 |
-
استهداف “ الناخبين وكسب الثقة لتحقيق الفوز ـ دراسة بمناسبة قرب الانتخابات
[align=left]نشرت في جريدة الصباح البغدادية [/align]
تستطيع بلا شك بناء منزل دون مخطط معماري لكن لن تأمن من الوقوع في عدة اخطاء هذا فضلا عن انك قد تهدر وقتك ومالك والكثير من مواد البناء وربما لا تكون راضيا عن النتائج الاخيرة ويبدو الحال مماثلا عند قيامك بالحملة السياسية دون خطة مكتوبة ومرسومة ولا جدال في القول بان لكل حملة سماتها المتميزة والفريدة ولكن هناك بعض المبادئ الرئيسية التي يمكن تطبيقها على كل حملة انتخابية، يجب ان تقوم الحملات مرارا وتكرارا على ايصال رسالة مقنعة للناخبين المستهدفين حتى تحقق الفوز. الحملة السياسية عملية اتصال وسياق دوؤب للاتصال.
اكتشف الرسالة الملائمة واستهدف بها المجموعة المناسبة من الناخبين واعمل على ايصالها اليهم. ان السياق العملي والفعلي للتخطيط اكثر تعقيدا من القيام ببساطة باتباع قاعدة واحدة فالأمر يتطلب الكثير من الجهد والعمل لتطوير الاستراتيجية ولاعداد حملة انتخابية علمية ودقيقة يجب اتباع الخطوات التالية:
1. القيام بالبحوث اللازمة لاعداد الحملة.
2. وضع استراتيجيات لاهداف الحملة وتحديد عدد الناخبين المطلوبين لتحقيق الفوز.
3. تحليل الناخبين واستهدافهم.
4. تطوير رسالة الحملة.
5. تطوير خطة اتصال بالناخبين.
6. تنفيذ الخطة.
هناك تقريبا ثلاثة انواع من الحملات السياسية لا تحظى بفرص النجاح في يوم الاقتراع وهي:
النوع الاول: حملة ذات رسالة مقنعة لايصالها للناخب غير انها لاتحمل فكرة واضحة عن الناخب الذي تريد اقناعه وهذا النوع من الحملات لا يملك زمام المبادرة ويتفاقم وضعها مع الوقت.
النوع الثاني: حملة ذات رسالة محدودة وواضحة للناخب الذي بامكان الحملة اقناعه لكنها تفتقد خطة معقولة لما ينبغي عمله لاقناع ذلك الناخب من اللحظة الراهنة حتى يوم الاقتراع. وهذا النوع من الحملات يهدر الوقت والمال والعنصر البشري وهو يقترب دون هدى من يوم الاقتراع وغالبا ما ينصرف الى الاهتمام بالاحداث اليومية او الرد على حملات المنافس او ما تورده الصحف من اخبار فينصرف جل وقتها في رد الفعل تجاه العوامل الخارجية بدلا من السعي الى عمل فعل وجدولة اعمال.
النوع الثالث: حملة تمتلك رسالة جلية وفكرة واضحة عن ناخبيه وخطة حتى يوم الاقتراع لكنها تعجز عن متابعة العمل بها وهذا النوع من الحملات الكسولة يختلف الاعذار لتبرير اخفاقها.
يعتقد السياسيون - على الاعم - انهم يحملون الاستراتيجية الناجحة في عقولهم الا انهم في الحقيقة لا يملكون اية استراتيجية على الاطلاق وتراهم يتخبطون دون هدى.
وعلى الاغلب يرى معظم المرشحين انهم ومديري الحملة الانتخابية يتبعون استراتيجية واحدة ويكتشفون في نهاية المطاف ان اراءهم عن الاستراتيجية مختلفة كل الاختلاف، ولعل التوصل الى خطة مكتوبة متفق عليها بين المرشح ومدير الحملة والمستشارين الرئيسيين للحملة سيساعد على تفادي الوقوع في مثل تلك المعضلات واعني ان لم تكن هناك خطة مكتوبة فما من خطة مكتوبة على صعيد الواقع.
كما ويمكن القول ان تلك الخطة تعد وثيقة داخلية لا يشترك في الاطلاع عليها سوى النزر اليسير من المعنيين بالحملة الانتخابية ولعل تقويما واقعيا للحملة سيكون عليك التعامل مع جوانب القوة والقصور ولا ترغب دون شك في اطلاع الاخرين من خارج الحملة على تلك الجوانب كذلك سوف تعمل على تطوير استراتيجيتك لما ينبغي عمله للفوز بالحملة لتحتفظ بعنصر المفاجأة في مواجهة منافسك وخلال قيامك بتلك العملية عليك ان تحاول كذلك تحديد طريقة منافسك في الاجابة عن الاسئلة نفسها وعلى ذلك النحو ستكون قادرا على توقع الاستراتيجية التي سيتبعها منافسك وكذلك توقع اي نوع من الحملات التي سيديرها ذلك المنافس وما ان تصبح لديك خطة مكتوبة وجب عليك اتباعها بانصاف وجدية فان جودة الخطط مرهونة بالتنفيذ الجيد. ولابد ان تكون كل الحملات متسمة بالمرونة للتأقلم مع الظروف المتغيرة التي ينبغي وضعها قيد الاعتبار بدقة متناهية ومقابلتها بالبحوث والاستراتيجية المتصلة ضمن الخطة.
وينبغي ان نشكر العاملين في الحملة ونثني عليهم لانهم بذلوا الجهد والخبرة والمهارات لتحسين الوضع العام وتجسيد الديمقراطية على الصعيد العملي وعلى المنوال ذاته ينبغي ان نثني على المرشحين لانهم تقدموا بخطوة الى الامام للمبادرة في عرض خدماتهم للمواطنين وبذلك فانك لن تكون قد قمت بخدمة المواطنين والاهالي فحسب وانما ايضا تكون قد ساهمت في العملية الديمقراطية على نطاق شامل.
ومن الجدير بالذكر ان هذا البحث لا يملك الحلول لكل المشاكل التي ستواجهك اثناء الحملة الانتخابية ولا يملك القدرة على تحديد من هم اكثر المناصرين والمؤيدين احتمالا؟
وكذلك لا يملك القدرة على تحديد السبل الاكثر فعالية للاتصال بالناخبين في دائرتك الانتخابية الا ان ما نملكه يقتصر على وضع الاسئلة بطريقة شاملة ومنهجية لتعينك على التفكير خلال عمليات التخطيط.
ولذا يجب على المرشحين للانتخابات ومديري الحملات الانتخابية والمستشارين الرئيسين الاطلاع بجدية ودقة على ما يتضمنه هذا البحث ثم اجراء اجتماعات للتخطيط الاستراتيجي يتمخض عنها خطة لحملة مكتوبة.
نوع الانتخابات التي ستخوضها والقواعد والقوانين المتبعة فيها
وعلى سبيل المثال هناك الانتخابات على القائمة الحزبية او على قائمة المرشحين وهناك اسئلة بهذا الشأن ما المطلوب للفوز في الانتخابات اغلبية الناخبين ”اي 50% من الاصوات + صوت واحد ترجيحي“ ام اغلبية المقترعين ”اي اكثرية الاصوات مهما كانت نسبتها“؟ وكم عدد المقاعد التي ستتنافس عليها وهل ستخوض الانتخابات بمفردك او ضمن فريق؟ وما صلاحيات ومسؤوليات المقعد الذي ستتنافس من اجله؟
كما ويجب ان يكون لديك معرفة بقانون الانتخابات من حيث كيفية تنفيذ القانون والتسجيل للترشيح وتمويل الحملة فمثلا على ماذا ينص القانون بشأن اتاحة استخدام الاعلام والدعاية الاعلامية والملصقات ولافتات مداخل المساكن والطرق لاستخدام المرئيات الدعائية؟
يجب ان يكون البحث مستقاة من مناهج علمية لجمع المعلومات مثل استطلاعات الرأي السياسيـة.
السمات المميزة للدائرة الانتخابية
ومثال على ذلك ما حجم الدائرة التي تتنافس عليها؟ احيانا توجد دائرة انتخابية واحدة واحيانا اخرى توجد”300 “ دائرة انتخابية. ما نوع المناطق المطلوب منك تغطيتها خلال الحملة؟ كيف هي الحالة الاقتصادية في الدائرة؟ ما الصناعات الرئيسية في المنطقة وما الموارد الاقتصادية الاخرى. ينبغي ان تستوعب الارضية السياسية التي ستقف عليها للتنافس. ما الاحزاب الاكثر اهمية في المنطقة والى اي مدى هي قوية فيها؟ من هم القادة ورجال الاعمال والمدنيون الاكثر تأثيرا في الحملة؟ ما التحالفات المحتملة بين المنظمات السياسية والمدنية والتي يمكن ان تتطور في المنطقة؟ كذلك ينبغي ان تعرف كيف يحصل الناخبون على المعلومات؟ من هم المسؤولون عن التقارير الصحفية وما الوسائل الاعلامية المتاحة؟ كيف ستتم تغطية الانتخابات؟ ولتطوير استراتيجية اعلامية من المهم ان تحصل على اكبر قدر ممكن من المعلومات عن الصحافة والاعلام.
سمات الناخبين في الدائرة الانتخابية
ينبغي ان تقوم بتقسيم السكان القاطنين في دائرتك الى مجموعات يمكن معرفتها وادارتها وذلك الامر يمثل الاساس لتطوير استراتيجية لاستهداف ناخبين معينين.
وبعض الامثلة التي تأخذها بالاعتبار، ما هي مستويات الدخل للناخبين والمستويات التعليمية المهنة والعمر.. الخ؟
اين يعمل الناخبون واين يقضون اوقات فراغهم؟ كم نسبة عدد القاطنين في المدينة والقاطنين في المناطق الريفية؟ هل يعيش الناخبون في منازل مستقلة لكل اسرة ام يسكنون في شقق؟ كيف لك ان تصف مؤيديك او الناخبين الذين تأمل اقناعهم لتأييدك. الناخبون الذين يتسمون بصفات متشابهة لهم مصالح متماثلة فقد يقل اهتمام كبار السن والعجائز بالمدارس في حين يزداد اهتمامهم بالضمان والتامين الاجتماعي. اما الفتيات الشابات فقد يزداد اهتمامهن بالتعليم ويقل بالضمان والتامين الاجتماعي وعندما تحدد نسبة كل منهن في دائرتك الانتخابية ستكون في وضع افضل لتوجيه رسالتك واستهداف المجموعة الحاسمة لتحقيق الفوز.
الانتخابات السابقة
تستطيع الحصول على معلومات حيوية عن الانتخابات الحالية من خلال اطلاعك على المعلومات الخاصة بالانتخابات السابقة.
من الذي دخل التنافس الانتخابي للمقعد نفسه وكيف كانت النتائج؟ كم عدد الناخبين الذين شاركوا في الاقتراع المماثل في الماضي وكم عدد الاصوات المرجحة لتحقيق الفوز؟
العوامل الرئيسية المؤثرة في هذا الانتخاب
ما القضايا المحلية والوطنية والقومية التي تهم الناخب وما الذي سيحفز الناخب للذهاب الى مراكز الاقتراع؟
في معظم الاحوال ينبغي ان تكون رسالة حملتك مكملة للرسالات الاخرى او على الاقل لا تتعارض معها ولنا ان نتساءل ان كانت هناك عوامل خارجية مثل الطقس قد تؤثر في نسبة الاقتراع ونتيجة الانتخابات. من الحاجيات الملحة اليوم للمواطن هي الامن لكن هذه الحاجيات تتغير في كل وقت يوما بعد آخر.
انت بحاجة الى السؤال وعمل استفتاء وبيان رأي
كما ويجب معرفة من من الاخرين سينظم حملات اخرى في الانتخاب الحالي وما الفرص المتاحة للتنسيق مع الحملات الاخرى؟
بيان مواطن الضعف والقوة لمرشحنا
المرشح هو اهم عامل في الانتخابات. يجب ان تحاول النظر الى مرشحنا من الزاوية التي ينظر اليه بها منافسه ويحتمل ان ما تراه انت في مرشحك من شباب وحيوية قد يراه المنافس غيابا للخبرة وقصورا في التجربة.
من المهم معرفة مواطن القوة والضعف للمرشح وعند اكتشاف مواطن الضعف في فترة مبكرة ستكون الحملة اكثر استعدادا للتعامل معها ومهيأة للاجابة عن الادعاءات التي قد تظهر في فترة متأخرة من الحملة.
وقد خسر الكثير من المرشحين السباق لانهم رفضوا التطرق الى هفواتهم التي حدثت في الماضي. ينبغي ان تتطلع على الموارد المالية التي يملكها المرشح والقدرات المتوفرة لجمع الاموال اللازمة. ومن المستشار السياسي للمرشح ما هو البرنامج الانتخابي للمرشح؟ وما موقفه من القضايا التي تهم الناخبين ولماذا قام بترشيح نفسه لهذه الانتخابات؟
جوانب الضعف والقوة للمنافسين الاقوياء
ينبغي ان تحدد من هم المنافسون الاقوياء الذين قد يتدافعون معك لكسب ولاء الناخبين وثقتهم وعلى نحو آخر يمكنك امعان النظر في مواقع القوة والضعف للمرشحين المنافسين.
كما ويجب ان تعرف على اي مجموعات من الناخبين سيعمل هؤلاء المنافسون على السباق؟ وما هي رسالات هؤلاء المنافسين وما هي اسبابهم لخوض هذا السباق؟ واي استراتيجية واي نمط من الحملات تتوقع ان يتبعها هؤلاء المنافسون في هذه الانتخابات؟ ما خلفياتهم ومواطن ضعفهم وقوتهم تعرف على الخلفية التعليمية والوظائف السابقة والمناصب التي حصل عليها هؤلاء المنافسون. ما هي تصريحاتهم السابقة هل لديهم سجل حافل بمخالفات عامة او بقضايا في المحكمة؟ ما هي الامور السلبية لهؤلاء والتي يمكن لك استغلالها لمصلحتك؟ ما الموارد التي جمعها المنافسون للحملة وكيف سيمول المنافسون حملاتهم؟
حالما تقوم باجراء البحث عن المنافس وحملته ينبغي ان تحاول تحديد الاستراتيجية التي تتوقع ان يتبعها وحين تأخذ في الحسبان تلك التوقعات لحملته ستكون في وضع افضل من الجاهزية والاستعداد لصد ما يمكن ان يلقيه عليك.
الخطأ الذي تقع فيه غالب الحملات السياسية هو القول بانها لا تريد ان تعلن حملة سلبية ولكن اجراء البحث عن النقائض في منافسك يختلف كليا عن القيام بحملة سلبية لتعريته وان لم يبذل ذلك الجهد فانك سوف تفقد قدرتك على الاستعداد ازاء ما سيقوله او سيفعله. ولن تكون مهيأ لتحديد فجوة التباين بينك وبينه.
وضع الاهداف واستهداف الناخبين
وضع الاهداف
يعد وضع الاهداف للحملة الانتخابية الخطوة الثانية بعد خطوة البحث وفي معظم الاحوال تتناسى الحملات احصاء الاصوات اللازمة لضمان الفوز وتتغاضى عن تحديد من اين تاتي الاصوات الانتخابية وعلى ذلك تهدر تلك الحملات وقتها الثمين واموالها وعنصرها البشري في مخاطبة السكان كافة عوضا عن الحديث الى اولئك الناخبين الذين تحتاج اليهم لتحقيق الفوز وهنا عليك القيام بخفض عدد الناخبين الى عدد من المجموعات التي ينبغي الاتصال بها على ان تكون باحجام تتيسر السيطرة عليها.
مثال/ مدينة صغيرة عدد سكانها”100000 “ مائة الف نسمة وفيها ثلاثة احزاب.
ولدراسة مثل هذه المدينة ينبغي تصور ما يلي:
هناك تقريبا 70000 شخص يحق له الانتخاب
نفترض 45000 شخص يذهب الى صناديق الاقتراع فعليا
15000 شخص يحتاج كل حزب للفوز +1 ”الرقم الترجيحي“
هذا يعني ان حزبك بحاجة الى 5000 عائلة تقريبا
هنا لتحقيق الفوز تحدث مع 5000 عائلة لان هدر الوقت للحديث مع مائة الف ربما لايخدمك اذ ان هناك ثلاثة عوامل يجب مراعاتها اولا الموارد المالية ثانيا المصدر البشري ثالثا عامل الزمن تذكر ان الولاء يكون لرب العائلة او شيخ العشيرة عادة.
استهداف الناخبين
ماذا نعني باستهداف الناخبين؟
بعد ان حددت عدد الاصوات المطلوبة لفوزك يبقى ان تحدد عدد الناخبين المطلوب اقناعهم لتأييد مرشحك ومساندته وهذه العملية يطلق عليها استهداف الناخبين او الاستهداف وتعود هذه الخطوة الثالثة بعد وضع الاهداف. والهدف من الاستهداف هو تحديد اي من المجموعات ضمن قطاع الناخبين تعد اكثر استعدادا للاستجابة الى مرشحك وبالتالي تستطيع ان تركز وتكثف كل جهودك عليها.
يعد الاستهداف بالغ الاهمية لسببين اولهما ضبط انفاق الموارد القيمة للحملة والتي تشمل الزمن والمال والعنصر البشري وثانيهما تطوير رسالة فعالة لاقناع اولئك الناخبين المستهدفين.
اذا قمت باعداد ادبيات لكل شخص في الدائرة وحاولت مصافحة كل ناخب في الدائرة الانتخابية فانك ستنفق الكثير من المال والوقت على اشخاص لن يقترعوا لك مهما قلت او مهما فعلت.
ومن جهة اخرى اذا حاولت تحديد مجموعة من الناخبين اصغر حجما واكثر استعدادا للاقتناع برسالة حملتك فانك ستكون قادرا على تركيز جهودك على تلك المجموعة.
هناك ثلاثة انواع من الناخبين الاول هو المؤيد لك والثاني المؤيد لمنافسك اما الثالث فهو من كان في الموضع الوسط والذي لم يحدد اتجاهه بعد. فالمؤيدون لك هم الناخبون الذين قرروا مسبقا الاقتراع لك والمؤيدون لمنافسك هم الذين قرروا سلفا الاقتراع لمنافسك. اما الناخبون في الموضع الوسط فقد قرروا الاقتراع لاي من المرشحين ونطلق عليهم تسمية ناخبون ممكن اقناعهم وعليك ان تستهدف جزءا من اولئك الناخبين الممكن اقناعهم وتحاول ايصال رسالتك لهم وتذكر دائما ان الحملة السياسية هي عملية تواصل واتصال.
كيف تستهدف الناخبين؟
هناك اسلوبان لتحديد ذلك الامر وهما الاستهداف الجغرافي والاستهداف وفق السمات السكانية او ما يسمى بالاستهداف الديمغرافي ومعظم الحملات تستهدف كلا الاسلوبين.
نقصد بالاستهداف الجغرافي ببساطة تحديد من سيقترع لمرشحك وفقا لموقعه السكني. الدوائر الانتخابية ذات الاداء العالي تحتوي على المؤيدين المحتملين لك وينبغي نظريا الا تنفق موارد الحملة عليها وفق ذلك كله ليس من المنطقي ان تحاول اقناع ناخب اقترع لك في السابق وبالرغم من ذلك فان معظم المرشحين ينفقون بعض الموارد في المناطق التي لها تاريخ ضليع بالتصويت لمرشحي حزبهم وذلك بغية تقوية القواعد المساندة لهم لتزداد صلابة قبل الاتصال بالمؤيدين المحتملين.
ويمكن تحديد الاقتراع المتوقع من خلال نسبة الناخبين المقترعين في اخر انتخابات متشابهة حدثت في الفترة المنصرمة فمن البلاهة ان تنفق موارد الحملة على اشخاص لن يصوتوا وعلى ذلك ينبغي ان تنفق حملتك موارد اكثر في الدائرة الانتخابية ذات الاقتراع العالي.
اما الاستهداف الديمغرافي والذي يعني تقسيم قطاع الناخبين الى مجموعات عدة او شرائح فرعية ويمكن تقسيمها وفقا للعمر او نوع الجنس او مستوى الدخل او المهنة او الاثنية او الدين او اية سمات اخرى وغالبا ما تستخدم في تعريف الافراد بانفسهم.
ان الغرض من تقسيم السكان على ذلك المنوال ينطوي على القول بان كل مجموعة متشابهة من الناخبين سيكون لها على الارجح اهتمامات متماثلة وبالتالي سوف تقترع في الانتخابات للمرشح نفسه.
ان الاستهداف الديمغرافي ليس علما دقيقا وذلك لان التقسيمات الديمغرافية الفرعية تشوبها الضبابية وتتداخل فيما بينها وذلك لاسباب منها غياب البيانات الديمغرافية المتوفرة والصحيحة وكذلك تدني مستوى التطور للوعي الذاتي بين الافراد لتحديد مصالح محددة وفق سماتهم وصفاتهم السكانية او الديمغرافية وعند سؤال المرشحين عن تحديد جمهورهم فانهم يميلون الى الاجابة اما بذكر اي تقسيم ديمغرافي يخطر على بالهم او بالقول”انا امثل نخبة المفكرين والمثقفين “.
وفي المقام الاول لا تجد لهم جمهورا مستهدفا لانهم يستهدفون كل شخص.
وفي المقام الثاني تجد ان جمهورهم المستهدف ضيق النطاق ولن يحقق لهم النصر لان نخبة المفكرين تمثل نسبيا فئة صغيرة من الناخبين.
الجدول التالي يتضمن نموذجا لربط الاستهداف للناخبين بجهود حملتك.
بعد ان حددت الجمهور المستهدف لحملتك ينبغي ان تبذل جهدا لفهم افراد ذلك الجمهور المستهدف كافة وينبغي ان نقوم بتحليل الجوانب الاربعة اي تحليل القضايا والمواقف والقيم والصفات القيادية.
القضايا:
ينبغي ان تعرف ما القضايا التي يهتم بها الناخبون اكثر الاقتصادية او الاجتماعية او الشؤون السياسية الخارجية ومن الامثلة على الاسئلة المحددة التي ينبغي ان توجهها هل مكافحة الجريمة اكثر اهمية ام اقل عن السابق؟ من المهم ان تكون اكثر تحديدا قدر الامكان ينبغي للمرشح ان يقول بالتحديد ما ينبغي عمله لتحسين الاداء الاقتصادي بدلا من التحدث عن تحسين الاقتصاد.
الموقف:
هل الناخبون متفائلون بالمستقبل ام متشائمون؟ هل يثقون بالحكومة وسائر المؤسسات العمومية ام لا؟ هل يشعرون بالتحسن ام بالتدهور عن السابق؟ هل يريدون التغيير ام الاستقرار عن الوضع الراهن.
القيم:
ما القيم الجوهرية التي توحد الناخبين في جمهورك المستهدف؟ على سبيل المثال اية قيمة يقدرون على نحو اكبر الحماية الاجماعية ام الفرص الاقتصادية؟ الاستقرار ام الاصلاح؟ ما القيم التي يشتركون فيها مع سائر السكان؟ ما القيم التي تميزهم؟ بعض تلك الاجوبة قد تتضمن القيم الدينية للمجموعة المستهدفة.
الصفات القيادية:
اي صفات يريد ان يراها الناخبون في قادتهم؟ هل يفضلون القائد من نخبة المـــفكرين ام قائدا يجسد هموم المواطن الاعتيادي.معظم السياسيين في كل مكان يعتقدون ان لهم ملكة طبيعية لفهم ”الجمهور“ فيعتقدون انهم يعرفون دون القيام ببحث القضايا التي ينبغي تلبيتها لجذب اهتمام الناخبين وغالــــــبا ما تفاجئهم نتائج الاستطلاعات السياسية او الانتخــابات العامة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |