[align=center]تحليل إخباري....الزيارات العراقية لإيران.. والود المفقود [/align]

طهران ستار ناصر:


زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الى ايران هي الثانية لمسؤول عراقي كبير الى طهران بعد نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري، وغير هاتين الزيارتين فإن الفترة التي اعقبت سقوط النظام العراقي السابق شهدت وفودا متعددة من العراق تزور طهران وغالبية تلك الوفود كانت تبحث مع المسؤولين الايرانيين سبل النهوض بالشأن الاقتصادي العراقي في فترة ما بعد صدام.

وكانت طهران قد حمّلت حقائب تلك الوفود بالآمال العريضة، خصوصا أن مدير البنك العراقي الدكتور الشيبي أعرب عن سعادته لأن الايرانيين لم يثيروا قضية ديونهم المستحقة على العراقيين من جراء حرب الثماني سنوات، لكن يبدو ان ربيع تلك العلاقات قد رحل اثر التصريحات النارية بين المسؤولين بين البلدين في الفترة التي سبقت ازمة النجف بأيام، وكادت تلك التصريحات تطيح بمنظومة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لولا الزيارة المفاجئة التي قام بها العضو السابق في مجلس الحكم عبدالعزيز الحكيم، وقد التقى في زيارته مع اقطاب المؤسسة الايرانية الحاكمة وعلى رأسهم المرشد الاعلى السيد علي خامنئي.

وتحدث الحكيم للصحافيين عن اسرار زيارته حيث قال: “إن الحكومة العراقية تتطلع الى علاقات طيبة مع ايران، وإن التصريحات المضادة من قبل بعض الوزراء العراقيين لإيران لا تخدم العراقيين في هذه المرحلة وهي لا تمثل وجهة نظر الحكومة”. في مقابل ذلك فإن تلك “التطمينات” لم تعمل على ازالة الهواجس الايرانية ازاء ما يحدث في العراق، خصوصا ان وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان لم يعد وحده في موقع الهجوم على ايران بعدما انضم اليه وزراء آخرون. وفسر المتابعون صمت رئيس الوزراء بأنه نوع من الخضوع لتصريحات وزير الدفاع وكذلك وزير الداخلية فلاح النقيب ومحافظ النجف عدنان الذرفي وهم فريق “الصقور” في حكومة علاوي، كما اصطلح عليه الاعلاميون.

ورغم ان المسؤولين الكبار في طهران التزموا جانب الصمت، إلا ان بعض المسؤولين قد فسروا ذلك بأن هناك فريقا من المسؤولين العراقيين في وزارة علاوي لازالوا يحملون في قلوبهم عداوة لطهران، ويمكن القول: ان خطف الدبلوماسي الايراني واعتقال الصحافيين وضعا العلاقات بين البلدين على كف عفريت، وقد اتهم المسؤولون الايرانيون الشرطة العراقية بتدبير ذلك العمل “الارهابي” على حد تعبيرها. وطهران التي كانت تكر الايام بسبحتها لعل علاوي يطل عليها ذات يوم، وهو ما لم يحصل رغم الدعوة الرسمية التي سلمها سفير طهران في بغداد حسين قمي للسلطات العراقية، وقد اعتبرت طهران ذلك بمثابة “الجفاء”.

وإزاء هذه التطورات الدراماتيكية التي بدأت تهيمن على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين جاءت زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الى طهران لكي تضع النقاط على الحروف، وفتح الملفات الساخنة، خصوصا ان الوفد يحمل معه بعض الوثائق التي تؤكد أن لطهران دوراً في الاعمال التخريبية التي طالت العراق ومؤسساته المدنية، وربما جاء توقيت الزيارة بعد انهاء ازمة النجف وهو توقيت مناسب لاسيما وان الصقور في القيادة الايرانية لازالوا متمسكين بدعمهم لمقتدى الصدر فقد شبه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني تلك المقاومة بأنها تشبه مقاومة ستاليننجراد امام النازيين، كما ان جنتي وهو عضو بارز في مجلس فقهاء القيادة، قال “ان ايران تدعم اية حركة مستضعفة”، كما ان وسائل الاعلام الايرانية قد جندت كل امكاناتها للمقاومة العراقية في النجف.

والحقيقة ان الايرانيين لا يريدون للعراقيين ان تقام تجربتهم الجديدة في ظل تواجد القوات الامريكية، ورغم التطمينات العراقية لايران بأنهم لن يسمحوا للمحتلين في المستقبل بأن يستخدموا ارضهم كمنصات لاطلاق الصواريخ او الدعوات التغييرية للأنظمة الا ان تلك الدعوات لم تجد آذاناً صاغية، وهكذا فإن العلاقات الايرانية العراقية ورغم الزيارات المتبادلة بين المسؤولين ستبقى تعيش “الارهاصات المختلفة” لأن العوامل المقلقة لم ترتفع بعد وهو شرط طهران لاستمرارية العلاقات، والأنكى من ذلك فإن الاستحقاق الرئاسي المقبل في ايران سيصعد من ذلك الموقف بين البلدين، خاصة ان المحافظين لهم حظوظ عالية في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبعد فهل ستضع زيارات الوفود بين ايران وطهران حدا لتلك التجاوزات؟ وهل سيرضى الطرفان بالاستحقاقات التي افرزتها ازمة النجف؟

http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=103366