أسر عراقية ترفض تلقيح أبنائها تحت تأثير إشاعات تقول:اللقاحات أميركية ومن المحتمل أن تكون ملوثة

بغداد: مهدي العامري
على الرغم من استمرار الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الاطفال في العراق التي انفق عليها اكثر من 1.8 مليار دينار حتى الآن، الا ان الكثير من الاسر العراقية تعزف عن تلقيح ابنائها بناء على اشاعات تستهدف اثارة فزع المواطنين تقول، ان اللقاحات جاءت من الخارج او «انها لقاحات اميركية ومن المحتمل ان تكون ملوثة».
وقالت الدكتورة بشرى جميل من قسم التربية الصحية في وزارة الصحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: ان بعض العوائل امتنعت عن تلقيح اطفالها نتيجة لبث الرعب في اذهانهم حول تلوث أي لقاح مقدم من شركات عالمية على الرغم من ان هذه الشركات معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. واضافت ان وزارة الصحة طالبت الاهالي بالاسراع في تلقيح ابنائهم والابتعاد عن الاستماع الى الاشاعات ومواصلة عمل اللجان والجهات الصحية التي تقدم خدمات انسانية. وقال الدكتور نعمة سعيد مدير عام دائرة الصحة والرعاية الاولية: لقد تحركنا على المجلس الوطني من اجل اثبات صحة وسلامة اللقاحات المستوردة من جهات معتمدة ومن قبل شركات لها سمعة ومكانة. واضاف «وجهنا رسالة مستعجلة الى المجلس الوطني ورئاسة مجلس الوزراء لدعم الفعاليات الصحية وعدم ترويج الاشاعات والتشكيك في العمل من قبل وزارة الصحة». وأكد ان خمسة ملايين جرعة تبرعت بها منظمة اليونسيف تحمل تاريخ انتهاء لمدة سنتين واخرى مقدمة من قبل شركة باستور الفرنسية وهي من خيرة الشركات التي تنتج اللقاحات ومعتمدة من قبل منظمة الصحة العالميةWHO ، وعلى هذا فلا خوف من التلقيح، خاصة انه يعطى عن طريق الفم وبجرعات عدة. واكد نعمة ان هنالك لجنة متابعة التحاليل مكونة من اساتذة في مجال الرقابة الدوائية تقوم بمراجعة نوعية اللقاحات. واضاف ان «مسألة اعتبار اللقاحات اميركية هي من اهم المشاكل التي اعترضت عملنا، حيث لم تتم الاستفادة الكاملة من اللقاح، والامر المستغرب الاخر وجود جماعات تحرض المواطنين على عدم استخدام وتلقيح اولادهم لان اللقاح مقدم من دولة محتلة وهو ما يحتم عليهم عدم اخذه». ويشير نعمة الى تلقيح بحدود اربعة ملايين وستمائة الف طفل لا تتجاوز اعمارهم الخامسة، حيث حققت وزارة الصحة نسبة عالية وان بعض المحافظات مثل واسط والديوانية والحلة شكلت ارتفاعا في نسب التلقيح لتصل الى 100% بسبب ازدياد اعداد النازحين من المحافظات الاخرى اليها. ونعتمد في عملنا بالنسبة لاعداد السكان على تقديرات الجهاز المركزي للاحصاء وهي ارقام تقديرية في الوقت الحاضر. وقال الدكتور نبيل ابراهيم من شعبة الرصد الوبائي في وزارة الصحة ان يوم الثامن والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2003 كان يوما تاريخيا بالنسبة للعراقيين حيث اعتبر العراق خاليا من مرض شلل الاطفال، الا ان خبراء منظمة الصحة العالمية WHO لم يستطيعوا المجيء لاسباب تتعلق بالامن، مشيرا الى ان الوزارة اتخذت سلسلة من الاجراءات لارسال اطباء متقاعدين لهم خبرة وكفاءة لادخالهم دورة تدريسية في مصر كي يحضروا الى العراق، لاجراء التدقيق والكشف لاعلان العراق خاليا من مرض شلل الاطفال نظرا لتسجيل آخر اصابة بالمرض قبل اربع سنوات.


http://www.asharqalawsat.com/view/ne...03,258462.html