 |
-
تعود الحياة للنجف، ولكن الموتى ينتظرون.. الفرج..
بينما يعود الاحياء الى النجف، يضطر الموتى للانتظار...
فمقبرة وادي السلام تحوي الغام وقنابل لم تتفجر ومخابئ اسلحة تجعل عملية الدفن خطرة على الاحياء..
وهذه المقبرة التي تحوي حوالي 2 مليون جثمان ، بطرقها الوعرة، ودروبها التي يؤدي كل منها الى آخر في دوامات يتوه فيها المرء، كانت ساحة معركة شرسة، دارت رحاها بين القوات المهدي ، والجيش الامريكي..
وقد بدأت محاولات تطهير المدينة وخصوصاً الشوارع المؤدية لضريح الامام، كرم الله وجهه.. بجوار الضريح، يتجمع عدد كبير من سكان المدينة – البالغ عددهم حوالي 600 الف نسمة - ممن دُمرت منازلهم يتجمعون حول عربات الصليب الاحمر التي قدمت وجبات طعام للناس..
محاولات الوصول للجثث ودفنها تستمر كذلك.. يتم استخراج جثث شباب جيش المهدي ، رحمهم الله، التي دفنت بسرعة اثناء القتال، في مقابر قريبة من سطح الارض، وتوضع كل جثة في كيس اسود، وتنقل للدفن في الاطراف البعيدة للمقبرة.. ولكن من يريد الدفن في منطقة قريبة من الضريح يواجه مصاعب الافخاخ والقنابل.. ومحاولة التعامل معها لم تبدأ بعد..
يشتكي حفار القبور من صعوبة وخطورة السير في بعض مناطق المقبرة.. غالبيتهم يرفضون المغامرة بالدخول للمناطق التي دار فيها القتال.. ومن يخاطر يطلب تقليل عدد من يحضرون مراسم الدفن..
ممثل لجيش المهدي اكد ان القنابل التي لم تتفجر القاها الامريكان.. ونفى تماماً ان تكون قوات السيد مقتدى قد لغمت المقبرة.. ولكن بعض الشباب الذين اشتركوا في القتال يقدمون صورة مغايرة.. هم يؤكدون ان 200 – 300 مجاهد احبطوا محاولات الاف الامريكان للاحاطة بالضريح من كل جانب.. ولذلك كان لابد من التفخيخ، ولابد من استخدام قاذفات الصواريخ التي تركت قنابل لم تتفجر..
مدير شرطة النجف عبر عن حزنه العميق لان بعض القبور تم تفخيخها..
وليس لقوات الشرطة القدرة على تطهير المقبرة .. ولابد من طلب مساعدة المختصين بتفكيك الالغام من بغداد، وجميع ارجاء البلاد.. الميت يستطيع الانتظار.. فالهم الاكبر اليوم هو تطهير المدينة بحيث يقدر الاحياء على التجول فيها..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |