اكد خبير الماني انه لابد من توافر جهد منسق ‏بين الدماغ والعينين كي يتمكن الطفل من تعلم القراءة والكتابة "وهو ما لا يتحقق ‏لدى بعض الاطفال على الرغم من سلامة تكوينهم".‏

‏ وقال الخبير في طب العيون البروفيسور توماس شبيتسناز الذي يعمل في جامعة مدينة ‏بون الطبية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الكثيرين من هؤلاء الاطفال يلجاون ‏الى اخفاء نقطة ضعفهم هذه مما يتطلب منهم ذلك جهدا بالغا الامر الذي يتسبب في خلل ‏واضرابات سلوكية . ‏

‏ واظهر شبيتسناز انه من المهم بمكان اكتشاف مثل هذا الضعف في مرحلة مبكرة "كما ‏يتعين على الاطباء انفسهم ان يكونون متعمقين في فهم كل ما يتعلق بالقراءة " . ‏

‏ واوضح ان المرء ينطلق عادة من قدرة ابن السابعة او الثامنة على القراءة ‏والكتابة "لكن نحو خمسة ملايين شخص في المانيا يعانون فعلا من ضعف في القراءة ‏والكتابة وبدلا من تكوين كلمات يكتب هؤلاء احرفا منفردة على الورق" منبها في ‏الوقت نفسه الى انه قد يكون لذلك مسببات مختلفة . ‏

‏ وقال ان العلماء والبحاثة قد توصلوا الى انه يمكن ان يقود خلل في توجيه ‏وتحريك العينين الى ضعف في القراءة بالرغم من سلامة العينين . ‏

‏ واضاف ان خبير طب العيون يتاكد عادة من طبيعة العينين وطبيعة نظراتهما عبر ‏فحصهما بمختبرات خاصة مشيرا الى ان الخبير ينطلق في غالبية الحالات من ان قدرة ‏وطبيعة النظر للعينين اللتين تخضعان للفحص هي طبيعة سلبية " لكن هذا غير صحيح . ‏

‏ واوضح ان "الدماغ يعالج الصورة من جهة بحيث لا نرى ما يسقط على الشبكية وانما ‏نتيجة معالجة الدماغ لتلك الصورة ومن جهة اخرى تعتبر حركة العينين جزءا هاما من ‏عملية الابصار والرؤية حيث اننا لا نرى الاطراف جيدا ولا يمكن للعينين التحقق الا ‏ما هو موجود في المركز الامر الذي يتطلب تحريك العينين الى الاطراف‏ وقال شبيتسناز ان ما يبصره المرء ليس الا توفيق بين مجموعة من الصور ‏اللحظية منبها الى ان العينين تتبع مؤثرات كالحركة او الالوان " ويجري كل ذلك ‏لا شعوريا والدماغ مسؤول عن تجميع تلك الصور اللحظية في توليفة و توفيقة مفهومة ‏اي تكوبن صورة جديدة . ‏

‏ واضاف انه لدى القراءة يحرك الدماغ العينين من كلمة الى التي تليها ويتعين ‏تجاهل كل المؤثرات الاخرى اللاشعورية "فالقراءة هي عملية معقدة جدا بالنسبة الى ‏دماغنا ولم تشمل عملية تطور الدماغ في ملايين السنين مهمة القراءة ولم تصبح ‏القراءة متاحة للجميع الا قبل مئتي سنة لذلك لا نجد مركزا للقراءة في الدماغ " . ‏

‏ واوضح انه يتم تنشيط مواقع مختلفة من تلافيف الدماغ للمساعدة على القراءة او ‏الكتابة وعند القراءة تامر التلافيف الاماية العين بالقفز من كلمة الى التي ‏تليها "واذا كان هناك خلل ما في ذلك يعجز الدماغ عن تبيين الكلمة مما يؤدي الى ‏ضعف الكتابة".‏

‏ وردا على سؤال قال شبيتسناز ان من الوظائف الرئيسية للعينين هي متابعة النقاط ‏المتحركة وعادة ما يتابع الانسان كل ما يتحرك وتكمن الوظيفة الثانية في عدم النظر ‏الى نقطة ما وانما الى الاتجاه المعاكس مبينا في الوقت نفسه الى ان ردود الفعل ‏اللاشعورية تدفع المرء الى النظر الى الجهة اللاخرى مما يؤدي الى صراع في ‏الدماغ . ‏

‏ واضاف ان من الاساليب التي تساعد على ضبط الحركة للعينين والتنسيق بين العينين ‏والدماغ هو التدريب على التحكم بحركة العينين مما يعني تحسين القدرات على القراءة ‏والكتابة " وهذا و بعينه التدريب على مقاومة ردة الفعل اللاشعورية وهذا تدريب ‏صعب ولكنه لا يخلو من الفائدة اذ ان النتائج الايجابية للتدريب تاتي بثمارها بعد ‏ايام معدودة " . ‏

‏ واوضح ايضا ان للضعف في القراءة والكتابة مسببات مختلفة ولذلك لا يوجد علاج ‏واحد ناجح لكل الحالات واذا كان الخلل في توجيه حركة العينين هو السبب يمكن عندها ‏عبر معالجته تحسين القدرة على القراءة والكتابة.


http://www.annabaa.org/nbanews/38/024.htm