 |
-
انشاء اسرائيل ثانية في الشمال العراقي ... هارون محمد
محاولات لانشاء اسرائيل ثانية في الشمال العراقي /هارون محمد
شتمتنا صحيفة جلال طالباني الاتحاد التي تصدر في بغداد بثلاث مقالات يومية متعاقبة، ولم تسلم القدس العربي الني نكتب فيها من شظايا هجوم الصحيفة الانفصالية، التي يعمل فيها أصحاب ألسنة عوجاء وأقلام بلهاء يرتجفون هلعاً من مفردات العروبة والقومية العربية وعرب العراق، ولا يستطيعون لفظها لذلك يلجأون الي مصطلحات هجينة ومفتعلة، وتكرارها باسفاف، ولحقت بالصحيفة الطالبانية جريدة اسبوعية(*) اخري تمولها جهات امريكية علنا، مقرها في اربيل، وصاحبها معروف بتقلباته وقفزاته لمن يدفع أكثر، وسبق له ان انتقل من مقاطعة الجلاليين في السليمانية التي كان وزيراً في حكومتها، الي مشيخة البارزانيين في اربيل، وحكايته معروفة في الاوساط الكردية، ومن المحزن انه سطا علي اسم صحيفة عراقية مناضلة وعريقة كان الزعيم السياسي الراحل كامل الجادرجي قد أصدرها علي امتداد اكثر من ثلاثين سنة.
ولا نريد الرد علي هكذا تعليقات تفتقر الي الموضوعية والعلمية، وتعتمد علي كراهية عرب العراق والحقد علي امتهم المجيدة، وسنظل نكشف مؤامراتهم بالوقائع والاحداث والتواريخ، ونفضح الاعيبهم، فهذه مرحلة حاسمة يمر بها العراق وهو يواجه هجمات علي اكثر من صعيد ومن شتي الجهات، ولم يعد سراً ما يخطط له من قبل بنتاغون واشنطن والليكوديين وموسادهم وعملائهم، الذين قضوا صيفاً ممتعاً يتنقلون في مناطق سرجنار وكلار وقلعة دزه وسره رش وميركة سور والعمادية وسواره توكه، ونزل عدد منهم علي كركوك وخانقين، ولكن نجد من واجبنا ان نتناول فصلاً جديدا من المؤامرة البارزانية الطالبانية لتقسيم العراق وضم محافظات واقضية ونواح وقري عربية وتركمانية ومسيحية ويزيدية الي مشيختي صلاح الدين التي يتخندق فيها مسعود، وقلاجوان التي يعسكر فيها جلال، هذا الفصل يتمثل بمذكرة قدمها الحزبان الانفصاليان الي الحكومة المؤقتة اياد علاوي، يطالبانه فيها بالتوقف عن تشكيل وحدات جديدة تلحق بالجيش العراقي الذي تنوي الحكومة انشاءه، والامتناع عن اعادة ضباط عراقيين سابقين الي الخدمة، والاكتفاء بقوات (الحرس الوطني) التي هي عبارة عن (مارينز) كردي نظراً لانخراط الالاف من أفراد ميليشيات الـ(بيش ميركه) في صفوفه، رغم ان الخطوات الحكومية بشأن تشكيل أفواج وألوية عسكرية، ما تزال مجرد خطط علي الورق، يقف ضد تنفيذها صاحب الأمر والنهي في وزارة الدفاع، ذلك الضابط الكردي من حزب البارزاني الذي يشغل منصب مفتش عام الوزارة، وكل كفاءته انه انهي دورتين تأهيليتين في احد المعاهد العسكرية الاسرائيلية خلال السنوات (1991 ـ 1994) وآخر المعلومات عنه انه بات رئيس اركان الجيش العراقي اضافة الي وظيفته الاصلية، بعد اقالة اللواء طارق الهاشمي لان الاخير سني عربي وقائد عسكري سابق في الجيش.
وعندما يلوح مسعود بارزاني بشن حرب علي الحكومة العراقية المؤقتة، رغم ان مساعدين له يحتلون مواقع قيادية فيها، اذا تجرأت واضفت علي كركوك الهوية العراقية، وهو يدرك تماماً ان هذه المدينة لم تكن في يوم من الايام كردية او كردستانية تأريخياً وسكانياً، فان ذلك يشكل عصياناً علنياً وتهديداً واضحاً لرئيس الحكومة اياد علاوي تحديداً، ابرز مظاهره ما جري لمدينة (تلعفر) ذات الاغلبية التركمانية من تقتيل لابنائها وتشريد لاهلها وتخريب لبيوتها، فالمعلومات الميدانية اكدت ان بارزاني بعد ان عجز عن الحاق المدينة التي ليس فيها كردي واحد بمشيخته، عمد الي تحريض الامريكان للهجوم عليها وضربها بهذه الوحشية واشرك قواته في حصارها والتنكيل بسكانها الابرياء. وهناك توقعات بان سنجار والشيخان وهما مدينتان تقطنهما اكثرية يزيدية، ستتعرضان الي هجمات امريكية بارزانية في المنظور القريب، لان شيوخ واعيان اليزيديين يرفضون تصنيفهم اكراداً، ويرفضون ايضا ان يكونوا جيباً عميلاً في مشيخة مسعود، لانهم اقلية متميزة في تأريخها وطقوسها الدينية وتراثها وثقافتها وطبيعة مجتمعها وتقاليدها ولا علاقة لها بالاقلية الكردية من قريب او بعيد.
وعلي جبهة جلال الطالباني فانه في آخر تصريحاته ندد بالاجراءات التي التزمت بها حكومة علاوي بالاستمرار في ارسال افراد من الشرطة للتدريب في الاردن، علماً بان اغلب هؤلاء من مرشحي الاحزاب الكردية، واسألوا الضباط الاردنيين الذين يتولون مهمات التدريب. ويبدي طالباني في تصريحة استعداد دوائر ومراكز الشرطة في السليمانية واربيل لتدريب وتخريج وجبات منهم، والهدف واضح من هذه الدعوة، فهو يريد تشغيل آلاف العاطلين من الاكراد اولاً، وتهيئتهم عسكرياً ثانياً ليوم يحتاج اليه مستقبلاً، وتسلم مخصصات تدريبهم وهي بملايين الدولارات، تصرف للاردن علي دفعات، للتذكير فقط فان اكاديمية الشرطة في كركوك التي تم ضربها مؤخراً هي مركز لتدريب البيش ميركه، افتتحها جلال دون استئذان الحكومة، وتحمل اسم (اكاديمية) زوراً وبهتاناً.
وفي محاولة أخري من طالباني لمشاكسة علاوي، ايعازه لاتباعه الذين احتلوا قضاء خانقين في محافظة ديالي، بطرد المحافظ عبدالله الجبوري عندما اراد زيارة القضاء، والذريعة ان خانقين مدينة كردية وجزء من الاكذوبة المسماة بـ(كردستان)، علماً بان هذا القضاء العراقي القديم تسكنه اغلبية عربية وتركمانية، والاكراد فيه اقلية، لا يشكلون خمس السكان وأغلبهم من (الفيلية) الذين يبحث وجهاؤهم ونخبهم الثقافية والاجتماعية والتجارية حاليا، عن هوية جديدة لهم، كأقلية ذات مواصفات خاصة بها خارج الأحزاب الكردية التي لا تعترف بهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع العراقي، وسبق للجلاليين ان هجروا اكثر من عشرين الف عربي وتركماني من خانقين عاشوا في هذه المدينة أباً عن جد، خلال عام ونصف من الاحتلال الامريكي، وقد توزع هؤلاء المهجرون علي معسكرات الجيش السابق في منصورية الجبل، وجلولاء والمقدادية وبعقوبة، وهم يعانون من شظف العيش والحرمان من ابسط الحقوق الانسانية بعد ان اقتلعوا من اراضيهم وبيوتهم ومزارعهم.
وقد تأكد بان جلال اصدر قراراً ألحق فيه خانقين بالسليمانية وقطع صلاتها الادارية والرسمية بمحافظة ديالي، وفرض علي سكانها العرب والتركمان اما القبول بهذا الفرمان الطالباني او مغادرة المدينة الي المنطقة العربية بعد كتابة اقرار يتعهدون بموجبه التنازل عن املاكهم وممتلكاتهم وعدم المطالبة بها في المستقبل.
ان المؤامرة البارزانية والطالبانية لتفتيت العراق ماضية في طريقها المرسوم من قبل الموساد الاسرائيلي واللوبي الصهيوني في ادارة بوش الذي يقوده الخماسي (تشيني ورامفسيلد وولفوتيز وفياث وبيرل) لإنشاء اسرائيل ثانية في الشمال العراقي بذراعين ضاربين يتوجهان لاقتطاع اجزاء من العراق علي شكل نصف دائرة، من الخابور علي الحدود السورية غرباً، لغاية خانقين علي الحدود الايرانية شرقاً، ومن يتمعن جيداً في الخارطة الجغرافية التي توزع في الدوائر والمدارس في المحافظات الكردية، يدرك أبعاد المخطط الجهنمي الذي ينفذه رئيسا الحزبين الكرديين لصالح المشروع الصهيوني الامريكي، ليس ضد العراق فحسب، وانما يستهدف سورية وايران وتركيا، والاخيرة لا بد لها ان تلعب دوراً انشط من دورها الحالي في مناهضة هذا المخطط والعمل علي اجهاضه بكل السبل والوسائل المتاحة لها، بما فيها التدخل العسكري، وهو تدخل مشروع لحماية امنها الوطني والاقليمي والحفاظ علي سلامة حدودها الجنوبية، وتفويت الفرصة علي مثيري الفتن في مناطقها وتخومها، ما دامت سورية وايران تتعرضان الي ضغوط وابتزاز وتهديدات من واشنطن وتل ابيب، ولا تستطيعان مواجهة الخطر الداهم عليهما من اربيل والسليمانية.
ان حكومة اياد علاوي تتحمل مسؤولية تأريخية رغم انها مؤقتة وغير شرعية، اذا استمرت تخضع لهيمنة بارزاني وطالباني اللذين يقودانها الي منزلقات خطيرة، فهذا الخضوع للاثنين والضعف امامها يتيح لهما مواصلة سياساتهما الرامية الي مزيد من السيطرة والنفوذ والاستحواذ علي مقادير العراق ونهب ثرواته وتبديد سيادته، واسألوا ضباط وافراد الشرطة في منطقة (العظيم) بمحافظة ديالي الذين ضبطوا عشرين نقالة مع مقطوراتها وهي تحمل مصنعاً كاملاً بمعداته ومكائنه لانتاج الاسلحة والذخيرة، تم تفكيكه من مكانه الاصلي في ناحية (جرف الصخر) القريبة من المسيب، من كان وراء تهريب هذا المصنع؟ ومن كان يتولي نقله وحمايته وتوصيله الي شمال العراق..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) المقصود جريدة الاهالي التي تدعي زورا بتمثيل الخط الوطني الديمقراطي( موقع شبكةاخبار العراق)
http://www.aliraqnews.com/30-9-14.htm
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |