الإنتخابات والتحديات اللوجيستية والمغتربون
الإنتخابات والتحديات اللوجيستية والمغتربون
نسمع الكثير من التصريحات إن الوضع الأمني يشكل تحدياً رئيسياً بالنسبة لإجراء الإنتخابات، لكننا نرى إن التنظيم الإداري والفني لعمليات الإقتراع قد يشكل تحدياً آخر لايقل أهمية عن قضية الأمن، لاسيما والفترة المتبقية على موعد إجراءها قصيرة قياساً لحجم الإستعدادت المفروض توفرها قبل ذلك الموعد، فالضعف الكبير والواضح في الجانب الإعلامي والتثقيفي بالإنتخابات وأهميتها وآلياتها وطبيعة لوائح المرشحين ومشاريعهم وغيرها أدى الى حالة من الضبابية في رؤيا الموطن العراقي ومن ثم عدم إهتمامه بهذا الحدث العام.
قد نلقي بالمسؤولية في ذلك على عاتق المفوضية العليا للإنتخابات، والحركات والقوى السياسية والجمعيات المدنية.
وقد نعذر المواطن العراقي في الداخل لعدم إهتمامه الكبير بهذا الحدث لضعف التثقيف بأهمية الإنتخابات أو لإهتمامه بالجانب الأمني والمعيشي المتردي الذي يعيشه يومياً بكل تفاصيله.
لكن ما لايمكن تفهمه هو تلك الشريحة الواسعة من (عراقيي المهجر) الذين يمثلون قسماً حيوياً من الشعب بوصفهم عراقيين فاعليين ينبغي لهم أن يشاركوا في بناء العراق الجديد...
فأين نحن من الإنتخابات، وماذا هيئنا لضمان مشاركتنا؟
هل شكّلنا لجان تنسيق ومتابعة مع الدوائر المعنية، وهل تابعنا عملهم؟
هل أرسلنا وفود للإتصال بالسفارات العراقية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأمريكية والأوربية المختصة؟
هل عقدنا إتصالات جدية مع وسائل الإعلام الفاعلة؟
وهل عقدنا الندوات الجماهيرية مع الجالية لتوضيح أهمية الإنتخابات وطرق تفعيلها ومواصفات المنتخب ودراسة سبل ضمان مشاركتنا؟
المطلوب منّا عمل، وحيوية، ومتابعة قبل أن يمضي قطار الزمن ونحن جالسون ننظر اليه بألم وحسرة من نوافذ محطات الغربة والهجرة
فلنساهم في إعادة القرار للأيدي العراقية، وأن لا نترك (الآخر) يفكر ويقرر نيابة عنّا... وقد قيل: الحق يُنتزع ولا يُعطى
قاسم البصري
اعدلوا... فإنكم تعيبون على قوم أنهم لايعدلون