كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية عن بدء عمليات عسكرية هجومية فجر اليوم لم يعلن عنها بعد ضد مسلحين يسيطرون على بلدة اللطيفية جنوب بغداد في الصفحة الثانية من عمليات بدات اول الشهر الحالي لفرض سيطرة الدولة على المدن المضطربة تمهيدا لاجراء الانتخابات العامة، في وقت اعلن عن اعتقال ستة من المتهمين بمقتل رجل الدين الشيعي السيد عبد المجد الخوئي في مدينة النجف العام الماضي والمتهم فيها ايضا رجل اليدن المتشدد مقتدى الصدر الصادر بحقه امر بالاعتقال بتهمة التحريض على قتل الخوئي .


وابلغ المصدر "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد ان حوالي ثلاثة الاف عسكري من القوات العراقية والاميركية يواصلون منذ ساعات عمليات مسح وبحث عن المسلحين وبينهم عدد كبير من العرب الذين حولوا بلدة اللطيفية (40 كيلومتر جنوب بغداد) الى معقل لعملياتهم ضد الشرطة العراقية والجنود الاميركيين وحولوها الى هاجس للدواة لايقل عن هاجس الفلوجة، واضاف ان اشتباكات تدور حاليا بين الجانبين:

وتثير ناحية اللطيفية التي تتبعبع ادارياً محافظة بابل الاثرية اهتمام وسائل الاعلام بسبب ما تشكله من خطورة على سالكي الطريق من والى العاصمة العراقية باعتبارها نقطة العبور الرئيسية الى محافظات الجنوب وهذه المنطقة الشهيرة ببساتين النخيل والحمضيات وتمتهن غالبية سكانها الزراعة احدى المناطق التي تعيش فيها غالبية سنية مع وجود اعداد قليلة من الشيعة وتشكل عشيرة الجنابات السواد الاعظم من سكانها. وترتبط اللطيفية بطريق خــلفي مع مدينة الفلوجة حيث يتنقل المسلحون بين المدينـــتين مستغلين غياب القوات الحكومية على هذا الطريق.

وبعد سقوط النظام السابق العام الماضي لم يبد سكان المدينة مقاومة أو تمرداً الا ان تغلغل التيارات السلفية في هذه المنطقة شكل انعطافاً في وضعها فتم تشكيل خلايا مسلحة متعددة تمكنت من فرض سطوتها على اجزاء مهمة من المدينة الصغيرة وباتت البساتين المحاذية لطريق الفلوجة مقراً لعناصرها الذين انضم اليهم الكثير من ضباط الجيش والاستخبارات السابقين. وقد عملت السلطات العراقية على إيقاف تجاوزات هذه الجماعة المسلحة في منطقة شهدت عمليات خطف وقتل للصحافيين والمسؤولين الحكوميين.

وكان موكب رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي العائد من النجف تعرض الى هجوم مسلح استهدف تصفيته الشهر الماضي كما اختطف الصحافيان الفرنسيان من قبل "الجيش الإسلامي" الذي يتخذ من هذه المنطقة معقلاً له بينما اغتيل اخيراً احد رجال الدين الشيعة وهو السيد بشير الجزائري مع اثنين من مرافقيه واحرقت سيارته. وتعكس الشعارات والعبارات التي كتبت على جدران ابنية اللطيفية توجهات المسلحين مثل "لا سيستاني ولا علاوي نعم نعم زرقاوي" وحيث تواجه الحكومة العراقية في هذه المنطقة مهمة صعبة قد لا تقل عن مشكلة الفلوجة.