة الاعتناء بها..لانها تخلق بيئة تنموية، وتشعر الشعب بالامان على انه سيقدر على الحياة لو لم يكن هناك نفط .. كان هناك سابقاً في بلادنا الكثير من الصناعات الفخارية، واتمنى ان تعود مع تغير النظام الصدامي. ولكن اهم ما امتلك العراق دائماً كان العقول الخصبة لابنائه.. وهذه هي الثروة التي اتمنى ان نستثمرها.. الاستثمار في التعليم وفي الانسان يجلب دائماً الربح والخير للبلاد.
وعموماً، يمكن القول ان النفط لم يكن نعمة على العراق خلال الخمس والعشرين عاماً الماضية، بل كان نقمة.. ضاعت ثروات البلاد في جلب الاسلحة واجهزة التعذيب.. جلب ريع النفط للعراق الكثير من الحروب والدمار والخراب.. واتمنى ان يتم استغلاله بشكل افضل في القرن الواحد والعشرين..
ودمتم.
المحجوب
.
-
بأختصار جداً
أولاً قيادات الدول النفطية تعتمد على النفط في حين الدول الأخرى تعتمد على العقل.
(الحديث عن الدول العربية ماعداً الكويت لأنها لم تعتمد على النفط فقط)
ثانياً الدول النفطية هناك من يحوك لها المشاكل للسيطرة على ثرواتها من قبل الدول الأقوى في حين أن الدول غير النفطية ليس لأحد مطمع بها.
تحياتي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |