شركة نفط سورية تريد الانضمام الى الروس لتطوير حقول العراق

شركة البيان السورية، والتي تعمل بالفعل في العراق، تريد اقامة شراكة مع أي مؤسسة روسية لتنفيذ عقد القرنة الغربي.

ميدل ايست اونلاين
بغداد - من كريم صاحب

اعلنت شركة نفط سورية استعدادها للانضمام الى شركات روسية لاستئناف تطوير حقول النفط العراقية في القرنة بعد سحب هذا العقد من شركة "لوك اويل" الروسية العملاقة.

وصرح محمد محمد سعد المدير العام لشركة البيان ان مجموعته الناشطة في العراق "مستعدة لاقامة شراكة مع اي مؤسسة رسمية روسية" لتنفيذ عقد القرنة الغربي.

وقد سحبت بغداد هذا العقد البالغة قيمته مليارات الدولارات من شركة "لوك اويل" لأنها لم تف بالتزاماتها، واقترحت في 22 كانون الاول/ديسمبر على موسكو ان تختار بديلا من هذه الشركة بصورة رسمية.

وتعاملت موسكو بارتياب مع الطلب العراقي.

وقال مصدر حكومي روسي طلب عدم الكشف عن هويته "ليس لدينا اي ضمانة بأن العراق لن يفعل الشيء نفسه مع شركة نفط اخرى. وطلب العراق ليس سوى محاولة لخداعنا".

وقال سعد ان شركته التي تستفيد على ما يبدو من دعم عراقي كبير، تنفذ عقدا قيمته 300 مليون يورو لحفر ابار نفط في انحاء العراق.

واضاف سعد ان العمل الذي بدأ مطلع العام 2002 على ان يستمر 24 شهرا، سيتيح زيادة الانتاج النفطي للعراق الخاضع منذ 1990 لحظر دولي متعدد الجوانب لكنه يستطيع بيع كميات من نفطه تحت اشراف الامم المتحدة.

واوضح سعد ان شركة البيان تقوم في الوقت الرهن بتشغيل اربعة ابراج حفر في حقول الرميلة وخباز وقرطبة ونزارداغه التي بدأت الانتاج، في جنوب العراق، مشيرا الى ان خمسة ابراج اخرى ستوضع في الخدمة في الايام المقبلة وان عددها سيبلغ 24 خلال الشهرين المقبلين.

وبالاجمال، تستخدم الشركة في ورشها العراقية 150 مهندسا من روسيا ورومانيا وطاجيكستان وبيلاروسيا. وسيبلغ عددهم 1200 في اذار/مارس المقبل.

ويتم تحضير عدد مماثل من المهندسين العراقيين لدعم فرق هذه الشركة التي تفخر باقامة علاقات مع 25 شركة نفطية في العالم وتنوع انشطتها بالتوجه الى بناء المصافي.

وخلال زيارة الى موقع الحفر في خباز الذي يبعد 60 كلم شمال مدينة كركوك النفطية، شاهد المراسلون خبراء من دول الكتلة السوفييتية السابقة على برج يبلغ ارتفاعه 25 مترا وقادر على الحفر حتى عمق 4800 متر.

وقال الخبير الروسي نيرزيف سعيد "قررت المجيء والعمل في العراق على رغم التهديدات الاميركية. وكانت لدي فكرة بأن الناس هنا خائفون لكني فوجئت برؤيتهم يعيشون حياة طبيعية".

وذكر الخبير الروسي الاخر مهداد محمدوف في الموقع نفسه "انوي البقاء في العراق على رغم نصائح السلطات الروسية وحتى لو اندلعت الحرب آمل في ان اتمكن من متابعة عملي هنا".

ويؤكد مدير الشركة السورية انه يتفاوض للفوز بعقود اخرى في العراق ويقول ان الارباح ليست العامل الوحيد الذي يدفعه للعمل في العراق، انما الرغبة "في المساهمة في كسر الحصار".

ومع التقارب بين العراق وسوريا اللذين يحكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث واللذين باعد بينهما طويلا الخلاف العقائدي، شهدت المبادلات الثنائية تطورا سريعا.

فقد وقعت بغداد ودمشق اتفاقا نفطيا العام الماضي ونفت العاصمة السورية معلومات عن تصدير نفط عراقي الى سوريا من دون موافقة الامم المتحدة عبر خط انابيب يربط بينهما مؤكدة ان البلدين لم يقوما سوى باختبار خط الانابيب هذا.
--------------------------------------------------------------------------------
http://www.middle-east-online.com/?id=11371