 |
-
الحرب في المقابر.. ليست نزهة..
حروب المقابر.. ليست نزهة..
تقفز بومة ناعبة من المقبرة، فيفزع الجنود ويستعدون لاطلاق النار.. ثم تخرج من سراديب الاضرحة اشباح رجال سمر شاحبي الوجوه في ثياب رثة يطلقون الصواريخ على الجنود، ويختفون وكأن الارض ابتلعتهم. يسير الجندي، مدركاً انه قد يواجه الموت وراء كل ضريح ..وانه قد لا يكون، في خلال دقيقة، احسن حالاً ممن يرقدون تحت التراب..
تبدو علامات الحزن واضحة على وجوه الشباب الامريكي المدجج بالسلاح.. فها هم يحاربون بين القبور.. مدركين ان كل قذيفة يطلقونها ستدمر قبراً يرقد فيه جثمان انسان.. على بوابة كل ضريح توجد صور لمن توفوا حديثا، يشاهدها الجنود تحترق حين يطلقون النار على البوابة للدخول ومواجهة قوات المهدي في الداخل.. يقول ثوماس جنتري: وهو جنرال في ال 29 من العمر: "يحزنني ان ندمر، وحتى ان نتعدى على حرمات القبور.. أشعر بفظاعة هذا الفعل احياناً.."
يقولون ان الهدف هو تدمير جيش المهدي.. الذي يزعج الامريكان منذ اكتوبر الماضي، حين نجح بعض افراده في نصب كمين لعربة امريكية في مدينة الصدر.. اما انتفاضة ابريل ومايو، فقد اربكت تماماً محاولات الامريكان لفرض نظام امني في الجنوب. بدأت المواجهة هذه المرة بكمين صباح الخميس، وقرر الامريكان حسم الموضوع .
اما السيد الصدر، فلا يزال مقفلاً للباب تماماً على التفاوض مع ما يعتبرها قوات احتلال. وما يزال مصمماً على الحرب، حتى آخر قطرة دم.. كما يقول.
للمراقب الواعي، كان سفر السيد السيستاني بداية المعركة. وقال البعض ان سفره، وهو الذي لم يغادر منزله منذ 6 سنوات.. دلالة على انه معادي ضمنياً لتيار السيد الصدر. العذر الرسمي للسفر، العلاج من ازمة قلبية، يدفع قائد كتبية المارينز الحادية عشر، ديفد هولهان، للابتسام: "سفره يسمح لنا بفعل ما نريد... وهو كذلك ما تريده غالبية الناس هنا. هذه منطقة سياحية.. سكانها يريدون توفر الأمن."
وهكذا تحولت المقبرة الى ساحة حرب دموية، تحلق فوقها الطائرات.. لمواجهة جيش المهدي، الذي يحارب بمجموعات صغيرة، لا يتجاوز عدد اي منها الاربعة افراد.. تطلق الصواريخ وتختفي.. وتراوغ بشكل جيد، لتهرب من نيران الطائرات التي تلاحقها بين القبور والاضرحة. يقول جندي: "اشعر وكأنني احارب في الاحراش، ولكن لا توجد أحراش."
اعترف قائد المارينز رولاند كريبر: "هم متدربون جيداً . وسلاحهم لا بأس به." ثم استطرد: "ولكننا سنبيدهم عن بكرة ابيهم في نهاية المطاف."
المصدر: مقالة السيد كارل فيك، في مجلة واشنطن بوست..
تعليق:
ترى، لو كان الرئيس بوش يعرف ان قواته بعد اكثر من عام على الاحتلال ستحارب في مقبرة النجف، ترى هل كان سيدخل هذه الحرب؟
الورطة الامريكية تزداد سوءاً، وهم اليوم يحاربون في المقابر.. والانتخابات قادمة..
الحرب في واحدة من اقدم واضخم مقابر الدنيا ليست نزهة.. الانسان يشعر بالحزن لمجرد زيارة الموقع الذي يرقد فيه ما لا يقل عن 2 مليون جثمان..
صاح هذه قبورنا تملأ الأرض فاين القبور من عهد عاد
خفف الوطء، ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا ، وإن قدم العهد، هوانُ الآباء والأجداد...
هاهم البشر يتحاربون على الدنيا الفانية في قلب المقبرة.. ويستهينون بحرمة جثث الأجداد...في سبيل شيء من النفط.. والمال.
ربما اذا جاء لامريكا رئيس جديد يعرف صعوبة – وبشاعة - الحرب في مقبرة، سيحاول بشكل جدى انهاء هذه المأساة..
وعسى ان يحفظ الله قبور اسرنا في بلادنا الحبيبة، ولا تشتعل فيها نيران الحروب. عسانا بعد معاناة حروب الحياة، نرقد في قبورنا بسلام..
ودمتم..
المحجوب.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |