السبت 11/9/2004 بغداد- توحدتا بالاسم الأول وبروحهما الإنسانية.. انهما سيمونا تورييتا وسيمونا باري.. ايطاليتان من روما العاصمة ومن بولونيا في الشمال، جاءتا الى بغداد وعينا كل منهما تبحثان عن وجه طفل عراقي يصارع الألم ولا يجد دواء او رعاية تنقذه من الموت او من الخوف من الوقوف على مشارفه. ضمن منظمة «جسر الى بغداد» الإنسانية عملت تورييتا وباري. احداهما كانت تحمل الهوية الصحافية والأخرى أدارت بعض أعمال المنظمة منذ عام 1991 . عدنان البياتي المراسل العراقي لاحدى الوكالات الأجنبية الذي عرفهما عن قرب يروي لـ «الشرق الأوسط» بعض ما يعرفه عنهما، ويقول «انهما شخصيتان تحملان البساطة والانسانية وهمهما مساعدة الأطفال وعوائلهم.. لقد قدمتا الكثير من المساعدات التي حملتاها عبر القارات والبحار وقد وأقامتا في العراق في أصعب فترات حياته، فترة الحصار، وكانتا من المناهضين له وللحرب الأخيرة وقد شهد فندق الفنار نشاطهما في هذا الامر».
سيمونا تورييتا قدمت الى العراق منذ تسع سنوات، اما سيمونا باري فهي متبرعة للعمل من اجل اطفال العراق. «لا ادري ان كان احد الخاطفين قد لمس فرحتي وانا اتطلع الى وجه سيمونا وهي تبلغني بوجود دواء جديد في ميلانو لولدي».. هكذا بدأت ايمان عزيز حديثها عن سيمونا تورستي وهي تجهش بالبكاء بضياع آخر أمل لها بعد اختطاف تورييتا وباري من قبل لناس لا يفهمون ماذا فعلت هاتان المرأتان من اجل أطفال العراق. وقالت «لقد أبلغتني تورستي قبل اختطافها بأيام ان هناك فرصة حقيقية لعلاج ابني البالغ من العمر 14 عاما في ميلانو عن طريق الليزر، فقد كانت فرحتنا كبيرة لكن سرعان ما ماتت الفرحة مع نبأ اختطافهما الذي أبكانا جميعا.. اعتقد ان الخبر أبكى كل طفل يعاني من الأمراض المستعصية العلاج هنا في العراق». اما الطفل سفيان محمد محمود البالغ من العمر 12 عاما والذي يعاني من احد الأمراض المستعصية، وكان قد التقى سيمونا تورييتا وسيمونا باري، فهو يبكيهما الان ويتساءل عمن سيعطيه الدواء بعد الان ومن سيمنحه الحب الذي لمسه على أيديهما وهما تعدانه بحياة جديدة على الرغم من الألم الذي يعانيه، وقال «أطالب عبر كل القنوات بان يطلق الخاطفون سراح باري وتورستي لانهما املنا الأخير». لم يقتصر عمل السيموناتان في مجال توفير الأدوية والرعاية الصحية بل تعداه الى التعليم.. فقد قامتا بزيارات كثيرة لمدارس ابتدائية داخل العراق وعلى وجه الخصوص في مدينة الصدر وقدمتا المساعدات الممكنة في إعادة إعمار مدرستين، وهذا ما اكده لنا طلاب ومعلمو المدارس في هذه المدينة. رئيسة جمعية امل العراقية الإنسانية هناء ادور عرفت باري وتورييتا عن كثب من خلال تعامل الجمعية مع منظمة «جسر الى بغداد».. تقول ادور لـ«الشرق الأوسط» ان منظمة جسر الى بغداد «منظمة انسانية همها كما هو هم جمعية امل رعاية الاطفال الذين يعانون من الامراض المستعصية مثل السكري والصرع والسرطانات والغدد. وقد عملت هذه المنظمة من خلال بعض العوائل الايطالية على مساعدة العوائل العراقية وأطفالهم الذين يعانون هذه الأمراض. وقد كانت سيمونا تورييتا وسيمونا باري ومنذ بدء الحصار على العراق من المعاديات لهذا المبدأ وجاءتا الى العراق من اجل انقاذ حياة العراقيين والدعوة لرفع المستوى الصحي فيه». وتضيف رئيسة الجمعية قائلة «هاتان الشخصيتان المخطوفتان الان تحملان من الشفافية والود للعراقيين ما جعلهما ترفضان مغادرته في احلك الظروف وكانتا تقولان دائما «ان العراقيين ودودون تجاهنا وسنبقى متضامنين معهم الى النهاية»، فهل من المعقول ان يقابل اي انسان هذا الفعل بفعل يسيء الى مفهوم الانسانية بهذا الشكل، واطلب السعي لاطلاق سراحهما من الخاطفين وان ينظر هؤلاء الخاطفون في ما اذا كان احد اطفالهم مريضا ولا تتوفر لديه الوسيلة لعلاجه الا على يد هذه المنظمة فهل سيجعل امله يذهب في مهب الريح ؟!». وتمنت ادور ان يستمر عمل المنظمة في العراق الذي، كما كانت باري و تورييتا تقولان، سيبقى وطنهما الثاني الذي احبتاه دائما وتأملان بالدفاع عن اطفاله المظلومين. وقبل ان نغادر في رحلتنا عبر انسانية هاتين الشخصيتين اللتين لم تتجاوزا الثلاثين من العمر، توقفنا في منطقة زيونة ببغداد لندخل بيت دخله الامل ساعة دخول سيمونا اليه من فتاة قد تغادرها الحياة ان لم تسمع بعودتهما اليها. مريم كاظم تعاني منذ سنوات من مرض الليثسيميا (فقر دم البحر الأبيض المتوسط) التقت بـ«سيمونتي»، كما يحلو لها تسميتها، حوالي اربع مرات وفي كل مرة كانت تزرع في قلب مريم املا في الشفاء. تقول مريم التي تدرس في الصف السادس الاعدادي وهي تشير ببطء نتيجة المرض الذي اصابها «التقيت بسيمونا تورييتا وكنت اسميها (سمونتي) في مستشفى (ابن البلدي) ببغداد وكانت تسأل عن حالتي وعمري والمرض الذي اعانيه واعراضه، وفي كل زيارة كانت تأتي لنا بالدواء والاجهزة الغالية الثمن التي لا تتوفر هنا في العراق.. وكنت على موعد معها للعلاج خارج العراق لعدم توفره هنا في بغداد، وكانت دائما تبتسم لي وتشجعني على الاستمرار في الدراسة لان الأمل دائما موجود.. وقالت لي ان طلب العلاج سيرسل الى ايطاليا لاجراء الفحوصات اللازمة والبدء برحلة العلاج، ولكن الخاطفين كانوا اسرع من احلام وامال (سيمونتي) التي فقدنا الامل بفقدانها واختطافها.. ان الذين قاموا بخطفها مع زميلتها انما خطفوا من قلبي اخر الامال في ان اعيش حياتي سليمة واحصل على الدواء الذي لم اتمكن من الحصول عليه لو لا (سيمونتي).. اتمنى لها السلامة وان تعود لنا فنحن بأمس الحاجة اليها. الان اتمنى من الخاطفين ان يسمعوا اصواتنا نحن الذين شاركنا في مظاهرة في ساحة الفردوس لكي نطالب بالإفراج عن المخطوفتين ونقول بأعلى اصواتنا: لا للإرهاب ولا للعنف.. دعوا أطفال العراق يعيشون بسلام». وتمنت مريم أن ترى «سيمونتها» قريبا لأنها في اشد الشوق إليها. هدى جاسم "الشرق الأوسط"
http://www.iraqoftomorrow.org/viewar...g=index&art=mp
==========================
اريد اعرف شنو الفائدة المجنية من خطف من يساعد العراق ؟؟؟؟؟؟
عقول مالت زمن الجاهلية ؟؟؟؟؟